كذّب الصيادلة تطمينات وزارة الصحة فيما يتعلق بالتحكم في انتشار القمل في المدارس، وتعافي التلاميذ من هذا الوباء، الذي عاود الظهور مجددا في أغلب الابتدائيات عبر الوطن. فالإقبال الكبير والمتزايد خلال الأسبوع الماضي للأولياء على شراء غاسول "شامبوان" مكافحة القمل، وبكميات كبيرة لدى الصيادلة، جعل هذا الأخير بمثابة الشاهد الأكبر على عودة القمل إلى المدارس ورياض الأطفال، ما دفع جمعيات أولياء التلاميذ إلى انتقاد وزارة الصحة واتهامها بالكذب على الرأي العام، فيما يتعلق بالتحكم في الوباء، الذي عاد مؤخرا بشكل مخيف في أغلب المدارس، وسط تخوف كبير للأولياء الذين طالبوا بالتحقيق في الظاهرة. في جولة أخذتنا إلى العديد من الصيدليات في العاصمة، وقفنا على الإقبال الكبير للأولياء على شراء مختلف أنواع الغاسول المضاد للقمل، بما فيها المصنوعة في الجزائر والمستوردة من الخارج، ما دفع العديد من الصيادلة إلى طلب كميات إضافية من هذا الغسول، الذي يباع بأسعار مرتفعة، وبالرغم من ذلك يجد الأولياء أنفسهم مجبرين على شراء هذا الغسول، ويرون فيه الوسلية الوحيدة لإنقاذ أطفالهم من انتشار القمل، الذي تحول إلى آفة في المدارس. وانطلقت جولتنا من الصيدلية المركزية بحي "المنظر الجميل" ببلدية القبة، والذي يشهد إقبالا منقطع النظير للأولياء على شراء غاسول "ضد القمل"، حسبما أكدته صاحبة الصيدلية، التي كشفت أنها تفاجأت للإقبال الكبير على هذا النوع من الغسول للأولياء، الذين يشتكون تعرض أبنائهم لعدوى انتشار القمل في المدارس ورياض الأطفال. وبالنسبة إلى أسعار هذا الغسول، أكد مصدرنا أن النوع المصنوع في الجزائر تتراوح أسعاره بين 140 و260 دج. أما النوع المستورد فتتجاوز قيمته 1200 دج. والغريب في الأمر، حسب المتحدثة، هو تفضيل الأولياء للغسول المستورد الذي يقتنون منه علبة كل أسبوع، ما يجعلهم ينفقون مبالغ باهظة لعلاج أطفالهم من تأثير القمل. ومن بلدية القبة انتقلنا إلى الصيدلية الرئيسية بحي "الينابيع"، أين أكد لنا الصيدلي أن العديد من الأولياء يستحيون لدى شرائهم غسولا "ضد القمل"، لاعتبارهم القمل يرمز إلى انعدام النظافة، وهو من الأمراض القديمة التي كانت تلازم الفقراء في القرى و المداشر. ومع الانتشار المتزايد لوباء القمل في أغلب مدارس العاصمة، أكد محدثنا أن الأولياء تعودوا على شراء هذا النوع من الغسول وبكميات كبيرة. ولدى تقربنا من بعض الأولياء لدى الصيدلي، أكدوا أنهم يغسلون شعر أبنائهم يوميا بهذا الغسول، غير أن القمل يعود للظهور من جديد بعد أسبوع بسبب العدوى المنتشرة في المدارس، والتي عاودت الظهور مؤخرا وسط تجاهل وزارة الصحة لهذا الوباء الذي بات ينتشر في صمت. أولياء التلاميذ يتهمون وزارة الصحة بالكذب على الرأي العام انتقد رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، السيد خالد أحمد، التعاطي السلبي لوزارة الصحة مع وباء القمل، الذي عاود الظهور مؤخرا في المدارس ورياض الأطفال، بسبب عدم قيام الوزارة بدورها في المتابعة والوقاية. واستغرب المتحدث لافتقار المدارس الابتدائية لوحدات الكشف والمتابعة الصحية، التي تتواجد فقط في الإكماليات والثانويات، ما تسبب في انتشار القمل وسط تلاميذ الابتدائيات والأقسام التحضيرية. وكشف المتحدث أن انتشار القمل سيكون أول نقطة يناقشها مع وزير التربية، خلال الاجتماع العاجل، مطلع الأسبوع القادم، مؤكدا أن وزارة الصحة كذبت على الرأي العام عندما أعلنت تحكمها في انتشار القمل في المدارس منذ ثلاثة أشهر. وهذا ما لم يحدث بعدما عاد الوباء للظهور من جديد، الأسبوع الماضي، حيث استقبلت الفيديرالية مئات التقارير من مديري الابتدائيات والأساتذة والأولياء فيما يتعلق بانتشار القمل وسط التلاميذ. وأكد مصدرنا أن ظاهرة انتشار القمل تحولت إلى وباء أخطر بكثير من الملاريا، لوقوع آلاف، بل ملايين، التلاميذ ضحايا لانتشار القمل، ما دفع فيدرالية أولياء التلاميذ إلى مراسلة الوزير الأول، عبد المالك سلال، لوضع برنامج مستعجل لمكافحة وباء القمل في المدارس.