أكثر من 100 شخص ممن تجاوزوا الأربعين ربيعا سحبوا استمارات الترشح لرئاسيات 2014 والقليل منهم ربما يستطيع جمع 60 ألف توقيع من المواطنين في 25 ولاية، لكن الأحزاب الممثلة في هذه الولايات يمكنها جمع 600 توقيع من منتخبيها، وفي كلتا الحالتين يراهن من يحصل على تأشيرة المجلس الدستوري للفوز باسم "مترشح رسمي" للرئاسيات على التجار وأصحاب الترابندو ومن يقومون بتبييض أموالهم للقيام بحملة انتخابية بالرغم من تسهيل السلطة مهمته في التنقل والحراسة الأمنية وإقامة المهرجانات في القاعات العمومية. والكثير من رؤساء الأحزاب صارت مهنتهم الأولى هي الترشح للرئاسيات فهناك من ترشح خمس مرات (1995- 1999- 2005 - 2009 - 2014) وهناك من تمكن من الدخول الى قائمة المترشحين الرسميين أكثر من مرتين، فهل ابتذل منصب "الرئيس" أم ابتذل الترشح لهذا المنصب أم تراجعت الأخلاق لدى فئات من الشعب الجزائري فصار همهم الوحيد هو العمل على إظهار مدى انحطاطهم الثقافي، فالعائلة التي يتخلى فيها الصانع والتاجر البقال والسائق والحلاق عن حرفته التي ورثها عن أجداده من أجل الترشح لمنصب أكبر منه من الصعب أن تقنعنا بأنها ذات أصول جزائرية. قد يقول البعض هذه الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع وتمنح الحق للجميع في ممارسة السياسة للوصول إلى قيادة البلاد لكن هناك فرقا بين الثقافة الديمقراطية والجهل الديمقراطي، فالديمقراطية تكون فيها السلطة في حاجة إلى الشعب وليس العكس، فالصحافة الجزائرية الخاصة التي تنشر برامج التلفزيون الفرنسي على صفحاتها ولا تجرأ على نشر برامج القنوات الفضائية الجزائرية الخاصة لا يمكن اعتبارها في خدمة الشعب الجزائري. الصالون الأول للمترشحين للرئاسيات 2014 طلب مني أحد القراء أن أدعو النخب الوطنية إلى تكوين جمعية ل" جوائز الرداءة الوطنية" تبدأ بمعرض وطني يتضمن صور الذين سحبوا استمارات الترشح للرئاسيات مع وظائفهم ومستوياتهم الثقافية والعلمية وهذا الاقتراح جدير بالتأمل لأنه يكشف للمواطنين حقيقة من يجرؤ على الترشح لمنصب الرئيس دون مؤهلات على أن يتم جمع أسمائهم بدءا من رئاسيات 1995 مرورا برئاسيات 1999 و2004 و2009 وانتهاء برئاسيات 2014 على أن تضم من ترشحوا ولم يصلوا إلى المجلس الدستوري ومن أبعدهم هذا المجلس ومن زكاهم، ومهمة هذا المعرض هي جمع آراء الزوار لإعطاء جائزة الرداءة الوطنية لأسوإ مترشح حصل على أقل 5 بالمائة وعلى أسوإ مترشح رفضه المجلس الدستوري بسبب حيازته على أكثر عدد من المساوئ (عدم توفر الجنسية ألأصلية مشاركة عائلته ضد الثورة الجزائرية، زوجته غير جزائرية، تزوير في التوقيعات الخ..) ومترشح آخر سحب الاستمارات للمتاجرة بها ولم يحصل على المبلغ الذي دفعه لتوزيع الاستمارات. جوائز أسوإ المترشحين للإنتخابات؟ حتى يمكن تحقيق هذا الاقتراح يستوجب على شبكات التواصل الاجتماعي إنشاء جائزة وطنية للرداءة الانتخابية تمنح في كل موعد انتخابي لمن شارك في الرئاسيات أو الانتخاب البرلمانية او المحلية على ان تعطى للحزب الطي ينتمي إليه أسوأ المترشحين او القائمة التي تحمل اسماء من لا علاقة لهم بالسياسة ومن لا يملكون المؤهلات المطلوبة لهذا المنصب أو ذاك على أن توزع الشهادات على اصحابها عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي حتى يكون عبره لغيره من المتطفلين لأن الذين يقفون وراءهم سواء كانوا من الأجهزة والمصالح أو ممن يريدون تبييض أموالهم والإساءة إلى الشعب الجزائري، ولهذا فالمترشح الذي لا يطالب بتعديل الدستور لمنع من لا يتوفر على شهادات جامعية عليا على الترشح للرئاسيات، ولا يطالب بتعديل قانون الانتخابات لوضع حد لهذه المهازل في البرلمان والمجالس الولائية والبلدية يفضل عدم التصويت عليه. "الشروق" الجزائرية