تعد نزهة بيدوان العداءة المغربية الوحيدة التي استطاعت الفوز بذهبية بطولة العالم لألعاب القوى، كان ذلك سنة 1998 في جوهانسبورغ مع تسجيلها رقما قياسيا للتظاهرة. ولدت نزهة بدوان في 18 سبتمبر 1969 بالرباط، متزوجة بعبد العزيز صهير عداء سابق ب 3 آلاف متر موانع، ألقابها العربية والإفريقية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الفرنكوفونية لا تعد، وما تزال تحمل الرقم القياسي الإفريقي لمسابقة 400م حواجز الذي سجلته في بطولة العالم في اشبيلية عام 1999. توجت بطلة لأفريقيا عام 1990، وفرضت نفسها نجمة للدورة العربية في سوريا عام 1992 عندما أحرزت سبع ذهبيات، ثم بلغت في العام ذاته نصف نهائي أولمبياد برشلونة كما توجت بطلة لدورتي المتوسط عام 1993 و1997. اللافت للانتباه أن البطلة بدأت حياتها الرياضية في الجمباز، وانطلقت في ألعاب القوى بعد الإنجازات التي شهدتها تتحقق على يد نوال المتوكل، وكان أول نجاحاتها في دورة ألعاب المتوسط عام 1991، وآخر ظهور لنزهة بدوان كان في دورة الألعاب العربية بالجزائر، حيث كانت قد أحرزت ثلاث ميداليات ذهبية في مسابقات 400 م حواجز و100 م أربع مرات تناوب و400 م أربع مرات تناوب. تعتبر بدوان العداءة المغربية والعربية الأكثر تتويجا، فضلا عن كونها العداءة الوحيدة في العالم التي تمكنت من الفوز بلقبين عالميين في مسابقة400 م حواجز، التي تعد من أصعب مسابقات رياضة ألعاب القوى، حيث كان ذلك في دورتي أثينا 1997 وإدمونتون 2001 فيما أحرزت فضية السباق في دورة إشبيلية 1999. وقد شاركت نزهة بدوان في أربع دورات أولمبية وكانت قد بلغت نصف نهاية مسابقة 400 م حواجز في دورة برشلونة 1992 ونالت نحاسية دورة سيدني فيما غابت عن دورة أتلانتا 1996 بسبب خضوعها لعملية جراحية. وفي ثامن غشت 1997، أي بعد 13 عاما تفوقت بدوان على البطلة الأولمبية الجامايكية «ديون هيمينغز» والأمريكية «كيم باتن» حاملة الرقم العالمي، لتهدي فوزها إلى الجمهور المغربي. تقول نزهة إنها استلهمت منجزات البطلة نوال المتوكل لكي تتمكن من تحقيق المجد للمغرب في ألعاب القوى. حققت نزهة بدوان في عامها الأخير مجدا في بطولة العالم أيضا حين أحرزت لقبها العالمي الأول. ولكنها تعرضت في مسيرتها لنجاحات لحقتها إخفاقات، ففي نصف نهائي أولمبياد برشلونة 1992 تعرضت للإصابة، وأخفقت في دورات 1993 و1995 وغابت عن أولمبياد أتلانتا 1996 بسبب الإصابة. وكان لغيابها عن المضمار حوالي ثلاث سنوات، بسبب الحمل والولادة والإصابات المتلاحقة، تأثير على أدائها في دورة أثينا، حيث لازمتها الأعطاب من جديد لتودع الأولمبياد مرفوعة الرأس. وتقول لاعبة الجمباز التي تحولت إلى أشهر عداءة عالمية في مسابقة 400 م حواجز: «لكل شيء نهاية، وقد اتخذت قرار الاعتزال وضميري مرتاح جدا لأنني ضحيت كثيرا ومنحت بلدي ألقابا عدة وميداليات مختلفة ألوانها». وفي اليوم الثامن من ألعاب القوى في أولمبياد أثينا 2004 م، خيبت نزهة بدوان آمال جماهيرها، بعد أن كانت أبرز المرشحات لذهبية أثينا في سباق 400 متر حواجز لتخرج من الدور الأول لتصفيات هذا السباق، بعد أن حلت ثالثة في مجموعتها بزمن قدره 55 ثو69/ج. وهو توقيت لم يضعها بين ال16 الأوليات لضمان مقعد في الدور النصف نهائي حيث جاءت في المركز الثامن عشر. في سنة 2004 أعلنت نزهة بدوان، بطلة العالم المغربية في 400 متر حواجز لعامي 1997و2001، اعتزالها رسميا في حفل أقيم في مسرح محمد الخامس، حيث قررت إنهاء مسيرتها الحافلة بعد 15 عاما من المنافسة. تقول أم ياسين: «أحمد الله على أنني حققت لبلدي العزيز الشيء الكثير على مدى15 سنة»، ويبقى مستقبل نزهة هو ماضيها الحافل وسجلها المرصع بالألقاب والميداليات». ويراود نزهة بدوان حلم التدريب على غرار زوجها عبد العزيز صهير البطل السابق في مسافة3000 م موانع، والذي يشرف حاليا على تكوين مجموعة من الناشئين، من بينهم بطل العالم في1500 م للشبان عبد العاطي إقيدر. ويظل طموح بدوان تكوين بطلات الغد والنجاح في مهمة التدريب، كما نجحت بامتياز في مسيرتها الرياضية كعداءة مثالية، «آمل أن أنجح في تكوين بطلات الغد.. بطلات أتمنى أن يكن أفضل من نزهة بدوان».