"الشرق الاوسط" القاهرة: خالد محمود في سابقة هي الأولى من نوعها، بدأ المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، حوارا مع مثقفين وإعلاميين وأدباء ليبيين، حثهم خلاله على التصدي لمكافحة الفساد والتطرق بحرية إلى المشكلات الداخلية في البلاد .وقال سليمان دوغة، رئيس مجلس إدارة شركة «الغد» للخدمات الإعلامية، الذي التقى مؤخرا نيابة عن نجل القذافي عددا من مثقفي وإعلاميي مدن درنة والبيضاء وطبرق، إن هذه اللقاءات تعبر عن رغبة سيف الإسلام القذافي في أن يكون لكل مثقف مكان راسخ في مشروع شركة «الغد»، عبر المشاركة التي من شأنها أن تسلط الضوء على عدد من المسائل التي تخص الشأن الليبي العام «بجرأة وشجاعة ودون نفاق ولا كذب في ظل ثوابتنا الوطنية»، حسب تعبيره. وأكد دوغة في تصريحات ل«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من ليبيا أن نجاح تجربة الحوار مع الجماعات المقاتلة «أثبتت أن الحوار هو مفتاح الحل لكل مشكلاتنا، وأن ليبيا أصبحت دولة قوية وقادرة على حل كل ملفاتها الأخرى»، مبينا أن شركة «الغد» تحاول عبر وسائلها تجسيد الأفكار والرؤى التي طرحها سيف الإسلام في خطاباته المعروفة. وكان دوغة خلال اللقاءات التي انطلقت منذ يوم الجمعة الماضي وتواصلت حتى يوم أمس قد كلف من قبل نجل القذافي للحديث كمبعوث وممثل خاص له، كما كلف بالاستماع لأفكار وآراء وتساؤلات مثقفي المنطقة الشرقية. وأشار دوغة إلى أن خطابات سيف الإسلام تطرقت للكثير من المسائل المهمة، مثل ضرورة انتقال ليبيا من مرحلة الثورة إلى الدولة، والحاجة إلى دستور وميثاق وطني حول حقوق الإنسان والمرأة والفقر والبطالة والتعليم والصحة، وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين دخل الفرد، وتحقيق أكبر مستوى من الرفاهية الاقتصادية، لافتا إلى أن الدور الحقيقي لشركة «الغد» يكمن في ترجمة خطاب الغد، وإسقاط تلك الرؤى على أرض الواقع، ورصد حالة التدافع في داخله، وذلك عبر المنابر والوسائل التي تمتلكها الشركة. واعتبر دوغة أن إنجاح مشروع «ليبيا الغد» يتمثل في تفعيل سلطة الشعب تفعيلا صحيحا، مؤكدا أن نظرية سلطة الشعب ثابت من ثوابت الدولة، وخط أحمر يجب احترامه، وأن النقد يجب أن يتجه نحو التطبيق، وترشيد التجربة، وترجمة النظرية على أرض الواقع ترجمة صحيحة. وتساءل دوغة خلال اللقاء الذي جمعه بمثقفي درنة ببيت درنة الثقافي، وحضره أكثر من 60 مثقفا وكاتبا، عن السبل التي يمكن أن يتحقق بها مفهوم «الإعلام الجماهيري»، كما دعت إليه الثورة الليبية، والوصول إلى مرحلة يمكن حقا أن يدير الشعب فيها إعلامه، ذاكرا تجربة ال«بي بي سي» التي تجسد نموذجا قريبا جدا إلى مفهوم نظرية الإعلام الجماهيري، والتي تحررت من أي قيود يمكن أن تفرضها الدولة أو الأحزاب السياسية عليها. وأعرب عن أمله في أن تجسد شركة «الغد» هذه النظرية، وأن يكون لكل مواطن ليبي الدور في ما تقدمه هذه الشركة من مضمون إعلامي، مبينا أن مشروع ليبيا الغد يحاول إصلاح كل المفاهيم التي طبقت بشكل خاطئ على أرض الواقع، كأن تحسب المؤسسات الإعلامية الحالية في ليبيا على من يديرها من أفراد وتوجهات ويتم إقصاء كل من يختلف مع رؤساء تحرير تلك الصحف بدعوى أنه «كلب ضال» أو «عدو لسلطة الشعب»!. وأكد دوغة أن المبادرات الفردية يكمن أن تقدم الكثير لمشروع «ليبيا الغد»، مبينا أنها أثبتت وفي مرات كثيرة قدرتها على النجاح. وقال إن شركة «الغد» وعلى الرغم من إمكانياتها المادية المحدودة فإنها مستعدة لتبني كل المبادرات التي تصب في خدمة مشروع الإصلاح الوطني، كما إنها مستعدة لرفع كفاءات العمل الإعلامي، وتقديم دورات تدريبية للصحافيين لتمكينهم من اكتساب المهارات الخاصة بالكتابة الصحافية، داعيا كل مثقفي وصحافيي المدن الليبية المختلفة للتعاون مع المؤسسات الإعلامية التابعة لشركة «الغد» لتقديم رؤاهم وآرائهم في المسائل التي تهم الشأن الليبي بالدرجة الأولى بجرأة وشجاع ومصداقية. وأشار دوغة إلى أن الموضوعية في طرح المسائل ونقلها بكل حقيقة، من شأنها أن تسهم في النهوض بمشاريع «ليبيا الغد»، مبينا أن «سيف الإسلام من أشد الناس كرها للتطبيل والنفاق»، وأن المصداقية والشفافية في نقل الأحداث لها الدور الكبير في تغير الواقع نحو الأفضل. كما طالب دوغة المثقفين والإعلاميين والصحافيين الليبيين بتحطيم صنم «الرقيب أو عقيد الأمن الداخلي» الموجود بقلب كل مثقف ليبي، مشددا على أن ليبيا للجميع، وأنه لا مجال للمزايدة على قائدها أو الحرص على الثورة، وأن خطاب ليبيا الغد كان واضحا جدا عندما حدد الثوابت الوطنية التي لا ينبغي المس بها. وأوضح دوغة أن التنوع أهم خاصية من خصوصيات مشروع ليبيا الغد، وأضاف متحدثا إلى مثقفي درنة «وجودي بينكم اليوم بالإضافة إلى ألوان الطيف المختلفة التي أمامي من أعضاء حركة اللجان الثورية إلى علمانيين وليبراليين وشيوعيين وإخوان مسلمين، دليل وبرهان ساطع على أن ليبيا الغد نجحت في أن تجعل منا جميعا شركاء في بناء هذا الوطن في ظل ثوابته المعروفة».