أثار كتاب وأدباء قطريون قضايا وتحديات تواجههم في «الملتقى الثقافي الأول للكتاب والأدباء في قطر» الذي عقد بمبادرة من المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، ليمثل الخطوة الأولى من نوعها. ووجهت دعوة إلى تكوين جمعية للأدباء والكتاب، وهي من أهم ما شهد الملتقى، علماً أنّ مشاركة الأدباء والكتّاب كانت ضعيفة، على رغم توجيه الدعوة إلى الجميع. تحدث المشاركون عن سلبية دور الرقابة في المؤسسة الثقافية، وعن أزمة الحرية الثقافية في العالم العربي، وتهميش الأدباء والكتاب وعدم دعوتهم إلى حضور نشاطات تعقد في الدوحة، إضافة إلى «مشكلة القمع السياسي للإبداع في العالم العربي». وقال مدير «كتارا» خالد بن إبراهيم السليطي لدى افتتاح الملتقى: «نحن نعدّ أرضية صلبة للنقاش والحوار الذي نريده هادفاً، وإننا نطمح إلى أن يشكل ملتقى الأدباء والكتاب محطة مهمة لتعزيز العلاقات بين الكُتاب والأدباء داخل قطر وخارجها، والارتقاء بالمستوى الثقافي والفني للكُتاب والأدباء». واستهلت الحديث في الملتقى الناقدة الجامعية فاطمة السويدي متناولة أزمة الهوية والإبداع والعلاقة بينهما، ورأى الشاعر علي ميرزا أن أبرز التحديات التي تواجه الأدب القطري تكمن في «غياب التواصل الجماعي للأدباء والكتّاب في ظل غياب مرجعية أدبية موحدة كجمعية الأدباء والكتاب». وأردف في هذا الصدد: «أن جمعية الأدباء وُئدت قبل أن تولد... وبعدما افتتحنا المكتب وبدأنا نجتمع وصلتنا رسالة تدعونا إلى عدم ممارسة أي نشاط حتى إشعار آخر، وبعد شهرين أغلقت الجمعية، وجاءنا توجيه بعدم ممارسة أي نشاط». وأكد في الوقت نفسه ضرورة وجود جمعية للكتاب «من أجل جمع شتات الأدباء وتذليل التحديات وتفعيل العمل الثقافي». وزاد في هذا الإطار: «أنّ من بين التحديات الماثلة أمام الأديب وإنتاجه الأدبي هي لقمة العيش، والوظيفة التي ربما تكون خارج اهتمامات الأديب الأدبية، وهي التي تضمن شيئاً من كرامته أمام التزاماته الأسرية والعائلية والمجتمعية». وعن «دور الثقافة في تطوير المجتمع»، طرحت هند عبدالرحمن المفتاح أسئلة عدة في حديثها، ومن هذه الأسئلة: هل ثمّة قيود على العاملين في قطاعات الثقافة تمنعهم من تناول موضوعات محددة؟ وهل من محظورات ثقافية يتحتم على المبدعين الالتزام بها للحيلولة دون تصادمهم مع المجتمع؟ وركزت الباحثة زكية مال الله على المشاكل والتحديات التي تواجه المؤلف، وقالت: «إنّ من بين هذه التحديات وجود رقيب في المؤسسة الثقافية أو المنشأة العلمية يعمل على حذف بعض النصوص أو التعديل على المادة الإبداعية قبل الطباعة أو بعد التوزيع ورقابة في المراسلات البريدية»... وتناولت القاصة والروائية بشرى ناصر «قضية الإبداع والتغير عند الأدباء الشباب». شهد الملتقى نقاشاً ساخناً عن قضايا الإبداع وضرورة تسمية المسميات الأدبية بمسمياتها، ووجهت انتقادات لوزارة الثقافة في شأن دعم المبدع القطري، إضافة إلى مناقشة قضية طرحتها «الحياة» عن سبب التحامل على العرب المقيمين في بعض الكتابات الصحافية. وردت هند المفتاح على ذلك بالقول: «إنّ مسؤولية ما حصل يقع على الصحافة القطرية، وما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي لأسباب تخص تلك الجهات»، وأكدت أن ذلك «ليس ثقافة سائدة في المجتمع».