عرفت ب «صاحبة الذهبيات السبع»، بعد فوزها بسبع ميداليات ذهبية في دورة واحدة أقيمت في اللاذقية بسورية، وحصلت على لقب بطولة العالم في المغرب وتوقفت عند ذهبها، البطلة الأولمبية المغربية نزهة بدوان التي أعلنت اعتزالها السباق منذ أعوام تقول: «لم أعتزل العشق الرياضي، لكنني بعدت عن المشاركة في المضمار ومن الصعب العودة إليه». وذكرت البطلة المغربية، على هامش حضورها دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات في نسختها الثانية التي اختتمت فعالياتها في الشارقة، أنها لا تتفق مع فكرة وجود المحترفات الأجنبيات في الفرق المحلية، وأوضحت في حديث لها مع «الحياة» أن «اللاعبة المحترفة ستغادر بعد نيلها أجرها». وتضيف بدوان: «الاستفادة من اللاعبات الوطنيات وتشجيعهن أجدر لأنه واجب المجتمع تجاه نفسه، وواجب الدول تشجيعهن على ذلك بخلاف الملتقيات الدولية والبطولات التي يختلف فيها الوضع، ومن الممكن مشاركة أبطال الاتحادات في الفرق». وأكدت نزهة أهمية دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، وقالت: «الدورة مهمة لأنها خاصة بالأندية وهي الأساس، أتمنى لو كانت أعمار المشاركات من 16 حتى 22 لتستطيع اللاعبة إبراز ذاتها والمنافسة مع لاعبات في سن مقاربة لها ليتطور مستواها، وذلك دعماً للفريق والمدرب ليخرج الفريق بإنجازات أكبر على الصعيد العربي من خلال الرياضيات المشاركات». وأشارت إلى أن مشاركة السعوديات في الأولمبياد تعكس مدى تقبل الشعوب العربية للمرأة الرياضية: «رأينا في الألعاب الأولمبية الماضية الأثر المدوي الذي أحدثته مشاركة السعودية بلاعبتين، ذلك يعكس مدى تقدم الشعوب العربية وتقبلها مشاركة المرأة العربية في كبرى الميادين». وحول الأسباب التي قادتها إلى الاعتزال باكراً، قالت: «حين قررت الاعتزال وجدت تأييداً ممن هم حولي، ومن دواعي سروري أن وسائل الإعلام لم تسألني عن موعد اعتزالي، بل لماذا وأنا في خضم المشوار»، وتابعت: «كان القرار الأصعب في حياتي، بكيت كثيراً وأنا أودع مشوار 19 عاماً من المشاركات والبطولات والميداليات، كنت أول لاعبة تعلن اعتزالها السباق رسمياً، لكنني فكرت أيضاً بنفسي وحياتي العائلية وأبنائي، إضافة إلى ما اكتسبته من تاريخ أفتخر به كامرأة عربية مغربية». وكشفت عن أسباب رفض والدها دخولها المجال الرياضي: «كان ضد ممارستي ألعاب القوى ويرى فيها ضياع وقت، لكنه لم يكن ضد الرياضة بحد ذاتها، لكن والدتي دعمتني كثيراً» وزادت: «المصادفة أن عامي الأول الذي مارست فيه ألعاب القوى التحقت فيه بالمنتخب الوطني، حينها قالت أمي إن فوزي باللقب بادرة أمل ليغيّر والدي وجهة نظرة، وبالفعل فزت وتحول والدي من معارض إلى داعم ومشجع». ونفت نزهة أن تكون اعتزلت المجال الرياضي بأكمله وقالت: «من غير الممكن أن أعتزل عشقاً أتنفسه، بدليل وجودي ضمن دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات الحالية، أيضاً أسست جمعية المرأة إنجازات وقيم، وأنظم سباق النصر السنوي وهو خاص بالمرأة ويلقى إقبالاً كبيراً». وشكلت الإصابات تحديات كبيرة في مسيرة بدوان، التي كشفت أنها خضعت لجراحتين في الكاحل الأيمن والأيسر، وأضافت: «نحن الرياضيين في حال خطر دائماً، إصابة اللاعب تعني نهاية حياته الرياضية، والمستقبل بيد الله تعالى». وترى نزهة أنها محظوظة في حياتها الشخصية «زوجي رياضي وبطل، وهو عداء في ال3 آلاف متر وسبب من أسباب نجاحي، وهو فخور بكوني رياضية ونمارس اللعبة ذاتها». واستطردت: «الرياضة قوتني على تحمل مواقف صعبة في حياتي، عام 1992 توفي أخي ووالدي قبل أن يحضرا الألقاب العالمية التي حصدتها، وفي العام 1996 خضعت لجراحة وتوفي شقيقي الآخر، وفي 1997 فزت بلقب بطولة العالم وتفوقت، لأن الرياضة غيرت مني الشيء الكثير، لأنها بمجملها تحمل إيجابيات لا توصف، ونجحت بإلحاح مني، إضافة إلى الطاقة والتركيز».