الجزائر "مغارب كم": فاطمة البكاري شكل الفوز الساحق الذي حققه المنتخب المغربي أمام نظيره الجزائري بملعب مدينة مراكش، برسم كأس إفريقيا للأمم، ضربة قاضية لفريق الخضر. فالحصة الثقيلة التي مني بها المنتخب الجزائري أجبرت مدربه عبد الحق بنشيخة على تقديم استقالته الطوعية والانسحاب بهدوء، رغم أن اللقاء لازال يعد في طور تصفيات المجموعة الرابعة، و من ثم تبقى حظوظ المنتخب الجزائري قائمة في أفق المباريات النهائية داخل هذه المجموعة. بيدا آن الثابت في نهج الإخوة الجزائريين هو كون اللقاء المغاربي، بين المنتخبين يعد بمثابة لقاء القمة. و هو ما صرح به بنشيخة في رده على مدرب أسود الأطلس الذي اعتبر أن المقابلة بالمغرب ستكون بمثابة انتقام حقيقي من المنتخب الجزائري، وبالتالي لا شيء غير الانتصار فوق أراضي ملعب مراكش. كل شيء يحضر في لقاء المغرب و الجزائر بدءا من الروح القتالية اللاعبين و صولا إلى الاستماتة الميدانية مرورا باستحضار كافة العوائق السياسية والبشرية والاجتماعية و السيكولوجية و غيرها. الشيء الذي يفسر الغضب الكبير والانتكاسة التي عاشها الجمهور الجزائري، الذي تخلى عن تتبع المباراة بعد تسجيل الفريق الوطني المغربي للهدف الثاني، والانهزام الساحق لعناصرهم الكروية أمام الآلة الهجومية لأسود الأطلس. و بالعودة إلى الحرب الإعلامية التي شنها الإعلام الجزائري قبل إجراء المباراة كفيلة بإجلاء حقيقة هذا النوع من المباريات الرياضية التي تجمع المنتخب المغربي و المنتخب الجزائري. ما يكشف بوضوح حجم وقيمة الانتصار. تصريحات المسئولين الجزائريين أكدت هذا المنحى "الرياضي" عقب نهاية المقابلة، من على منبر القناة الثالثة الجزائرية حيث قال أحد الضيوف "فعلا الهزيمة قاسية لكن الأقسى فيها أنها جاءت من الأشقاء المغاربة". أما الشارع الجزائري فقد امتنع عن أي تعليق للموقع وللصحافة بصفة عامة نظرا لموقفه المرتبك من هزيمة يعتبرها نكراء في حقه، بل يردد بعضهم :" مبروك عليكم هذا الفوز يا مغاربة، أنتم إخوة ونحن شعب واحد ولديكم فريق بذل جهودا داخل الميدان ، وبالتالي تستحقون هذا الفوز، فألف مبروك " . الصحافة الجزائرية أجمعت على فشل المدرب وخططه وذلك بالبنط العريض في صفحاتها الأولى، حيث غيرت أسلوبها الذي نهجته طيلة أسبوع قبل المباراة وهي تهلل بالفوز الحتمي والمؤكد للفريق الجزائري.