سقط، مساء أمس، ثاني ضحية في المصادمات العنيفة المتواصلة منذ الثلاثاء بمنطقة مرماد وسط مدينة غرداية، في وقت احتضن مبنى ولاية غرداية، الخميس، اجتماعا من أعلى مستوى، ضم وزير الداخلية الطيب بلعيز والجنرلان احمد بوسطيلة وعبد الغاني هامل، بحضور القيادات الأمنية الجهوية والمحلية، لمناقشة تطورات الأوضاع الخطيرة بعد عودة العنف مرة أخرى إلى غرداية، وسقوط ضحايا جدد أثناء المواجهات الدامية التي انتقلت إلى أحياء شمال المدينة. وجاء الاجتماع المغلق الذي أخذ طابع السرية، في أجواء غير مستقرة، ميزها تواصل أعمال الشغب والمناوشات بمنطقة بوقدمة التي شهدت ليلة الأربعاء إلى الخميس مواجهات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن حرق وتخريب 45 منزلا و6 محلات، ولجوء أكثر من 70 عائلة إلى الأقارب واستنجاد بعضها بمسجد أبي بكر الصديق وزاوية بابا لحسن، بعدما فروا من بيوتهم طلبا للأمن والأمان، وجاء تنقل مسؤول الداخلية وقيادات هرم المؤسسات الأمنية بالجزائر إلى غرداية على ضوء التطور الخطير الذي يعرفه مجرى تصاعد وتيرة أحداث العنف، والصدامات المتجددة بين السكان منذ ما يقارب الشهرين. وعلمت "الشروق" من مصادر قريبة من محيط الاجتماع، أن قضايا حيوية تهم الوضع الهش في غرداية، حيث من المرتقب أن يحدث تغيير في طرق رسم مخطط الانتشار الأمني للقوات المشتركة المكلفة بتأمين المدينة، ووضع خطة محكمة للحد من المواجهات بين الطرفين، وإحكام القبضة الأمنية على كل أشكال التجمهر غير المرخص المتسبب في خرق النظام العام بمدن غرداية، وعلى رأسها إعطاء أولوية قصوى لإعادة تثبيت مراكز جديدة لمصالح الأمن عبر كامل المناطق الحضرية . من جهة ثانية، استدعى وزير الداخلية عائلات ضحايا الأحداث وعددا من ممثلي المجتمع المدني إلى مقر ولاية غرداية، في وقت ارتفعت فيه وتيرة المواجهات بمحيط أحياء مرماد وسالم وعيسى، وتدخلت قوات إضافية من الدرك والشرطة وسيارات الإسعاف التي لم تجد منفذا للدخول إلى منطقة الاشتباكات.