نظم مساء أمس السبت حفل بدار المغرب في باماكو، على شرف المجموعة الأولى من الأئمة الماليين الذين تم انتقاؤهم في إطار برنامج التكوين لمدة سنتين. وخلال هذا الحفل، أبرزت قيادات دينية الدلالات القوية لهذه المبادرة الملكية التي تعكس عمق العلاقات الروحية بين البلدين الشقيقين، منوهين بالمبادرات الإنسانية للعاهل المغربي لفائدة الشعب المالي، إضافة إلى جهوده الرامية إلى إشاعة القيم النبيلة للإسلام. وقال الشيخ تيرنو هادي تيام، رئيس المجلس الفدرالي الوطني لمريدي الطريقة التيجانية إن هذا الحدث المتميز يأتي في إطار تنفيذ الاتفاق الموقع في شهر شتنبر، تحت رئاسة الملك محمد السادس ورئيس دولة مالي إبرهيم كيتا من أجل تكوين الأئمة الماليين بالمغرب. وأضاف إنه "حدث يمتح مدلوله من متانة أواصر الأخوة العريقة بين البلدين " و"يجسد العلاقات الإنسانية المتجذرة عبر الزمان بين الشعبين ". وأوضح رئيس المجلس الفيدرالي، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية ،أن تفعيل هذه المبادرة يندرج أيضا في إطار توسيع نطاق المبادلات الثقافية التي ميزت على الدوام العلاقات القائمة بين البلدين ، مذكرا أن بالزيارات التي قام بها علماء ماليون مشهورون لجامعة القروين بفاس بحثا عن المعرفة. وأكد أن البلدين يتقاسمان نفس القاعدة الثقافية منذ قرون ، خاصة الإسلام السني والمذهب المالكي ، داعيا الأئمة الماليين المتوجهين إلى المغرب إلى الاستفادة من إقامتهم بالمملكة لتقوية معارفهم بقيم التسامح والسلم والانفتاح على الآخر. من جانبهم، عبر أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى بمالي عن امتنانهم للعاهل المغربي ، مبرزين ان الدولة والشعب الماليين يقدران عاليا هذه المبادرة الملكية ،التي تعكس الالتزام الدائم للمغرب بجانب مالي. واعتبروا أن اهتماما من هذا القبيل من الملك محمد السادس يبرز العلاقات العميقة والصلبة بين المغرب ومالي مؤكدين على الطابع الاستثنائي للعلاقات بين البلدي. وستتوجه المجموعة الأولى المتكونة من مائة إمام مالي ليلة الأحد الاثنين إلى المغرب لتستفيد من تكوين بالمملكة.