حضر سعداني بنفسه إلى قصر الأمم بنادي الصنوبر، بينما غاب قياديو الأحزاب الأخرى، سواء تلك التابعة للسلطة أو المحسوبة على المعارضة. وقال سعداني ل«الخبر"، في محاولة منه لتبرير ما كان قد أعلنه بخصوص ترشح بوتفليقة رسميا للرئاسيات، "لم أتكلم باسم رئيس الجمهورية، وإنما باسم الأمين العام للحزب"، ما يفسر ربما تعرّض الرجل لتأنيب من جهات في السلطة، أعابت عليه الاستمرار في التدخل في شؤون رئيس الجمهورية. وأشار سعداني بالقول إن "الفصل يجب أن يكون واضحا"، قاصدا بذلك التصريحات التي يدلي بها كأمين عام للحزب، بعيدا عن أن يكون ناطقا باسم رئيس الجمهورية. وأكد سعداني بأن ترشيحه لرئيس الجمهورية "جاء من منطلق أنه رئيس الحزب، وأن الرئيس هو من يكون مرشح الحزب"، مضيفا بأن بوتفليقة يبقى حرا في الإعلان عن ترشحه. يأتي هذا التراجع مباشرة في أعقاب تصريحات أطلقها في لقائه أول أمس مع أمناء محافظات الأفالان، "أؤكد لكم رسميا أن فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة"، ما يعني أن نبرة الحديث في الموضوع تغيّرت لديه، وأصبحت "بوتفليقة مترشح للانتخابات"، وذلك بعدما كان سعداني، قبل أيام فقط، يردد بأن "بوتفليقة هو مرشح الأفالان". وقال أيضا إن "الأفالان يرشح بوتفليقة". لكن ما يلاحظ من وراء هذه التصريحات غير المفهومة من قِبل وسائل الإعلام، حسب ما يدّعي سعداني، أن الأخير يجد صعوبة في نقل الرسائل السياسية التي تعطي له ويراد أن يبلغها، أو أن المهمة أكبر من أن يستوعبها.