أكد نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب ان "المغرب يستثمر عشر مرات أكثر مما يجنيه في الصحراء لتطبيق مشروع الحكم الذاتي في المنطقة"، وذلك جوابا على اتهامات للمغرب باستنزاف ثروات الصحراء المغربية. ويقدم المجلس الاقتصادي والاجتماعي الاستشارات الى الحكومة ومجلسي النواب والمستشارين في ميادين الاقتصاد والمجتمع والثقافة والتنمية, وكلفه الملك محمد السادس في نوفمبر 2012 ب"بلورة أرضية لمشروع تنمية جهوية مندمجة لفائدة الأقاليم الجنوبية". وأوضح بركة في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية، على خلفية عرض "النموذج التنموي" لفائدة سكان الصحراء، ان "المغرب يستثمر في هذه المنطقة عشر مرات أكثر من عائداتها اقتصاديا"، موضحا ان "معظم أرباح المكتب الشريف للفوسفات يتم توجيهها لفائدة دعم سكان الصحراء». وبخصوص عائدات الثروة السمكية، أوضح المسؤول المغربي ان "مختلف جولات التفاوض مع الاتحاد الأوروبي لتجديد الاتفاق تناولت ضرورة توجيه الثروات الى السكان، ويجب ان نعلم ان تحويلات الدولة الى المنطقة تفوق بكثير عائداتها». وتقدر قيمة اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي للسنوات الاربع المقبلة، حسب عزيز أخنوش وزير الفلاحة المغربي، ب"40 مليون يورو». وتحدث العاهل المغربي محمد السادس في آخر خطاب له بمناسبة الذكرى 38 ل"المسيرة الخضراء" (6 نونبر 1975) والتي شارك فيها 350 ألف مغربي لحمل إسبانيا على الخروج من الصحراء، عن موضوع "استنزاف ثروات المنطقة». وقال الملك،انه "في إطار التضامن الوطني، فإن جزءا مهما من خيرات وثروات المناطق الوسطى والشمالية للمغرب، يتوجه لتلبية حاجيات مواطنينا في الجنوب. وذلك عكس ما يروج له خصوم المغرب، من استغلال لثروات الصحراء». ورفعت المعارضة المغربية وبعض الجمعيات المدنية طيلة عقود مطلب "إنهاء الريع" والتوقف عن إعطاء الأولوية في الدعم والاستثمار لفائدة الصحراء المغربية، باعتبار هذا الخيار "سببا أساسيا في تأخر تنمية باقي مناطق المغرب». من ناحية أخرى يتوقع هذا النموذج لصالح الصحراء المغربية "مضاعفة الناتج الداخلي الخام في أفق 10 سنوات القادمة، مع خلق 120 ألف فرصة عمل جديدة، وتخفيض نسبة البطالة إلى النصف بالنسبة إلى الشباب والنساء، واستثمارات عمومية وخاصة تقدر بحوالي 140 مليار درهم" (حوالي 17 مليار دولار). وعن كيفية تدبير هذه المبالغ الكبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية ومعدلات العجز المسجلة في المغرب، قال بركة إن " ال140 مليار درهم لن تكون كلها من الميزانية العامة للدولة». وأوضح بركة الذي كان وزيرا للمالية في الحكومة التي يقودها الإسلاميون حاليا، أن "جزءا منها سيأتي من القطاع الخاص وكذلك من شراكة القطاع العام مع القطاع الخاص"، مؤكدا أن "الدولة والجماعات المحلية والقطاع العام في الوقت الراهن تستثمر سنويا خمسة مليارات درهم (600 مليون دولار) في هذه الأقاليم». وهذا "النموذج التنموي" المقترح من قبل المغرب على سكان الصحراء المغربية، حسب نزار بركة "أرضية مناسبة لمعالجة الاختلالات في الاقتصاد والمجتمع والثقافة التي تعرفها المنطقة بهدف التهيؤ سياسيا لتطبيق مشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب مستقبلا" لحل نزاع الصحراء. وبخصوص تنقيب شركات أجنبية عن النفط والغار في هذه المناطق، قال بركة إن "هناك شركات إسبانية وفرنسية وأميركية تستثمر في عدة مجالات، ولا يمكن تأجيل تنمية المنطقة ورهن سكانها بخروج حل من أروقة الأممالمتحدة يبدو أنه ما زال متعثرا داخلها». وبحسب نزار بركة "فإن تفعيل هذا النموذج يبقى بيد سكان المنطقة، وهي التي عليها أن تشارك في التطبيق العملي وتتحمل المسؤولية وتقترح المزيد».