يستعد رجب طيب اردوغان عراب المعجزة الاقتصادية التركية لاجراء تعديل وزاري شامل قد يضم عشرة وزراء ليس من بينهم احمد داوود اوغلو وزير الخارجية في محاولة لامتصاص آثار "فضيحة الفساد" والاضرار التي ترتبت عليها، وشوهت صورته وانجازاته غير المسبوقة. اردوغان رجل واقعي براغماتي لا يستسلم بسهولة وقد نجح في امتصاص ازمة احتجاجات ضخمة قبل ستة اشهر تمحورت حول مشروع حديقة غيزي وسط اسطنبول عندما احال الامر الى القضاء لتوفير صيغة تحفظ له تراجع غير مهين، ولكن فضيحة الفساد الحالية والظروف المحيطة بها ربما تشكل تحديا اكثر خطورة له وسلطته المستمرة منذ عشرة اعوام. ستة تحديات تواجه اردوغان حاليا ويمكن ان تحبط آماله في البقاء في السلطة كرئيس وبصلاحيات كبيرة وفاعلة: *الاول: خلافة المتصاعد مع محمد فتح الله غولن الاسلامي التركي الذي يملك امبراطورية مالية واعلامية ضخمة ويسخرها ضد اردوغان حليفه السابق، وعدوه الحالي (يملك مؤسسة زمان الصحافية الاضخم). *الثاني: انهيار آماله في اطاحة النظام السوري واستبداله بتحالف اسلامي بزعامة الاخوان المسلمين. *الثالث: الاطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي في مصر الذي كان يشكل رأس حربة مشروعه الاسلامي في المنطقة العربية، وتعثر حكم حزب النهضة بزعامة حليفه الشيخ راشد الغنوشي. *الرابع: صعود الاسلام المتشدد في الجوار التركي على حساب تيار الاسلام "العثماني" المعتدل الذي كان يعمل على تعزيزه، ونجاح ايديولوجية تنظيم "القاعدة" في الوصول الى قلب المجتمع التركي وتجنيد الكثير من الشبان. *الخامس: تدهور العلاقات التركية الامريكية واهتزاز التحالف بين اردوغان واوباما بعد الاتفاقين الامريكي السوري حول الاسلحة الكيماوية، والايراني الامريكي النووي. *السادس: تهميش دور تركيا في الملف السوري ومؤتمر جنيف الثاني على وجه الخصوص وتراجع دورها فيه لمصلحة الدورين الايراني والسعودي. عام 2014 قد يكون اصعب الاعوام في تاريخ حكومة اردوغان الاسلامية حيث يتزايد عدد الاعداء ويتناقص عدد الاصدقاء والحلفاء بشكل متسارع في وقت بدأت جعبته خالية من اي حيل جديدة، او القليل منها على الاقل.