اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب في تونس أربعة مسلحين من اعضاء «خلية ارهابية»، بينهم متهم باغتيال النائب المناهض للإسلاميين محمد البراهمي، اثر اشتباكات معهم في محافظة اريانة قرب العاصمة التونسية. وجرح خلال الاشتباكات اثنان من المسلحين. وتأتي عملية قوات مكافحة الإرهاب ليل السبت - الأحد، بعد ايام من دهم مخبأ لمسلحين في منطقة رواد والاشتباك معهم، ما أسفر عن مقتل سبعة مسلحين، بينهم القيادي في تنظيم «انصار الشريعة» المحظور كمال القضقاضي المتهم باغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في شباط (فبراير) الماضي. وأكدت وزارة الداخلية في بيان امس، اعتقال أحمد المالكي الملقب ب «الصومالي» وهو أحد أبرز المتهمين في قضية اغتيال البراهمي. وأشار البيان الى اصابة عنصرين من قوة مكافحة الإرهاب بجروح خفيفة، كما اصيب احد عناصر الخلية بجروح خطرة خلال الاشتباكات. وتأتي هذه التطورات بعد كلام وزير الداخلية لطفي بن جدو قبل أسبوعين، عن «مستجدات محتملة» في قضيتي اغتيال البراهمي وبلعيد. كما تأتي بعد اقل من أسبوعين من تسلم مهدي جمعة رئاسة الحكومة، خلفاً للقيادي البارز في حزب «النهضة» علي العريض الذي يتهمه خصومه بعدم الحزم في التعامل مع ظاهرة الإرهاب. وشدد الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، في تصريح الى «الحياة»، على ان العملية الأمنية التي أدت الى اعتقال المسلحين جنبت البلاد عمليات إرهابية مشيراً الى ان المجموعة «كانت بصدد التحضير لهجمات تستهدف أمنيين ومدنيين». وقال العروي ان هذه الخلية ترتبط مباشرة بتلك التي تمت تصفيتها في رواد الثلثاء الماضي. وسمى بيان الداخلية المسلحين الأربعة المعتقلين، وهم الى جانب المالكي: بلال العمدوني ومنير الجماعي وعامر الزيدي. وأصيب الأخيران بجروح خطرة. وتصنف الدوائر الأمنية هذه العناصر بأنها «إرهابية وخطرة جداً». وقالت مباركة ارملة البراهمي، القيادية في «التيار الشعبي» (حزب قومي ناصري) ان «الصومالي كان يقطن قرب منزل الشهيد وكانت غالباً ما تقدم له الطعام». وعثرت قوات الأمن في حوزة المعتقلين على كمية من الأسلحة من بينها رشاش من عيار ثقيل، إضافة إلى وثائق وهواتف جوّالة ومواد لإعداد متفجرات. ورأى مراقبون ان القبض على «الصومالي» حياً سيساهم في إماطة اللثام عن الجهات التي تقف وراء اغتيال المعارضين البراهمي وبلعيد، كما قد يؤدي الى العثور على المتهم الثالث البارز في القضية أبو بكر الحكيم الذي لا يزال متوارياً. وتتوقع الاستخبارات التونسية تفكيك المزيد من «الخلايا الإرهابية» في الأيام القليلة المقبلة، في ظل معلومات تؤكد ان «المجموعات المسلحة تنوي القيام بعمليات تفجير كبيرة». ومرت تونس بأزمة سياسية خانقة طيلة الأشهر الخمسة الماضية، اثر اغتيال النائب البراهمي في تموز (يوليو) الماضي. وتعيش البلاد منذ اشهر على وقع هجمات لمجموعات مسلحة في عدد من محافظات البلاد، أسفرت عن مقتل عدد من عناصر الحرس الوطني (الدرك) والشرطة والجيش. وشهد جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر، عملية ذبح تسعة جنود في تموز الماضي. وتشن قوات الأمن التونسية منذ العام الماضي، حملة على أعضاء تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور الذي يدين زعيمه سيف الله بن حسين (ابو عياض) بالولاء لتنظيم «القاعدة». وأدرجت واشنطن «انصار الشريعة» في لائحة الإرهاب الأميركية.