ارتفعت حصيلة أحداث العنف بمدينة غرداية، إلى 7 قتلى بعدما لقي مساء أول أمس، 3 شبان من حي الحاج مسعود مصرعهم، وأصيب 10 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في امتداد للمواجهات في منطقة التماس بين حيي مليكة والحاج مسعود في الضاحية الشرقية لمدينة غرداية. أكد مصدر طبي من مستشفى ترشين إبراهيم بعاصمة الولاية، استقبال 3 قتلى و10 جرحى في صفوف المدنيين حالة أحدهم وصفت بالخطيرة، وأضاف المصدر أن الضحايا المدعوين طالب أحمد عبد العزيز 25 سنة وبكاي عبدو 23 سنة وطاهري إبراهيم 31 سنة تعرضوا كلهم لاعتداء وحشي بواسطة قطع حديدية بحجم الرصاصة اخترقت الجسم بسرعة كبيرة مما أسفر عن سقوطهم قتلى على الفور، بعدما اخترقت القطع الحديدية صدورهم، وقد كشف تقرير الطب الشرعي عن وجود تشوهات بمحيط الإصابات، وهو أمر تطلب نقل عينات من جثث الضحايا إلى مخبر التحاليل الجنائية بشاطو ناف في العاصمة، لمعرفة مصدر هذه القطع الحديدية الشبيهة بالعيار الناري، وفي ذات السياق علمت "الشروق" من مصادر رسمية، تكليف فرقة من الجيش الوطني الشعبي يشرف عليها ضابط سام برتبة عميد، للتحقيق في نوعية الأسلحة المستعملة في جبهات الأحداث الدائرة في غرداية. وسادت حالة من الهلع والخوف وسط سكان المناطق الخلفية لمواقع الاشتباكات لاسيما بالحاج مسعود، مليكة مرماد، سيدي اعباز، الثنية، بني يزڤن والعين، وهي مناطق كانت قد تحملت عبء المصادمات العنيفة بين شباب المالكية والإباظية طيلة 3 أشهر، أين تواصل تحليق الطائرات العمودية التابعة للجيش في عملية مسح جوي منذ ساعات الصباح الأولى، وكان مبنى ولاية غرداية قد شهد ليلة السبت، إنزالا حكوميا لمسؤولين سامين في الدولة ضم قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق قايد صالح، والوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي، ووزير الداخلية الطيب بلعيز وقائد جهاز الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة، والمفتش العام للمديرية العامة للأمن الوطني، والقائد الجهوي للدرك بورڤلة، حيث أخذ مقر ديوان ولاية غرداية صفة غرفة عمليات مغلقة جمعت أعضاء الفريق الحكومي الذي جاء إلى غرداية، بعد التطور الخطير الذي عرفته الأحداث في الآونة الأخيرة، وكان للوفد الحكومي لقاء مع عائلات الضحايا وعدد من أعيان المالكية الذين تجمعوا بالمئات أمام مقر الولاية لمطالبة وزير الداخلية، بتوفير الأمن للأهالي بالقدر الكافي وطرحوا مقترح فرض حظر التجوال ليلا بغرداية، وفتح تحقيق فوري في حقيقة ما يجري في مدن سهل وادي ميزاب، والتعجيل بالكشف عن هوية المجموعات المثلمة في غرداية، والقصاص من قتلة أبنائهم، وهو ما أكده الطيب بلعيز، في الندوة الصحفية التي أقامها بمقر الولاية، حيث قال إنه وبعد التشاور مع الوزير الأول و مسؤولي الأمن تقرر إعادة النظر في نشاط المركز العملياتي المشترك المنصب في ال6 فيفري الماضي، كما شدد على ضرورة تعميق التحقيقات الأمنية والوصول إلى تحديد المسؤوليات في أعمال الشغب، والفاعلين الحقيقيين الذين يقفون وراءها، وأشار إلى أنه ستكون هناك تحقيقات قضائية وإدارية في قضية الأحداث على أن تبلّغ للمواطنين في وقتها، كما وعد بتعزيز التواجد الأمني و بقائه بمدينة غرداية إلى غاية استتباب الأمن نهائيا، وتعيش غرداية حالة من الترقب الحذر بعد حادثة مقتل 3 شبان دفعة واحدة، حيث بدت المدينة بوجه شاحب بعدما أغلقت جميع المنشآت الحيوية كالمخابز والمتاجر أبوابها، وحتى المدارس والهياكل الحكومية ظلت طوال اليوم مغلقة. محققون جنائيون لتحديد المتورطين في مقتل 3 أشخاص بغرداية أوفدت المديرية العامة للأمن الوطني، فريق محققين جنائيين للكشف عن ملابسات وفاة 3 أشخاص بمدينة غرداية، وفتحت تحقيقا لتحديد هوية المتورطين في هذه القضية. وأوضح بيان صادر من المديرية العامة للأمن الوطني، تلقت "الشروق" نسخة منه، أن قيادة الشرطة وفور إخطارها استنفرت قوتها، حيث تم تنقل وفد من الشرطة الجنائية وفرقة من الشرطة العلمية والتقنية لإجراء معاينة بالمستشفى المحلي، مع إخطار النيابة التي تولت التحقيق. وفي انتظار نتائج الكشوفات المبدئية من الطبيب الشرعي، أكد جيلالي بودالية، مدير الإعلام والعلاقات العامة للأمن الوطني، أن الشرطة مستمرة في التحقيق والبحث في أسباب وظروف الوفاة، وأن فرق الضبط الجنائي للأمن تستمع للإفادات والشهادات.