قالت فرنسا ان مبعوثين قالوا ان الزعيم الليبي معمر القذافي مستعد للتنحي في أحدث مؤشر على استمرار الاتصالات بين معسكر القذافي وأعضاء في حلف شمال الأطلسي للوصول الى مخرج من الأزمة الليبية. وقال ألان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي اليوم الثلاثاء "المبعوثون يقولون لنا ان القذافي مستعد للرحيل ودعونا نتحدث بشأن هذا" لكن جوبيه لم يكشف عن هوية هؤلاء المبعوثين وكرر مطالبته القذافي بالتنحي. وقال جوبيه "المسألة لم تعد متعلقة برحيل القذافي ام عدمه بل متى يحدث هذا وكيف". وتركزت جهود دول حلف الأطلسي بقوة حتى الآن على الضربات الجوية ودعم المعارضة التي تحاول الإطاحة بالقذافي لكن بعد مرور خمسة أشهر على الحملة الجوية دون ظهور انفراجة في الأفق بدأ الاهتمام يتحول الى التوصل الى حل سياسي. وقال جوبيه لراديو فرانس اينفو "الكل يجري اتصالات مع الكل. النظام الليبي يوفد مبعوثين الى كل مكان الى تركيا ونيويورك وباريس". واستطرد جوبيه "هناك اتصالات لكنها ليست مفاوضات حقيقية في هذه المرحلة". ولم يتضح بعد مدى مصداقية المعلومات التي نقلها المبعوثون وحذر عدد من المراقبين قائلين ان هناك حاجة لتوخي الحذر في التعامل مع ظاهر كل ما يصدر عن الحكومة الليبية. وفي ابريل نيسان قال مسؤولون انهم يعدون دستورا جديدا وإصلاحات سياسية واسعة النطاق لكن التفاصيل كانت غامضة ولم تكن هناك اي إشارة للدور الذي سيلعبه القذافي. وشارك الاف الليبيين في انتفاضة ضد حكم القذافي في فبراير شباط مستلهمين ثورتي مصر وتونس. وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان قوات الامن الليبية ردت بشراسة على ذلك وقتل الالاف. وقال عاملون في مستشفى بمدينة مصراتة ان قصف القوات الحكومية تسبب أمس الاثنين في مقتل ثمانية من مقاتلي المعارضة واصابة 25 في منطقة ساحل البحر المتوسط على بعد 160 كيلومترا الى الشرق من العاصمة طرابلس. ولم يتضح كيف سيقتنع القذافي الذي يرفض حتى التفكير في التخلي عن السلطة بتغيير طريقة تفكيره من خلال التفاوض. وقال بعض المحللين ان القذافي لن يتنحى إلا إذا لم يكن أمامه خيار أخر وان الدعوة الى التفاوض قد تفسر في طرابلس على ان عزم الغرب بدأ يضعف وقد تشجع القذافي على التشبث بالسلطة. وانضم فرانكو فراتيني وزير الخارجية الايطالي الذي يزور الجزائر اليوم الثلاثاء الى الأصوات المطالبة بالتوصل الى اتفاق. وقال فراتيني لصحيفة الخبرالجزائرية "نحن مقتنعون ان الأزمة الليبية تحتاج الى حل سياسي يقوم على وقف القتال وان يترك القذافي الذي فقد كل الشرعية المسرح وتبدأ عملية ديمقراطية شاملة تشارك فيها كل أطراف المجتمع الليبي". ووفرت ايطاليا عضو حلف شمال الأطلسي قواعد جوية تنطلق منها طائرات الحلف لشن ضربات في ليبيا. وفي الأسبوع الماضي كشف سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي عن شروخ جديدة في التحالف بقوله انه يعارض قصف ليبيا. وقال وزير الدفاع الأمريكي الجديد ليون بانيتا أمس الاثنين ان بعض الحلفاء في حلف شمال الأطلسي المشاركين في حملة ليبيا قد يجدون قواتهم قد أجهدت خلال 90 يوما. وقال بانيتا متحدثا الى بعض الجنود في بغداد "المشكلة الآن في ليبيا هي بصراحة...انه خلال التسعين يوما القادمة قد تكون كثير من هذه البلدان الأخرى قد أجهدت من حيث قدراتها ومن ثم سيتم اللجوء الى الولاياتالمتحدة لسد الفجوة" كاشفا عن مصدر توتر جديد داخل التحالف. ومن المتوقع ان يظهر على السطح المزيد من التوترات بشأن ليبيا حين تجتمع مجموعة الاتصال التي تجمع الدول المتحالفة ضد القذافي في اسطنبول يوم الجمعة القادم.