بينما دعا المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا مواطنيه إلى توخي الدقة، والامتناع عن «الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي تبثها بعض القنوات المعادية لثورة 17 فبراير عام 2011»، قال أعضاء في المؤتمر، إنهم «لم يتوصلوا بعد فيما بينهم إلى توافق بشأن تسمية المرشح الجديد لرئاسة الحكومة الانتقالية خلفا لعلي زيدان رئيس الوزراء المقال»، مشيرين إلى وجود مفاوضات بين الأعضاء - بشكل غير رسمي - حول المفاضلة بين خمسة مرشحين للمنصب. وكان المؤتمر الوطني، الذي يعد أعلى سلطة سياسية ودستورية في ليبيا، أقال زيدان بعد خلافات سياسية طاحنة على مدار نحو خمسة أشهر، في جلسة مثيرة للجدل الثلاثاء الماضي، وعين وزير الدفاع عبد الله الثني في منصب رئيس الحكومة بشكل مؤقت لمدة أسبوعين، لإتاحة الفرصة لاختيار خليفة لزيدان. وقال مسؤول بارز في المؤتمر ل«الشرق الأوسط»: «ما زالت هناك عملية شد وجذب بين الكتل والأحزاب السياسية. لم يتفقوا بعد على مرشح بعينه؛ لكن بالتأكيد قبل المهلة سيكون لدينا اسم الرئيس الجديد للحكومة». وأوضح المسؤول، الذي طلب حجب هويته، أن «الخلافات تتمحور بين الإسلاميين والليبراليين»، لافتا إلى أن «كل تيار يتمسك بمرشحه ويرفض تقديم أي تنازلات حتى هذه اللحظة». لكنه أضاف: «نعتقد أن عنصر الوقت بات عامل ضغط على الجميع. الشعب لن يسمح لنا بتمديد المهلة المعلنة لاختيار الرئيس الجديد للحكومة. ويتعين أن نصل إلى اتفاق قريب تفاديا لحدوث ما لا يحمد عقباه». وترأس الثني أمس اجتماعا بمكتبه في طرابلس ضم لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني، ورئيسي لجنتي الأمن القومي والحكم المحلي، حيث جرى - وفقا لبيان صادر عن مكتبه استعراض الأوضاع الأمنية في البلاد، وكذلك عدد من القضايا المتعلقة بوزارة الدفاع وتفعيل قانون الحكم المحلي. من جهتها، أكدت وزارة النفط والغاز الليبية أن الوقود متوفر بجميع مشتقاته في المحطات بالعاصمة طرابلس، وأن عمليات تزويد محطات الوقود تسير بصورة طبيعية. وأوضحت الوزارة في بيان مقتضب عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه لا صحة للشائعات المتناقلة حول نقص الوقود بالمحطات، داعية المواطنين إلى الامتناع عن السماع لمثل لهذه الإشاعات. كما طمأنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس، المواطنين إلى أن كميات الوقود متوفرة في كافة مستودعات شركة «البريقة» لتسويق النفط، وأن الإمدادات من مصفاة الزاوية باتجاه المستودعات النفطية، عادت إلى طبيعتها. وقال «محمد الحراري، الناطق باسم المؤسسة، إنه جرى احتواء الإشكالية الفنية التي حدثت بمصفاة الزاوية خلال اليومين الماضيين»، مؤكدا أن الأزمة في طريقها إلى الانفراج خلال الساعات القادمة. وأعلن العقيد حسن شاكة، آمر القوة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع المكلفة بسرت، أن مهمة القوة هي تنفيذ قرار القائد الأعلى للجيش الليبي بفك الحصار القائم على الحقول والموانئ النفطية، وليس من مهامها السيطرة أو الاستحواذ على مقرات أو منشآت بالمدينة، بينما جرى أمس تسليم مطار سرت الدولي بكامل مرافقه إلى إدارة المطار من قبل القوة العسكرية التابعة للجيش الليبي والمتمركزة به منذ الثلاثاء الماضي. في غضون ذلك، قال العقيد محمد سعيد، آمر حرس المنشات النفطية بالواحات، إن منطقته العسكرية تحت السيطرة وإنها آمنه مستقرة، لافتا إلى أن كل أفراد القوة على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ. وعد سعيد أن فرع الواحات وهو أحد الفروع الخمسة على مستوى ليبيا والأوسع جغرافيا والأكثر إنتاجا للنفط، يضم أكبر الحقول وأكبر عدد من العاملين من مختلف الجنسيات في منطقة صعبة المناخ والتضاريس، مشيرا إلى أنه على الرغم من قلة الإمكانيات والدعم فإنه «لن يسمح لأحد بأن يمسها بسوء، لأن هذا قوت ومورد لكل الليبيين»، على حد قوله. كما نفى المجلس العسكري علاقته بالمناوشات التي تجري بمدينة سرت الساحلية والموانئ النفطية بالمنطقة الشرقية، وأوضح في بيان أصدره أمس، أنه لا توجد أي قوة تتبع له سواء بشكل جماعي أو فردي قد تحركت من المدينة في اتجاه المنطقة الشرقية. ودعا كل الأطراف المتنازعة إلى رفض استخدام لغة السلاح في فض المشكلات الحاصلة بالموانئ النفطية واستخدام لغة الحوار في فض النزاع الحاصل واستخدام الطرق السلمية لحل مشكلات الوطن. من جهة أخرى، نفت مصادر ليبية ل«الشرق الأوسط» تعرض نوري العبار رئيس المفوضية العليا للانتخابات، لعملية اغتيال أول من أمس في مدينة بنغازي (شرق البلاد). وقالت المصادر إن «العبار أصيب بطلق ناري خرج من مسدسه الشخصي بطريق الخطأ، حيث جرى نقله إلى مركز بنغازي الطبي لتلقي العلاج». وأوضحت وكالة الأنباء المحلية، أن العبار أصيب في فخذه برصاصة من سلاحه الشخصي، مشيرة إلى أن حالته الصحية جيدة، وأن إصابته ليست بالخطيرة.