طوى الزعيم الليبي معمر القذافي صفحة نزاعات الماضي مع الغرب، ووعد بالمزيد من التغييرات السياسية والاقتصادية في بلاده ، خلال احياء الذكرى39 للثورة الليبية. وخلافا للعام الماضي ، حين اختار التكتم، تاركا نجله ، سيف الاسلام ، يلعب الدور الابرز في احتفالات ثورة """"الفاتح"""" من سبتمبر, فان العقيد القذافي كان هذا العام حاضرا في مختلف الاحتفالات التي اقيمت من السبت الى الاثنين في ، مدينة بنغازي ، التي تقع على بعد الف كلم شرقي العاصمة طرابلس, بمناسبة احتفالات الثورة التي اوصلته الى السلطة في ليبيا عام1969 . وقرر على المستوى الوطني محاربة الفساد في الادارة المتهمة بسرقة عائدات النفط. وللقيام بذلك ، قرر، ببساطة ، الغاء الادارات ، وتوزيع العائدات النفطية مباشرة على المواطنين. وقال القذافي ، في خطاب بالمناسبة ، ان على الليبيين ان يستعدوا ليتسلم كل واحد منهم نصيبه من عائدات النفط ، وذلك انطلاقا من بداية العام المقبل. واوضح انه باستثناء الوزارات السيادية (الخارجية والدفاع والداخلية والعدل)، فانه سيتم الغاء باقي الوزارات. وحذر الزعيم الليبي من انه ستكون هناك حالات """"فوضى"""" في العامين الاولين ، لكن المجتمع سيتنظم رويدا رويدا، ليتمكن في النهاية من ادارة اموره بنفسه, على حد قوله. وشهد القذافي ، في بنغازي ، عرضا عسكريا ، واطلاق العاب نارية ، وسهرات فنية وشعرية, امام آلاف المشاركين وقد وضع تاجا على راسه ، وعصا صولجان بيده ، منحه اياها ممثلون عن عشرات القبائل الافريقية بايعوه """"ملك ملوك افريقيا"""". وحضر احتفالات ذكرى ثورة """"الفاتح"""" من سبتمبر, الى جانب القذافي ، رئيس الوزراء الايطالي، سيلفيو برلوسكوني ، بعد ان صفيا """"نهائيا"""" نزاعمها بشأن تعويضات الفترة الاستعمارية ، من خلال توقيع معاهدة تقدم ايطاليا فيها اعتذارها العلني عن فترة استعمارها لليبيا علاوة عن استثمارات بقيمة5 مليارات دولار. وفي بادرة لا تخلو من رمزية ، وقع القذافي بنفسه هذه المعاهدة ، وهو امر غير مسبوق، حيث ان الزعيم الليبي, ورغم السلطة التي يتمتع بها, لا يتولى, على الورق, اي وظيفة رسمية. ويشكل توقيع هذه الاتفاقية كسبا ثمينا للعقيد القذافي ، الذي سيستقبل هذا الاسبوع ، وزيرة الخارجية الاميركية ، كوندوليزا رايس. واصبحت زيارة رايس ، وهي الاولى من نوعها لشخصية اميركية بهذا المستوى منذ عشرات السنين, ممكنة بعد التوقيع في14 اغسطس ، اتفاق تعويضات الضحايا الاميركيين والليبيين للنزاع بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي. وقال القذافي ان """"ملف الخلاف بين الولاياتالمتحدةالامريكية وليبيا اقفل نهائيا ، ونحن لا نطمع في صداقة امريكا ولا في عداوتها, فقط يتركوننا في حالنا ، والمهم ان العلاقات لن تكون فيها حروب ولا غارات ولا ارهاب"""". من جهة اخرى ، وصف القذافي علاقات بلاده مع فرنسا ب """"الممتازة"""". وتحسنت العلاقات بين البلدين منذ الافراج عن فريق طبي بلغاري ، في يوليوز2007 ، كان احتجازه مصدر تسمم للعلاقات بين ليبيا والاتحاد الاوروبي. يذكر ان العقيد معمر القذافي تولى السلطة في الاول من سبتمبر1969 , بعد ان اطاح بالملك ادريس السنوسي.