أحرق محتجون تونسيون ليلة الأحد – الإثنين، مراكز أمنية وحكومية بمدينة ‘القطار' من محافظة قفصة الواقعة جنوب غرب تونس العاصمة، فيما اعلنت وزارة الدفاع التونسية ان الجيش استخدم الأسلحة الثقيلة في قصفه لمواقع وصفها بالمشبوهة في جبل الشعانبي حيث يتحصن نحو ثلاثين ارهابيا. فقد قال الناشط النقابي، عماد التليلي، في اتصال هاتفي مع يونايتد برس انترناشونال، إن مواجهات عنيفة إندلعت بين قوات الأمن وأهالي مدينة ‘القطار' التي تعيش منذ ثلاثة أيام حالة من الاحتقان الشديد. وأضاف أن عدداً من المحتجين أغلقوا طرقات المدينة بالحجارة والإطارات المطاطية المشتعلة، كما اقتحموا بعض المؤسسات الحكومية، وإضرموا النار فيها، كذلك هاجموا مركزا للشرطة بالزجاجات الحارقة ‘مولوتوف'. وذكر التليلي أن قوات الأمن إنسحبت من مواقعها، بعد إحراق مركز للشرطة، وآخر للحرس الوطني (الدرك)، لتشهد المدينة حالة فراغ أمني خطير وسط تزايد حدة الاحتقان، وتوتر أهالي المدينة الذين يطالبون بتوفير فرص العمل والتنمية. وكانت المظاهرات في مدينة ‘القطار' التونسية إندلعت قبل ثلاثة أيام احتجاجا على ‘تجاوزات' شابت عملية تشغيل عدد من الشباب في مشروع بيئي، حيث اتهم غالبية الشباب العاطل عن العمل السلطات المحلية في مدينتهم بإعطاء الأولوية لعناصر محسوبة على حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد. وتطورت المظاهرات التي رُفعت خلالها شعارات مُنددة بممارسات حركة النهضة الإسلامية، إلى مواجهات متقطعة مع قوات الأمن، لتصل ليل الاحد إلى ذروتها عبر إحراق مقرات أمنية وحكومية. على صعيد آخر أعلنت وزارة الدفاع التونسية امس الاثنين أن الجيش التونسي استخدم الأسلحة الثقيلة في قصفه لمواقع وصفها بالمشبوهة في جبل الشعانبي حيث يتحصن نحو ثلاثين إرهابيا. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة توفيق الرحموني لوكالة الأنباء التونسية إن القوات العسكرية التي تطوق جبل الشعانبي بمحافظة القصرين قامت الاحد برمي أهداف مشبوهة بالمدفعية والأسلحة المشتركة. وأضاف :'تم التفطن في إطار العمل العادي لمنظومة الرصد والمراقبة للقوات العسكرية بالشعانبي إلى أهداف مشبوهة فتم إطلاق المدفعية والأسلحة المشتركة نحوها'. وقال الرحموني إن هذه الأهداف عادة ما تكون أشخاصا يتنقلون في الجبل ما يؤكد تحصن الإرهابيين به. ويقوم الجيش منذ أشهر بتطويق وتمشيط جبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية غربا حيث أقام منطقة عسكرية مغلقة عقب انفجارات متواترة لألغام زرعتها جماعات مسلحة قالت السلطة إنها ضالعة في الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية في البلاد. وسقط في صفوف الجيش والحرس الوطني منذ نيسان/أبريل الماضي نحو عشرين عسكريا وجرح مثلهم بسبب الألغام والكمائن التي تصبها الجماعات المسلحة في الجبل ومناطق متفرقة أخرى. وقال الرحموني :'تطويق الشعانبي أتى أكله ولم يتلق هؤلاء الإرهابيون أي تعزيز من خارج محيط الجبل بما يعني أنه تم احتواؤهم'. ورجح الناطق باسم الوزارة أن يكون عدد الإرهابيين المتحصنين بالجبل يتراوح بين 25 و30 فردا.