نفى وزير في الحكومة الحالية وقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار،أن يكون تحالفه مع ثلاثة أحزاب مغربية أخرى، موجها ضد حزب معين. وقال أنيس بيرو، عضو المكتب التنفيذي للتجمع، وكاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية، المكلف بالصناعة التقليدية، خلال استضافته في برنامج "حوار" التلفزيوني على شاشة القناة الأولى، ليلة أمس الثلاثاء، إن هذه التحالفات ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة منذ مدة، ولاتدخل في أي إطار مصلحي ضيق، خاص بالانتخابات، بل تنطلق من منظور استراتيجي يندرج ضمن إطار خلق التقاطبات. وأوضح أن تحالف حزبه مع أحزاب أخرى لايعني أبدا أنه ضد حزب العدالة والتنمية، المعارض ذي الاتجاه الإسلامي، " الذي نكن له كل احترام". وبخصوص الموقف من حزب الاستقلال، الذي يقود الحكومة حاليا، ومدى القابلية للتحالف معه، أشار أنيس بيرو، إلى "أن تحالف التجمع مفتوح في وجه أي حزب، وليس قلعة محصنة". ونوه باتجاه خمسة أحزاب من اليسار نحو خلق تكتل خاص بها، معتبرا أن ذلك من شأنه ان يساهم في تكريس عقلنة المشهد السياسي، واتضاح الرؤية لدى المواطن. وشدد أنيس بيرو على أهمية بناء أي تحالف حزبي على وجود قواسم مشتركة بين مكوناته،في الأهداف والمبادئ والبرامج،" وأن نتقاطع في منظورنا لمجتمعنا"، حسب تعبيره. واعترف بأنه "من الصعب جدا تقديم لوائح مشتركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة" ملمحا في نفس الوقت إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن خريطة سياسية جديدة قبل إجراء الانتخابات يوم 25 نونبر المقبل. ونفى القيادي التجمعي أن يكون حزبه إداريا، (وهي صفة كانت تطلق على كل حزب خرج من رحم الإدارة المغربية)، وقال "إن هذا منطق انتهى منذ مدة،" مذكرا بمساهمة حزبه في حكومة الانتقال الديمقراطي إلى جانب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وغيرهما. وبخصوص رده عن سؤال يتعلق برئيس الحكومة المقبل، أوضح أن الجواب يكمن في الدستور، حيث سيتم اختيار رئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر نتائج الانتخابات، وقال بالحرف: "لانريد أن نسبق الأحداث، فلننتظر حتى يزيد،(حتى يزداد) ونسميه سعيد"، ستشهدا بهذا المثل الشعبي المغربي الشائع. وتحدث القيادي التجمعي حول النقط التي كانت موضع خلاف بين الأحزاب ووزارة الداخلية، مثل اللائحة الوطنية للنساء والشباب، والتقطيع الانتخابي، والعتبة، فقال إن المعلومات المتوفرة لديه تفيد بأنه "تم الحسم فيها". ودعا إلى ضرورة تشجيع النساء على ولوج عالم السياسة، والانفتاح على الشباب. وسئل من طرف الصحافيين المشاركين في البرنامج حول مدى صحة الأخبار الرائجة بخصوص تمسك حزبه بترشيح وزيرة وافدة على التجمع، لتكون على رأس اللائحة الوطنية للنساء، في إشارة إلى أمينة بنخضراء، وزيرة الطاقة والمعادن، فأجاب بأن ذلك كله "لاأساس له من الصحة". وأثيرت كذلك ضمن الأسئلة قضية ترشيح بنات قياديين في الحزب ضمن اللائحة الوطنية، فكان رده، أنه ليس من حقه إقصاء أي بنت، بسبب أن والدها قيادي في التجمع، خاصة إذا توفرت فيها معايير النضال والكفاءة والجدية والنزاهة والمساهمة والحضور الدائم، بيد أنه أكد أن لجنة الترشيحات التي يترأسها محمد عبو، الوزير السابق، لم ترشح بعد أي احد، "واللائحة لم تفتح بعد". ووصف إقصاء نساء مناضلات محسوبات على مصطفى المنصوري، رئيس التجمع سابقا، مثل نجيمة طاي طاي، القيادية والوزيرة السابقة، بأنه" كذب وبهتان". واعتبر الأنباء الرائجة بخصوص وجود صراع بين صلاح الدين مزوار، وزير المالية الحالي ، ورئيس حزب التجمع، وعزيز اخنوش، القيادي التجمعي، ووزير الفلاحة،"مجرد ترهات"، متعجبا، حسب قوله،" ممن يروجون مثل هذا الكلام". وتعرض أنيس بيرو لانتقادات شديدة من طرف الصحافين تركزت بالخصوص حول أدائه في قطاع الصناعة التقليدية الذي يشرف عليه، والذي يشغل أكثر من مليوني صانع تقليدي،وغالبيتهم محرومين من الضمانات الاجتماعية كالتغطية الصحية وغيرها، لكنه دافع عن سياسته المتبعة في هذا المجال، انطلاقا من رؤية استراتيجية همت النهوض بالقطاع، وقال "إن مايؤخذ علينا هو ضعف التواصل" للتعريف بالمنجزات الحاصلة في القطاع،ومن بينها إصلاح غرف الصناعة التقليدية.