أرغمت ثورة 17 فيفري، آلاف الليبيين على الفرار إلى دول الجوار، حيث لا يقل عددهم في تونس عن 100 ألف وفي الجزائر عن 6800، كما يوجد آلاف الليبيين في مصر والنيجر. ويشير هؤلاء إلى أن كل من يتبين أنه من أنصار القذافي، يتعرض للاعتقال من طرف السلطات "الجديدة" أو من طرف المجموعات المسلحة غير النظامية التي تسيطر على الكثير من المدن الليبية. يضع أنصار ثوار 17 فيفري في مؤخرة سياراتهم خيطا أحمر، أو ساعة يد بارزة في اليد اليمنى بدلا من اليسرى من أجل التعارف فيما بينهم عندما يتواجدون في الخارج، بينما يحتفظ أنصار القذافي الذين فرّ منهم أكثر من 100 ألف إلى الجارة تونس والآلاف إلى الجزائر بعبارة الجماهيرية في لوحات ترقيم سياراتهم، من أجل التعارف ويضع بعضهم الكوفية الفلسطينية حول الرقبة من أجل التعبير عن مواصلة الانتماء للمعسكر المؤيّد للعقيد معمر القذافي. يقول في الإطار عوميرة محمد، وهو أحد الفارين من ليبيا ويقيم حاليا في مدينة ورڤلة لدى أصهاره "عندما يتناقش أحد انصار القذافي مع آخر من أنصار الثورة، فإن النقاش غالبا ما ينتهي بمعركة كبيرة، لهذا فإننا نحن أنصار القذافي لا نرغب أصلا في الاختلاط بهم". ولا يرغب أنصار القذافي الموجودين في تونس أو في ليبيا، الدخول في نقاش حول وضع ليبيا حاليا مع أنصار ثورة 14 فيفري "ويتّهم عوميرة أنصار الثورة بإفساد ليبيا ويطلق عليهم أوصافا شنيعة". بينما يرى غاوني عبد الوهاب وقد جاء إلى مدينة غرداية لزيارة بعض أقاربه وهو من أنصار النظام الجديد ويضع على لوحة ترقيم سيارته عبارة ليبيا، أن الناس الذين ظلموا في عهد الثورة هم أقلية لا يمكن أن تقارن مع غالبية الشعب الليبي الذي عانى من الظلم والقهر على يد المتعاونين مع نظام القذافي. وتحصي مصادر رسمية جزائرية، وجود 6800 آلاف ليبي مقيم في الجنوب الجزائري أغلبهم فر إلى الجزائر مباشرة بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي الغالبية العظمى من هؤلاء من "التبو الليبيين" أو الفارين من مدينة "تاورغاء"، التي تعرّض سكانها السود لتصفية حساب وصفت حسب منظمات دولية لحقوق الإنسان بغير الأخلاقية والمجنونة، بالإضافة إلى التوارڤ الليبيين الفارين من غات وغدامس في الجنوب الغربي الليبي. وقال مصدر أمني جزائري، إن مصالح الأمن حققت قبل مدة طويلة حول هوية الليبيين الفارين، وأكدت أن كل الليبيين الموجودين في الجزائر غير متابعين من طرف السلطات الليبية الجديدة بتهم جنائية. يفضل "مالحي. م" وهو موظف إداري سابق عمل في طرابلس البقاء في الجزائر وعدم العودة، ويحاول أن يجد لنفسه وأسرته موطأ قدم في مدينة ورڤلة، من تأمين لقمة العيش لأسرته المكونة من 6 أطفال، عن طريق الانخراط في نشاط تجاري مع شريك جزائري. ويشير الملحي إلى ما بات يعانيه كل من يعارض ثورة 17 فيفري في ليبيا من تهميش وتجاوزات.