"الشرق الاوسط" الجزائر: بوعلام غمراسة استنكر عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دعوات عبر الشبكة الاجتماعية «فيس بوك»، إلى تنظيم «انتفاضة» في شوارع العاصمة اليوم للمطالبة بتغيير النظام. وتشتم السلطات الجزائرية رائحة «اليد الأجنبية» فيما أصبح يعرف ب«خريف الغضب». وقال عبد العزيز بلخادم، إن «التحريض على المظاهرات والمسيرات في الجزائر لم يلق تجاوبا من طرف الشباب الجزائري الذي أثبت نضجا ووعيا بالأخطار المحدقة ببلادنا». وكان بلخادم يتحدث أول من أمس في مدينة الشلف (200 كلم غرب العاصمة) بمناسبة لقاء نظمه حزب جبهة التحرير الوطني، صاحب الأغلبية البرلمانية، الذي يرأسه. وقال إن «رد فعل الشباب الجزائري على دعوات التظاهر في الشوارع، دليل قاطع على النضج السياسي للشباب ومدى حبه لوطنه»، في إشارة إلى ردود فعل عبر «فيس بوك» ترفض خطابا متداولا على الشبكة نفسها، يدعو إلى «انتفاضة شعبية يوم 17 سبتمبر (أيلول) للمطالبة بتغيير النظام. واستقبل الكثير من سكان العاصمة في الأيام الماضية، رسائل قصيرة في هواتفهم تقترح عليهم المشاركة في «مظاهرات التغيير». وظلت هذه الرسائل، المجهولة، حتى مساء أمس تتدفق. وفي مقابلها تلقى المئات من الأشخاص رسائل هاتفية قصيرة، مجهولة المصدر، تطلب عدم التجاوب مع «التحريض على التظاهر». وجاء في هذه الرسائل: «أنقلوا هذا النداء إلى أصدقائكم.. جزائر العزة. ارفعوا علم الجزائر في كل بيت يوم 17 سبتمبر.. تحيا الجزائر». ويعتبر حديث بلخادم في الموضوع، أول تصريح من مسؤول كبير يتعاطى مع «حركة 17 سبتمبر» التي تحولت إلى كرة ثلج مع مرور الأيام، فكلما اقترب التاريخ ازداد اهتمام الناس بما يجري ومعه زادت مخاوف الحكومة الجزائرية. وأفاد مصدر رسمي ل«الشرق الأوسط»، بأن وزارة الداخلية أصدرت تعليمات لمسؤولي جهاز الشرطة تطالبهم بمنع أعوان الشرطة من الخروج في عطلة، ومنعتهم أيضا من أخذ الإجازة الأسبوعية بسبب الخوف من مظاهرات محتملة في العاصمة. وطلبت الداخلية من نفس المسؤولين، توخي أقصى درجات ضبط النفس وعدم إطلاق النار تحت أي ظرف كان، في حال خروج أشخاص إلى الشوارع اليوم. وقال المصدر الرسمي إن تحريات الأمن حول الموضوع، لم تتوصل إلى تحديد أي جهة صدرت عنها دعوة التظاهر، مشيرا إلى أن السلطات «تشتم رائحة اليد الأجنبية في القضية، على أساس أن التحريض على تنظيم مظاهرات جاء من صفحات (فيس بوك) ببلدان أجنبية، يريد أصحابها، حسب كلامه، نقل أجواء الاضطرابات التي عاشتها بلدان مجاورة إلى الجزائر». واستبعدت السلطات أي أثر لأحزاب أو تنظيمات مهتمة بالسياسة، في دعوة «الانتفاضة»، بعدما اتجهت الشكوك في البداية إلى بعض أحزاب المعارضة التي تطالب بالتغيير مثل «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية».