قالت مصادر قيادية في حزب (تواصل) الإسلامي الموريتاني إن رئيس الحزب ومرشحه في الانتخابات الرئاسية الموريتانية المقررة في يوليوز المقبل محمد جميل ولد منصور؛ هو صاحب الحظوظ الأفضل في الانتخابات، بينما رأى مراقبون أن ترشيح ولد منصور يُعدُّ خروجًا من جانب الحزب على موقف الجبهة الديمقراطية المعارضة لانقلاب السادس من غشت الماضي، والتي اتفقت أحزابها على ترشيح رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان الموريتاني) مسعود ولد بلخير، ودعمه في الانتخابات. وقال نائب رئيس حزب (تواصل) محمد غلام ولد الحاج الشيخ في تصريحاتٍ صحفيةٍ إن قرار الحزب جاء استجابةً لمطالب منتسبيه، معتبرًا أن (تواصل) ككل أحزاب الجبهة درس الخيارات المطروحة، واختار ما يناسبه. وحول طموح التيار الإسلامي إلى الوصول إلى منصب الرئاسة في موريتانيا؛ قال محمد غلام في تصريحاته لموقع (إيلاف) الإليكتروني: إن حزبنا يمتلك قواعد شعبية عريضة، ويَعتبر أن مرشحه هو الأفضل لمصلحة موريتانيا. ووفق مراقبين موريتانيين فإن قرار (تواصل) جاء مفاجئًا؛ حيث إنها أول مرة يترشح فيها قيادي من التيار الإسلامي لمنصب رئيس الجمهورية؛ حيث دأب التيار الإسلامي خلال تجربته السياسية الطويلة نسبيًّا على دعم أحد المرشحين، وفق تحالفات تتغيَّر مع تغيُّر ظروف الانتخابات، فبعد أن كانوا جزءًا من أكبر أحزاب المعارضة ـ وهو حزب اتحاد القوى الديمقراطية، والذي يرأسه أحمد ولد داداه ـ قرروا في انتخابات 2003م الرئاسية دعم محمد خونه ولد هيداله أحد رؤساء موريتانيا السابقين. وبعد الانقلاب الذي أطاح بنظام العقيد معاوية ولد الطايع في صيف العام 2005م؛ قرَّر الإسلاميون في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2007م دعم الرائد صالح ولد حننا، الذي سبق له أن نفَّذ انقلابًا فاشلاً ضد ولد الطايع قبل أن يشكِّل حزبًا سياسيًّا بتوجه قومي، عرف باسم حزب حاتم. وعلى الرغم من أنهم الحزب الوحيد الذي لم يدعم مرشح الجبهة الديمقراطية في الانتخابات المقبلة؛ لم يُبدِ قادة الأحزاب الأخرى داخل الجبهة المعارضة لانقلاب غشت 2008م الماضي امتعاضًا من قرار (تواصل)، بل تفهَّموه وترأَّس مرشحهم ولد منصور المؤتمر الصحفي الذي تمَّ خلاله الإعلان عن قرار ترشيح ولد بلخير، معتبرًا أنَّه يستحق لقب مرشح الجبهة، رغم عدم دعم (تواصل) له.