أكّد رئيس الحكومة الليبية علي زيدان، امس الخميس، ان قرار إنهاء المظاهر المسلّحة في ليبيا قد اتخذ ولا رجعة عنه فيما تسلمت وزارة الدفاع الليبية معسكري ‘اليرموك' و'لواء القعقاع′ المتمركزين في العاصمة طرابلس، فيما استهدف انفجار سيارة عقيد بشرطة بنغازي ما اسفر عن اصابة شقيقه بجروح بالغة، كما قتل عسكري وجرح ثلاثة اشخاص في اعمال عنف وقعت الاربعاء في انحاء مختلفة في ليبيا. وقال زيدان في كلمة خلال الاحتفال الذي أقيم بقاعة طرابلس الجوية ‘معتيقة' بمناسبة تسليم قوات الردع الخاصة مقرّها للقوات الجوية، إن الإرادة الوطنية قرّرت أن تنهى كافة المظاهر المسلّحة في العاصمة طرابلس وفي كافة المدن، وأن يكون السلاح مقتصراً في يد الجيش والشرطة فقط. وأوضح أن عملية إخلاء العاصمة من المسلّحين، والتي بدأت امس ، ستشمل كافة المجموعات من دون أي استثناء، داعياً المجموعات المسلّحة التي تشكّلت من الثوار في أعقاب الإطاحة بنظام القذافي، إلى تسليم جميع المعسكرات والمرافق التي تتمركز فيها، الى الجيش أو الشرطة. ودعا زيدان الليبيين إلى ضرورة التعاون مع الجيش والشرطة التي انتشرت في معظم أنحاء العاصمة، وأن يتحمّلوا مع الثوار مسؤولية الأمن والانضباط والأوامر التي يصدرها الجيش، مشدّداً على ضرورة أن يكون المواطن في ليبيا مخبراً لبلاده، وأن يبلغ عن أية مظاهرغير مألوفة في محيطه. هذا وسلمت الميليشيات المزيد من قواعدها للجيش الليبي وانسحبت من طرابلس امس الخميس في مواجهة غضب شعبي من المقاتلين الذين شاركوا في الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي ثم رفضوا نزع سلاحهم. ومن المنتظر أن تسلّم عدة كتائب منتشرة في العاصمة، مساء الخميس، مقارها الى وزارة الدفاع، من بينها ‘كتيبة النواصي' إحدى أكبر وأقوى الكتائب المسلّحة في طرابلس، والتي تنتمي إلى منطقة سوق الجمعة إحدى ضواحي العاصمة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية عبد الرزاق الشباهي إن تسلم مواقع لواء القعقاع ومعسكر اليرموك ‘خطوة ايجابية تسجل لوزارة الدفاع والجيش الليبي وستساهم في تحقيق الامن والاستقرار بالعاصمة طرابلس′. وأعرب الشباهي عن شكره وتقديره لاستجابة الثوار لمطالب اخلاء العاصمة من التشكيلات المسلحة وتسليم هذه المواقع. وأضاف أن منتسبي هذه الكتائب ستنسحب نهائيا خارج العاصمة عدا اولئك الذين لديهم ملفات ورغبة في الانضمام إلى الجيش الليبي كأفراد وسيتم تنظيم دورات تدريبية لهم. وتسلّم معسكر اليرموك العميد جمعة العبّاني، رئيس أركان الدفاع الجوي وآمر الكتيبة المكلفة بتسلّم المعسكر، من إبراهيم المدني، آمر لواء ‘الشهيد محمد المدني'، بحضور مندوب عن المجلس المحلي لطرابلس والمجلس المحلي للزنتان وعدد من مؤسسات المجتمع المدني. وقال العبّاني إن ‘الجزء الأكبر من ثوار الزنتان سيعودون إلى مدينتهم صحبة الأسلحة التي تحت أيديهم، فيما سيبقى الجزء الآخر لينضم للجيش بصورة فردية'. بدوره، قال المدني إن ‘تسليمنا لهذا الموقع يأتي دعماً للجيش واستجابة لمطالب الليبيين'، داعياً المجموعات المسلّحة الأخرى إلى تسليم كافة المواقع المتمركزة فيها إلى الدولة. ويعتبر معسكر ‘اليرموك' أحد أكبر المعسكرات وأكثرها تحصيناً بالعاصمة طرابلس، وقد تمركز ‘ثوار الزنتان' فيه. ويشكّل ‘ثوار الزنتان' قوة عسكرية كبيرة في طرابلس، ويمتلكون عدداً من الكتائب والمقرات التي سيتم إخلاؤها وفق لترتيبات مع قيادة الجيش الليبي. ويأتي تسليم المعسكر في وقت ينفّذ سكّان العاصمة الليبية طرابلس عصياناً مدنياً للمطالبة بإخلاء مدينتهم من كافة التشكيلات والمظاهر المسلّحة. وتأتي هذه الخطوة استجابة لنداء أهالي طرابلس الكبرى ومطالبهم بإخلاء العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة وتطبيق قراري المؤتمر الوطني العام التي تتعلق بهذا الشأن. من جهة اخرى ذكرت تقارير إخبارية ليبية أن انفجارا استهدف الاربعاء سيارة عقيد بشرطة مدينة بنغازي، ما أسفر عن إصابة شخص واحد بجروح بالغة. وأوضحت وكالة الأنباء الليبية (وال) أن مجهولين استهدفوا سيارة ضابط بمركز شرطة الصابري في بنغازي بعبوة ناسفة عندما كان يقودها شقيقه الذي لحقت به إصابات بالغة نقل على إثرها إلى مركز بنغازي الطبي. وأفاد مدير المكتب الإعلامي بمركز بنغازي الطبي بأن شقيق العقيد حسام بوفردة سيخضع لعملية عاجلة جراء إصابات بالغة في رجليه وإحدى يديه. وانفجرت العبوة الناسفة بالسيارة لدى مرورها على الجسر المؤدي إلى مجمع الكليات الطبية وسط المدينة. كما قتل عسكري برتبة ضابط صف وجرح ثلاثة اشخاص اخرين في اعمال عنف جديدة وقعت الاربعاء في ليبيا حيث يتعرض عسكريون ورجال شرطة باستمرار لاطلاق نار، حسب ما اعلن مصدر امني. وقال هذا المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان ‘جثة العسكري الذي قتل بالرصاص اكتشفت عند المدخل الغربي لمدينة مصراتة (وسط)'. وفي بنغازي (شرق)، اصيب مدني ليبي بجروح بالغة جراء انفجار عبوة ناسفة الصقت اسفل سيارة شقيقه وهو ضابط في الجيش كان هو المستهدف، على ما افادت مصادر امنية لفرانس برس. واوضح ان ضابط صف في القوات الخاصة للجيش الليبي اصيب بجروح خطرة جراء اطلاق النار عليه من قبل مجهولين حاولوا اغتياله الاربعاء خلال تمركزه في احدى النقاط الامنية في مدينة بنغازي. والقى مجهولون حقيبة متفجرات من اعلى الجسر الحديدي لمنطقة بن يونس حيث تتمركز قوات خاصة للجيش الليبي من دون تسجيل وقوع اصابات وفقا للمصادر الامنية. وفي مدينة درنة بأقصى الشرق الليبي، اصيب ضابط بالجيش في بجروح بعدما اطلق عليه مسلحون النار وهو خارج من منزله، حسب ما اعلن مسؤول محلي لوكالة فرانس برس.واضاف ان ‘محتجين قطعوا التيار الكهربائي عن المدينة احتجاجا على الاوضاع الامنية السيئة'.وفي مدينة سرت اغتال مجهولون ضابط صف في الجيش الليبي خلال عودته الى ثكنته من مهمة عسكرية.