رفض وزير الداخلية الجزائري، يزيد زرهوني، بشدة تصريحات صدرت عن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، جاء فيها أن العلاقات بين البلدين لن تتحسن إلا برحيل جيل ثورة الاستقلال (1954 - 1962). وينتمي زرهوني والرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعدد كبير من ضباط الجيش إلى هذا الجيل. وقال زرهوني أمس إن «البعض يتحدث عن كون الأمور ستصبح أسهل بعد رحيل جيل ثورة التحرير، والمؤكد هو أن ذلك سيتم دون تنازلات من حيث الوطنية والرغبة في التطور والعصرنة»، في إشارة إلى أن الجزائر غير مستعدة لتقديم تنازلات لفرنسا في سبيل تحسين العلاقات الثنائية المتوترة منذ سنين. ويعتبر تصريح زرهوني, الذي جاء على هامش حفل تخرج دفعة من مفتشات الشرطة تتكون من 146 امرأة, أطلق عليها اسم العقيد علي تونسي، الذي اغتيل في مكتبه على يدي أحد مساعديه في 25 فبراير (شباط) الماضي, أول رد فعل رسمي على مضمون مقابلة أجرتها صحيفة فرنسية مع وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير، في 20 فبراير (شباط) الماضي، أهم ما ورد فيها قوله إن «جيل الاستقلال الجزائري لا يزال في السلطة، وبعده ربما سيكون الأمر أقل تعقيدا». وجاءت تصريحات كوشنير، في سياق توتر حاد في علاقات البلدين، تعود جذوره إلى فترة استعمار فرنسا للجزائر. وحال هذا التوتر المزمن دون إقامة علاقات طبيعية، وتسبب في إلغاء زيارات كثيرة من الجانبين، أهمها زيارة بوتفليقة إلى باريس التي تم الاتفاق على إجرائها في يونيو (حزيران) الماضي، وإلغاء زيارة لكوشنير نفسه كانت مبرمجة الشهر الماضي. وأشار كوشنير في الحوار إلى أن علاقات فرنسابالجزائر «كانت عاطفية جدا وعنيفة وانفعالية إلى درجة أن كل شيء أضحى معها صعبا ومؤلما جدا». ويفهم من رد فعل زرهوني، الذي يعتبر من الشخصيات النافذة في الحكم الجزائري، أنه مستهدف بشكل مباشر بهجوم كوشنير. فهو واحد ممن شاركوا في حرب التحرير إلى جانب الرئيس بوتفليقة، والكثير من أعضاء الطاقم الحكومي.