نفى الدكتور فؤاد بوشارب رئيس البعثة الطبية المغربية في الديار المقدسة في تصريح صحفي، الخبر الذي تداولته إحدى وسائل الإعلام حول وفاة حاجة مغربية جراء إصابتها بأنفلونزا الخنازير، مؤكدا أن الراحلة المنحدرة من إقليمورزازات والتي كانت تبلغ من العمر 75 سنة قد توفيت يوم 9 نونبر الجاري بالمدينة المنورة بسبب مضاعفات صحية نتيجة معاناتها من مرض مزمن في القلب وارتفاع في الضغط الدموي، وأضاف رئيس البعثة، أن الحجاج المغاربة ال 1206 حاجا وحاجة، الذين كانوا قد حلوا بالمملكة العربية السعودية في وقت سابق قبل توفر المملكة المغربية على اللقاح المضاد لفيروس أ«إتش1إن1»، قد خضعوا بدورهم للتطعيم منذ مدة، ولم تسجل أية حالة وفاة بسبب الداء لحد الساعة. وفي السياق ذاته أكد حجاج يتواجدون بالديار المقدسة أن صلاة الجنازة تقام تقريبا عند كل الصلوات الخمس بالحرم الشريف، وهو أمر عاد وطبيعي، غير مرتبط بانتشار الداء الذي توجد عوامل مساعدة علي تكاثره في حال كانت هناك عدوى، بالنظر إلى الكثافة البشرية التي تقدر بحوالي 3 ملايين حاج وحاجة، يقيم أغلبهم بغرف يتقاسمها في المتوسط أربعة حجاج، الأمر الذي كان سيرفع بشكل كبير من معدل الوفيات في حال انتشار الفيروس. وارتباطا بذات الموضوع، قارب عدد المصابين بالفيروس الألف ومائة حالة إصابة بمختلف مدن المملكة، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة خلال اليومين الفارطين، مع استمرار تعليق الدراسة بعدد من الأقسام الدراسية مخافة انتشار المرض بشكل أكبر. وأضافت المصالح الطبية أن الحالات التي تأكدت إصابتها بالعدوى تخضع للعلاج بمراكز سكناها تحت إشراف طبي، هذا في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الحالات التي يمكن وصفها بالمتطورة، أو التي تكون حالتها قابلة للمضاعفات، تخضع للعلاج بالمستشفيات ومنها عدد من النساء الحوامل. وبمعهد الوفاء ببطانة/ سلا، تم خلال الأسبوع الفارط اكتشاف أربع حالات مصابة بداء انفلونزا الخنازير، حيث تم اتخاذ قرار بتوقيف الدراسة بهذا المعهد لمدة أربعة ايام. كما أفادت مصادر طبية عليمة أنه تم التأكد من إصابة ثلاثة أشخاص من الجديدة بالداء، بعد إجراء العديد من التحاليل المخبرية. وأكدت ذات المصادر أن الأمر يتعلق بتلميذين يبلغان 13 سنة، يتابعان دراستهما بإحدى الإعداديات بإقليمالجديدة ، فيما يتعلق أمر الحالة الثالثة بإمرأة حامل. وأفاد مصدر طبي أن لجنة اليقظة المكونة من وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية قد انتقلت الى مقر سكن التلميذين من أجل تسليمهما العلاج ومتابعة حالتهما الصحية عن كثب، فيما تم تسليم باقي التلاميذ العلاج اللازم لتفادي انتقال العدوى، بينما يتابع فريق طبي آخر وضعية المرأة الحامل بمقر سكنها بالجديدة. حالات الإصابة التي تضاعفت في غضون الأيام الأخيرة، اعتبرتها مصادر طبية عادية/طبيعية لسرعة انتشار الفيروس محليا، معتبرة أن الصعوبة تكمن في إصابة من يعانون من أمراض مزمنة والذين يتعين عليهم عيادة الطبيب عند ظهور أولى الأعراض عليهم، حتى يتسنى التدخل بشكل مستعجل تفاديا لكل مضاعفات محتملة. ولهذه الغاية، تضيف ذات المصادر، فإن المراكز الصحية والمستشفيات أحدثت بها مسارات خاصة للمصابين بالأنفلونزا للتعامل مع الوافدين إليها. من جهة أخرى، لم تخضع الأطر الطبية والعاملون في مجال الصحة العمومية للتطعيم ، خوفا من مضاعفات محتملة يمكن أن تنتج عن اللقاح المضاد لفيروس أ«إتش1إن1»، إذ ظل عدد المقبلين عليه ضئيلا، وهو ما أدى إلى انتشار موجة من التخوفات في أوساط المواطنين سيما بعد انتشار أخبار مفادها ظهور بعض الأعراض الجانبية على حجاج مغاربة خضعوا في وقت سابق للتلقيح. وارتباطا بذات الموضوع، أفادت بعض المصادرأن مضاعفات اللقاح المضاد لأنفلوانزا الخنازير الجانبية يمكن أن تتمثل في ظهور اضطرابات على الجهاز العصبي، وهي نفس الحالة التي سبق وأن شهدها العالم خلال سنة 1976 ، إلا أنها تبقى ضئيلة، لكون ضحاياها لايتجاوزون واحدا في المليون!