في أول رد لاحزاب الغالبية في موريتانيا على مهرجان منسقية المعارضة المنظم امس، قال صالح ولد دهماش، القيادي في حزب الاتحاد من اجل الجمهورية في تصريح صحفي، إن قادة "منسقية "المعارضة" ، أو المشاغبة، على حد تعبيره، "طالعونا بتصرفات وتصريحات عبرت عن حقيقتهم، وأثبتت أن هؤلاء أفلسوا وفشلوا وأخفقوا سياسيا". وقال ولد دهماش ان من أسماهم "فلول المفسدين وأشلاء المعارضة لن يتقبلوا الأمر ببساطة،لأنهم المتضرر الأول والأخير من الخيار الديمقراطي،الذي لم يضحوا مطلقا من أجله ولم يطالبوا به في تاريخهم السياسي الحافل بالتناقضات ،وحتى خلفياتهم الأيديولوجية لاتعرف اسم الديمقراطية" ،على حد تعبيره . واكد أن ما وصفه ب"إرادة وعزم الرئيس محمد ولد عبد العزيز في التصدي لسيل نهب المال العام لن تلين، وسيواصل العمل على استعادة القيم والأخلاق السليمة التي هدمت تحت معاول التملق والنفاق من طرف سدنة المفسدين الموجودين على منصة المهرجان، وأنا علي يقين أنهم سيبذلون كل جهدهم وبشتى الأساليب كما عهدناهم، من أجل القضاء على المشروع الديمقراطي ، وماهم في سعيهم إلا كناطح صخرة يوما ليوهنها ، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل"، حسب قوله. واعتبر أن "الاغلبية بحاجة ماسة إلى معارضة حقيقية وجادة ،ونتطلع إليها ، لكننا أيضا وفى المقابل في غنى تام عن مشاغبة شغلها الشاغل إثارة النعرات والعبث بوحدة الشعب ونسيجه الاجتماعي، مشاغبة لا ترعى إلا ولا ذمة لهذا الشعب" على حد عبارته. وقال ان ما اسماه "هذه الشرذمة"، في اشارة الى المعارضة هي "المسؤولة عن ما وصلت إليه أوضاعه في الفترات الماضية، وهي بالنسبة للموريتانيين لاتعدو كونها طبقة سياسية اهترأت وأصبحت تتآكل كالصدأ". واتهم ولد دهماش المعارضة ب"التناقض"، حيث قال إنها "تطالب بالحوار وترفضه وتطالب بحرية الإعلام وتقاطعه، و تدين التحالف مع الأجنبي وتمارسه، وتتناقض حتى الأذقان" ،حسب تعبيره. وكان مسعود ولد بلخير،رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض،قد قال ان منسقية احزاب المعارضة لا تريد الحوار الذي ترفضه الأغلبية بل تريد إزاحة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وحكومته من حكم البلاد. وجاء ذلك في مهرجان شعبي نظمته منسقية المعارضة الموريتانية في نواكشوط، تحت عنوان "إخفاقات النظام ومغالطاته"، شنت خلاله هجوما شديدا على نظام الرئيس ولد عبد العزيز،معتبرة ان البلد يعيش "أزمة على جميع الأصعدة"،متهمة النظام "بالعجز عن إدارة البلد". وتبادل على منصة الخطابة قادة أحزاب منسقية المعارضة،ووصف رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود النظام ب "الفساد الأكبر"، متحدثا عن ما قال إنه "فساد الإدارة". وفي موضوع الحوار، قال ولد مولود إن المعارضة لا تهدف من وراء الحوار المشاركة في السلطة بقدر ما تريد الحوار من أجل حل مشاكل البلد، حسب قوله، معتبرا أن سبب "تهرب النظام من الحوار هو تخوفه من بحث مشاكل البلد، وبحث دور الجيش في السياسية ونتائج الانتخابات الماضية"، حسب قوله. أما زعيم المعارضة أحمد ولد داداه فقد تركز حديثه حول الوحدة الوطنية رافضا ما أسماه "الفتنة" بين مكونات الشعب الموريتاني،وقال إنه "لابد من التغيير الحقيقي وليس بواسطة الانقلابات من أجل الاحتفاظ بالسلطة"،حسب قوله. من جهته،انتقد رئيس حزب عادل يحي ولد أحمد الوقف ما أسماه "المساس بالوحدة الوطنية"،داعيا إلى الحفاظ على هذه الوحدة محملا النظام مسؤولية الأحداث الأخيرة،وهنأ في الوقت ذاته طلاب جامعة نواكشوط،على إعلانهم انتهاء "التحركات" داخل الجامعة. وتحدث خلال المهرجان محفوظ ولد بتاح،الذي قدمه المنظمون على أنه رئيس حزب "اللقاء الديمقراطي"،وهو فيما يبدو حزب جديد حصل على عضوية منسقية أحزاب المعارضة. وشن ولد بتاح هجوما شديدا على النظام الحاكم ووصفه ب"الديكتاتوري".