أكد وزير الخارجية الأسبق ومرشح رئاسيات 1999، أن من يريد التغيير يجب أن يستهدف تغيير النظام لأن بوتفليقة لا يهمنا بقدر ما يهمنا تغيير النظام وبدفع الثمن، كون التغيير لا يأتي جاهزا فوق طبق من ذهب، معبرا عن اكتفائه بالبيان المشترك الذي عبر فيه عن موقف مشترك مع الجنرال السابق رشيد بن يلس والحقوقي علي يحيى عبد النور بخصوص رفض العهدة الرابعة. وقال صراحة الإبراهيمي، في حوار لموقع الحدث الجزائري، إن بوتفليقة لا يهمه، وإنما الأهم بالنسبة إليه هو تغيير النظام وتحرير مهمة تعيين الرؤساء من قبضة الزمر أو مجموعة صغيرة كما فضل الإبراهيمي تسميتها، مؤكدا أن تعيين الرؤساء يدخل في صلاحيات الشعب ويتعين على هذا الأخير أن يستعيد حقه في ذلك، مؤكدا على أهمية تضافر جهود المجتمع المدني والشبيبة إذا أرادت ذلك. وعن قراءته للوضع السياسي الراهن، قال الإبراهيمي الذي لا يخرج عن صمته إلا قليلا بعد أن اعتزل العمل السياسي: "الله وحده يعلم ذلك! لكن يمكنني القول بناء على مؤشرات الوضع السياسي الحالي والإصرار على الدفع بالرئيس المترشح نحو عهدة رابعة، إن الأمور تسير نحو الأسوإ". ووسط إطلاقه تخوفات حول مصير الجزائر بعد ال 17 أفريل، أضاف منافس بوتفليقة في رئاسيات 99: "كنا نأمل أن محيط الرئيس أمام إصرار الشارع على رفض العهدة الرابعة وردود الفعل المعارضة للذهاب بالجزائر نحو خمس سنوات أخرى برئيس مريض (الله يشفيه ويعافيه) أن يتراجع أو يتعاطى إيجابيا لكنه لم يفعل". وبحسب تقديرات الإبراهيمي فإن الظروف لم تعد تسمح بعهدة رابعة وعليهم إدراك هذا وتقبّله. وردا على سؤال لصاحبة الحوار، الزميلة فتيحة بوروينة، بخصوص الاكتفاء ببيان يتيم تضمن التنديد بسياسة فرض الأمر الواقع المنتهجة من قبل عصبة موجودة في السلطة في مقابل "فورسينيغ" سياسي متواصل يقوده محيط الرئيس، اعترف الإبراهيمي بالعجز قائلا: "لم يبق لنا شيئا.. أصدرنا بيانا وأحدث أصداء جد إيجابية، وعلى الجيل الجديد أن يواصل النضال والتحرك وأمامه الكثير من العمل"، مشيرا إلى سنه: "نحن تجاوزنا الثمانين من العمر، فماذا تنتظرون منا". وبخصوص العزلة السياسية وسياسة الصمت المطبق التي ينتهجها عدد من الأسماء السياسية المعروفة وواجبها حيال الجيل الجديد وقول كلمتها فيما تعيش الجزائر من تجاذب سياسي من موقعها كمرجع للأجيال قال الإبراهيمي، الذي غاب عن الجزائريين لمدة 15 سنة، وعندما أطل عليهم فضل قناة فضائية أجنبية: "هو طموح.. لكن لتقدم العمر مشاقه، نحن نحب أولادنا، وسنبقى نقول الحق إلى آخر رمق في حياتنا، السياسي لا ينتهي، قد ينتهي عمله على مستوى التسيير لكن على مستوى التفكير مهمته لا تنتهي". ورفض الإبراهيمي ترجيح كفة أي مترشح من الأسماء المطروحة بما فيها رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس رافضا حتى ذكر الأسماء، مكتفيا بالقول: "لا بدّ من التغيير، وهناك أسماء بإمكانها القيام بهذا الدور، ومن بينهم علي بن فليس".