تزامناً مع المصادقة على مشروع الدستور الجديد واكب المجتمع التونسي بمختلف فئاته عملية التصويت على مختلف الفصول، وبرزت في السياق نفسه جمعيات مدنية وشبابية تراقب عمل المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) منذ انتخابه قبل اكثر من سنتين. وأثناء عملية المصادقة تجند شباب وشابات من جمعية «البوصلة» التي تهدف الى «وضع المواطن في قلب العمل السياسي وذلك بتمكينه من الوسائل الضرورية للاطلاع على نشاطات نوابه والدفاع عن حقوقه الأساسية» وفق ما أكدته رئيسة الجمعية أميرة اليحياوي. وتقوم جمعية «البوصلة» بنشر كل ما يحصل داخل المجلس التأسيسي من نقاشات ومشاريع قوانين للعموم، كما تنشر التزام النواب الحضور في الجلسات وغياباتهم وهو ما تسبب لها بمشاكل مع عدد من النواب الذين تم ذكرهم في تقارير «البوصلة» كأكثر النواب تغيباً عن المجلس. وتحدثت اليحياوي ل «الحياة» عن المضايقات التي تعرض لها أعضاء الجمعية أثناء مراقبتهم عمل المجلس التأسيسي اذ دعا عدد من النواب الى منعهم من العمل بحجة ان نشر الغيابات يمس بهيبة المجلس، واعتبرت ان اصرار أعضاء الجمعية على عملهم ونشر الحقائق لعموم المواطنين اجبر النواب على التعامل معهم. ولا يخفي الناشطون في «البوصلة» امتعاض النواب منهم بخاصة ان سقف أعمارهم لا يتجاوز الثلاثين. وأشارت اليحياوي الى ان نشر أعمال المجلس وتفاصيل عمل النواب يساعد على اطلاع المواطنين على عمل السلطة الأعلى في البلاد ويساعد الناخبين على معرفة تفاصيل عمل النواب الذين انتخبوهم، وقالت: «غالباً ما يقدم لنا نائب أو نائبة شهادة طبية ليبرر غيابه». من جهة اخرى تعمل منظمة «انا يقظ» الشبابية في مجال مقاومة الفساد وتثبيت الحكم الرشيد، وتمثل جسراً بين المواطنين ومختلف المنشآت العمومية بالإضافة الى مراقبتها عملية صوغ الدستور الجديد في البلاد بطرق شبابية جديدة. وقال رئيس المنظمة مهاب القروي ل «الحياة» ان منظمته التي تأسست بعد سقوط حكم الرئيس بن علي قبل ثلاث سنوات، «تمكنت من إرساء ثقافة جديدة في تعامل المؤسسات العمومية مع المواطنين من خلال التقارير المفصلة التي تنشرها حول نسب الفساد في الإدارات والوزارات ما دفع العديد من المنشآت الى القيام بإصلاحات عديدة». وتمكنت «انا يقظ» من ان تكون بعد سنتين من تأسيسها نقطة اتصال رسمية لمنظمة الشفافية الدولية التابعة المختصة في مكافحة الفساد. كما قامت المنظمة بتأسيس «المجلس التأسيسي النموذجي» للشباب الذي يحاكي المجلس التأسيسي، أفراده من الشباب الذين يقومون باقتراح قوانين وفصول في مشروع الدستور الذي أعده المجلس الأصلي، بالإضافة الى تكوين الصحافيين الشبان في تقنيات الصحافة المتخصصة في الشؤون البرلمانية بالإضافة الى الصحافة الاستقصائية. وأكد القروي ان مشاريع منظمته تشهد إقبالاً كبيراً من الشباب من مختلف القطاعات. وفي وقت تحتفل الأوساط الحقوقية والصحافة الغربية بإنجازات الدستور الجديد، يتحفظ الشباب في تنظيمات المجتمع المدني عن بعض فصوله محافظين على أعلى درجات اليقظة لتصويب بوصلة النواب حين تدعو الحاجة.