صرح رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تحقق أي جدوى، "لأنه لا يوجد أدنى ضمان أن النظام الذي زور الانتخابات التسعة الأخيرة (خلال 15 عاما) يتجه لتنظيم انتخابات حقيقية"، بينما قال وزير الاقتصاد الأسبق غازي حيدوسي إن النظام اليوم "يرتكب أكبر خطأ بترشيحه رئيسا مريضا وغير قادر على ممارسة الحكم". وسئل سيد أحمد غزالي أثناء نقاش نظمته مساء أول أمس القناة الفرنسية البرلمانية "أل.سي.بي"، عن سبب عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة فأجاب أن "النظام الجزائري الذي نظم في السنوات ال15 الأخيرة 9 انتخابات كانت كلها منقوصة الشرعية، ولا شيء يضمن اليوم أن النظام الذي زوَّر بشكل كامل 9 انتخابات يتجه لتنظيم اقتراع حقيقي". وتساءل غزالي عن جدوى منافسة بوتفليقة قائلا "لم أشارك لأنه لا توجد جدوى، فلو شاركت ستكون مجرد تزكية لإثبات أنها انتخابات ذات مصداقية"، وانتقد ترشح الرئيس لعهدة رابعة "فهو مريض ليس منذ العام الماضي بل منذ 2005، ولم يعقد إلا مجلسي وزراء في السنة". وذكر سيد أحمد غزالي في النقاش الذي حضره عدد من الصحفيين الفرنسيين في وصفه للنظام الجزائري ومن هو الرقم واحد فيه سئل عن الفريق محمد مدين( فقال "الأكيد أن الجزائر غير ديمقراطية، لو ترون القوانين بداية من دستور 1989 ستجدون الجزائر على قدر كبير من حرية التعبير والتجمع، لكن الممارسة عكس ذلك تماما وعلى نقيض الخطاب السياسي والتشريع"، وقال غزالي إن أهم خصائص النظام الجزائري "أنه لا يحترم القوانين، فمحيط الرئيس نفسه يقولون لقد خصص 15 سنة الأولى للمصالحة، والآتي سيكون لدولة القانون. هذا اعتراف بأننا كنا في مرحلة لا تطبيق فيها ولا احترام للقوانين". وضمنيا رفض رئيس الحكومة الأسبق أن يعتبر الجنرال محمد مدين المعروف بتوفيق، أنه الرجل الأول في الجزائر، وكان غزالي يعلق على الصورة الشهيرة التي يظهر فيها رفقة الفريق مدين والراحل العربي بلخير في تاريخ غير محدد بداية التسعينات، "النظام الجزائري ليس له رجل أكثر نفوذا، فحتى بلخير كان حينها يوصف بهذا الوصف". من جهته لفت وزير الاقتصاد الأسبق غازي حيدوسي الذي شارك في النقاش إلى أن "النظام السياسي الذي أتى ببوتفليقة أصبح اليوم مبعثا للتقزز بتوسع دائرة المرتشين داخله"، واعتبر حيدوسي أن "النظام هم الجيش والبوليس السياسي، وهو اليوم يرتكب غلطة كبيرة بترشيح رئيس مريض غير قادر على الحكم، وهو ما سيدخل الجزائر في مرحلة خطيرة جدا". وكشف الصحفي الفرنسي الشهير "نيكولا بو" في ذات البرنامج، أن شقيق الرئيس الأصغر السعيد بوتفليقة الذي صوره كحاكم فعلي للبلاد، قد زار باريس الأسبوع المقبل، "وأجرى محادثات في الإليزيه والكيدورسي (وزارة الخارجية الفرنسية) ووعد بمراقبة جيدة للحدود ومحاربة الجهاديين"، ملمحا إلى أن السعيد جاء حاملا لعرض حول أجندة الرئيس بوتفليقة الأمنية في حال فاز في الانتخابات الرئاسيات، "وطبعا هذا الكلام الأمني يحب الفرنسيون سماعه".