تستعد الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري لإطلاق برنامجها الجديد «المشهد»، لكن هذه المرة ليست في قناة «العربية»، بل في قناة «بي بي سي - عربي»، وذلك في الأسبوع الأول من فبراير (شباط) المقبل. والبرنامج هو نوع من البروفايل لشخصيات عربية وعالمية يستعيدون مشاهد من حياتهم ومن أحداث كانوا فيها شهودا أو فاعلين. إلى جانب ذلك، شارفت خوري على الانتهاء من إنجاز فيلم وثائقي عن الزعيم اللبناني الدرزي الراحل كمال جنبلاط، بالإضافة إلى إنجاز مشاريع أخرى ما زالت تحت الدراسة. وتعد خوري نفسها صحافية وإعلامية من جيل الحرب الأهلية اللبنانية، وتقول في حوار مع «الشرق الأوسط» إنه من الطبيعي أن تشكل الحرب «السبب الأول لاختيارات هذا الجيل المهنية مهما كانت». وتضيف خوري أن الصحافة كانت خيارها لمعرفة ماذا يحدث، ووسيلة لرفض العنف والحرب. وترى خوري أن الصحافة شكل من أشكال الحرية والتعبير عن الحزن، وعن ما يحدث. وإليكم نص الحوار. * كيف بدأت حياتك المهنية كصحافية؟ وهل أصبحت عند لحظة معينة على يقين بأنك اخترت الوظيفة الصائبة؟ - أنا من جيل الحرب الأهلية اللبنانية، ومن الطبيعي أن تشكل الحرب السبب الأول لاختياراتنا المهنية مهما كانت. الصحافة كانت خياري لمعرفة ماذا يحدث ووسيلة لرفض العنف والحرب. هي شكل من أشكال الحرية والتعبير عن الحزن، وعن ما يحدث. دخلت الجامعة ودرست الإعلام. عند تخرجي التحقت بقناة «إل بي سي» التي كانت قد أنشئت حديثا، وقدمت برامج ثقافية وألعابا وأفلاما وثائقية قبل أن أقدم «حوار العمر».. برنامجي الأول على الفضائيات سنة 1997. * ما أول قصة صحافية كتبتها؟ ومتى نشرت؟ - كنت في السنة الثانية من دراستي الجامعية حينما أنجزت أول تقرير عن صناعة أجراس الكنيسة المهددة بالاضمحلال. * ما القصة التي تأملين أن تكتبيها أو تنجزينها قريبا؟ - قصص إنسانية من الحرب في سوريا. * من كان أو كانت قدوتك في الإعلام؟ - عندما كنت في الجامعة كانت أوريانا فلاتشي نجمة الصحافة العالمية، وآن سان كلير نجمة التلفزيون الفرنسي. الآن أحب شارلي روز وطريقة حواره مع الضيوف. * من هو كاتبك المفضل أو كاتبتك المفضلة محليا وعالميا؟ - بول أوستير وستيفان زويك من الكتاب المفضلين، وإلى سنوات مضت كنت مهووسة بميلان كونديرا. * من الشخصية الإعلامية، حسب رأيك، الأصلح كمثل أعلى يحتذى في الإعلام المرئي والمسموع في بلدك؟ - حدود الإعلام ليست بلدي، رغم أن اللبنانيين برعوا في الإعلام المرئي. جميع الذين هم على الساحة الإعلامية المحلية فيهم البركة. * كيف تنجحين في تقسيم وقتك في خضم انجاز البرنامج الذي تقدمينه؟ - تقسيم وقتي حاليا هو بين تلفزيون «بي بي سي»، والإذاعة ومؤسسة سمير قصير. أنا منظمة وأحب العمل فالساعات لا أحسبها. * ما عدد الساعات التي تعملين فيها خلال الأسبوع، وهل يبقى لك الكثير من الوقت لكي تمضيه مع الأسرة؟ - لا أعلم ما عدد الساعات صراحة، ولم أكن في حياتي بموقع دوام للعمل. فأنا أبدأ عملا وأنتهي منه مهما أخذ من وقت. بيد أني لا أعرف ما إذا أثر ذلك على أسرتي لكن أولادي ناجحون من الناحية الإنسانية أولا، ومن ثم كأشخاص في مجتمعهم. ولدي أيضا أصدقاء رائعين والحمد لله. * هل لديك فريق عمل خاص يساعدك بشأن برنامجك التلفزيوني الجديد؟ - لدي مساعدة واحدة في برنامجي الجديد على «بي بي سي». * ما رأيك في الإعلام الجديد وهل سيحل محل الإعلام التقليدي؟ - إذا كان القصد هو التواصل الاجتماعي فأنه في رأيي يخدم الإعلام التقليدي ولكن يجب معرفة استخدامه لمصلحة الإعلام الآخر. أنا حاضرة على ال«فيس بوك» وعلى ال«تويتر»، وهما مصدر معلومات ووسيلة تواصل ضرورية. * هل في رأيك أنه من المهم، على نحو خاص، وجود الصحافي المتخصص بتغطية أخبار معينة، مثل أن تكون لديه معرفة خاصة بتنظيم القاعدة أو أفغانستان أو العراق؟ - الاختصاص مهم طبعا، أما مقدم البرامج عليه أن يكون على اطلاع بما يجري من دون وضعه في خانة اختصاص واحدة. التلفزيون والفضائيات أسقطوا الحدود، فلماذا يصر البعض على العودة إلى الوراء، ويسيجها من جديد. أنا منذ «حوار العمر» أجول من المحيط إلى الخليج، وهذا ما عرفت به، الاختصاصيون في موضوع واحد يصلحون كضيوف أو كتاب لمقالات أو تحقيقات. * ما هي، بالنسبة لك، المدونة المفضلة أو الموقع الإلكتروني المفضل؟ - أتصفح كل صباح موقع Nowlebanon وأطالع الصحف العالمية مثل «نيويورك تايمز» و«لوموند» والصحف العربية «الشرق الأوسط» و«الحياة» على الإنترنت. * ما نصيحتك للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟ - الثقافة والحرية. * ما الشروط التي يجب توافرها، حسب رأيك، في أي صحافي للعمل معك؟ - المصداقية والثقافة. * هل تستطيعين وصف ما تعنيه عبارة الصحافي الناجح أو الإعلامي الناجح؟ - لا * في رأيك، ما هي أنجح قصة إخبارية قدمتيها حتى الآن؟ - برنامج في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بعد تدميره بالكامل، وبرنامج في مخيم الزعتري للاجئين السوريين. * هل يمكن أن تحدثينا عن مشاريعكم المستقبلية أو البرامج التي ستقدمينها خلال 2014؟ - أنا انتقلت من «العربية» إلى «بي بي سي–عربي». وفي الأسبوع الأول من فبراير المقبل إن شاء الله ستبث الحلقة الأولى من البرنامج الجديد «المشهد». وهو نوع من البروفايل لشخصيات عربية وعالمية يستعيدون مشاهد من حياتهم ومن أحداث كانوا فيها شهودا أو فاعلين. هناك أيضا فيلم وثائقي عن كمال جنبلاط.. في المرحلة الأخيرة من إنجازه، وأنا منتجة منفذة له. تعاونت في انجازه مع المخرج هادي زكاك، وذلك بتمويل من مؤسسة كمال جنبلاط، بالإضافة إلى مشاريع أخرى ما زالت قيد الدرس.