أكدت وزارة الصحة ارتفاع حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير إلى 367 حالة ، وهو الرقم المرشح للارتفاع لاتساع رقعة انتشار العدوى التي لم تعد منحصرة في مرحلة «الاستيراد» ، بل شرعت في «التوسع» المحلي، وبلغ عدد المصابين بالأوساط التعليمية بمختلف مدن المملكة 135 تلميذا مصابا. وارتباطا بذات الموضوع يخضع ثلاثة أطباء يشتغلون بمستشفى ابن رشد بالعاصمة الإقتصادية للعلاج جراء ثبوت إصابتهم بداء أنفلونزا الخنازير، وهي العدوى التي من الممكن أن تكون طالتهم نتيجة استقبالهم للمرضى بقسم المستعجلات، دون أخذ الاحتياطات اللازمة لكون المرضى/المصابين من الوافدين على المستشفى يكونون في المراحل الأولى من الإصابة ولا تبدو عليهم أعراض المرض. انتقال/تفشي الداء دفع طيلة اليومين الأخيرين المواطنين إلى الإقبال على الصيدليات من أجل اقتناء الكمامات الواقية مخافة التعرض للفيروس، فبمنطقة الألفة بالبيضاء على سبيل المثال باعت إحدى الصيدليات في ظرف 48 ساعة حوالي علبتين من الكمامات، يبلغ سعر الواحدة (50.1 درهم )، وتشكل زبناؤها على الخصوص من الطلبة وآباء وأمهات التلاميذ. في نفس السياق ظهرت بالمدرسة العليا للتكنولوجيا الكائنة بطريق الجديدة أعراض الفيروس على ثلاث طالبات يقطن بالحي الداخلي للمؤسسة بداية الأسبوع الجاري، أعقبها اكتشاف حالتين أخريين أول أمس، حيث انتقلت إلى عين المكان لجنة اليقظة المكلفة بتتبع ظهور الداء ومحاصرته، وعملت على إجراء الفحوصات الطبية اللازمة والقيام بالتحاليل المخبرية للتأكد من سلبيتها أو إيجابيتها، مع إخضاع المصابات للعلاج ومنهن حالة مؤكدة تم إرجاعها إلى مسقط رأسها خارج الدارالبيضاء لمتابعة العلاج بمعزل عن طلبة المؤسسة. هذا في الوقت الذي لايزال التوجس مسيطرا على آباء وأولياء التلاميذ الذين يجدون أنفسهم في مواجهة الإشاعة التي تنتقل بين أوساط المواطنين كما تشب النار في الهشيم في ظل هالة من الغموض زاد من حدتها توصل بعض أسر الأطفال/التلاميذ بمطبوع يدعوهم فيه إلى الاحتفاظ بفلذات أكبادهم ، إذا بدت عليهم علامات ارتفاع درجة الحرارة والأعراض المختلفة للأنفلونزا مع توجيههم إلى المصالح الطبية على أن الطفل/التلميذ لن يقبل في الفصل إلا عند إدلائه بشهادة طبية في الموضوع. لجان اليقظة بمختلف عمالات الجهة تعبأت من أجل التدخل عند توصلها بأية معلومة حول حالة اشتباه ما، كما هو الشأن بالنسبة لمدرسة المعري الابتدائية بنيابة الحي المحمدي عين السبع التي ثبت أن بعض التلاميذ يعانون من حساسية للجلد إثر إصابتهم بعدوى في هذا الإطار، وفق مصدر مطلع، الذي نفى صحة الإشاعة حول إصابة 9 حالات بفيروس أ»إتش1إن1» بإعدادية عقبة بن نافع، مشددا على أن أعراض الأنفلونزا الموسمية تتشابه مع أعراض أنفلونزا الخنازير وهو ما يساهم في خلق جو من الذعر في نفوس الآباء. وارتباطا بذات الموضوع توجه تلامذة الثانوية الإعدادية الجزولي صوب المستشفى للخضوع للفحص للوقوف على حقيقة الأعراض المرضية التي يعانيها بعضهم، في حين يتداول بالبرنوصي ظهور حالة بالثانوية التأهيلية ابن شهيب، وإصابة تلميذة بمؤسسة النجد بدرب غلف، كما سجلت حالة استنفار بالثانوية التأهيلية محمد الخامس عقب تناسل إشاعة مفادها إصابة بعض التلاميذ بالداء ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الغياب، وهو الأمر الذي نفته المصالح الطبية. من جهته أكد المندوب الجهوي للصحة الدكتور فؤاد جطو خلال دورة مجلس العمالة المنعقد أول أمس الأربعاء ، تجند المصالح الطبية لمواجهة الجائحة، مستعرضا جملة التدابير المتخذة ومنها تعبئة المستشفيات وبعض المراكز الصحية المتواجدة بتراب العمالة لاستقبال المصابين، مع استمرار حملات التحسيس والتوعية باتخاذ الإجراءات الوقائية مركزا على دور الآباء والأمهات في تنفيذ هذه التدابير، وفي نفس السياق، أكد مصدر طبي ل«الاتحاد الاشتراكي» أن المستشفيات بأكملها بالعاصمة الاقتصادية مستعدة لاستقبال كافة الحالات المشتبه في إصابتها وتم تحديد مسارين للتعامل معها أحدهما يهم المرضى العاديين والثاني للمصابين بفيروس أإتش1إن1، إضافة إلى تأطير/تكوين العاملين في مجال الصحة للتعامل مع الحالات الواردة على المستشفيات. وفي نفس السياق كانت المصالح الطبية بمعية مصالح وزارة الداخلية قد أجرت إحصاء لسيارات الإسعاف التابعة للخواص وإحصاء آخر عقب توصل عمالات مقاطعات جهة الدار البيضاء الكبرى ومعها ولايات أخرى، ببرقية مؤرخة بتاريخ 14 شتنبر من المنسق الوطني للجنة المكلفة بتتبع ومباشرة خطوات انتشار داء أنفلونزا الخنازير والعلاج منه، وذلك من أجل إحصاء الممرضين والممرضات الذين أحيلوا على التقاعد أو استفادوا من المغادرة الطوعية، تتضمن معلومات كاملة عنهم بعناوين سكناهم وأرقام هواتفهم الثابتة والنقالة. وهي البرقية التي تم توجيه نسخ منها إلى كافة الملحقات الإدارية التابعة لكل عمالة على حدة من أجل التقيد بمضمونها ومباشرة أبحاثها في الموضوع، والتي تأتي في سياق تعبئة الموارد البشرية التي ستكون وزارة الصحة في حاجة إليها في حال انتشار الوباء وإصابة أعداد كبرى من المواطنين به. ومن أجل العمل على الحد من انتشار الداء تنصح الوزارة المعنية المواطنين باعتماد مبدأ «الوقاية خير من العلاج» وذلك بتفادي تقبيل بعضهم البعض والاكتفاء بالتصافح، مع غسل اليدين بشكل مستمر بالماء والصابون، واستعمال المناديل الورقية عند العطس أو الكحة ورميها مباشرة، مع ضرورة زيارة الطبيب في حال الشك أو ظهور أحد الأعراض، كإجراءات وقائية للحد من انتشار الوباء وتجنيب الآخرين خطر الإصابة به. وكان ظهور وباء أنفلونزا الخنازير قد أدى إلى اندهاش الفاعلين في مجال الصحة بالعالم، الذين لم يكونوا يتوقعون بعد مرض أنفلونزا الطيور، أن يتطور إلى وباء جديد بشكل سريع وفي زمن قياسي، ناتج عن انتقال الفيروس من الطيور المهاجرة نحو الدواجن، التي بدورها عملت على نقله إلى الخنازير التي تلقت كذلك فيروسا عاديا للزكام من البشر، قامت بتطويره فنتج عنه فيروس أ»إتش1إن1« الذي أثر في الإنسان وشرع في الانتقال من شخص لآخر.