أثار خبر إعلان الكاتب الجزائري المعروف باسم "ياسمينة خضرا" اهتمام الصحافة الجزائرية. واعتبر أحد الصحفيين الجزائريين أن أقل ما يقال على رغبة الضابط السابق في الجيش الجزائري، واسمه الحقيقي محمد مولسهول، بأنه قرار "مفاجئ". وفي هذا الصدد، قال صحفي جزائري في مقال منشور بموقع Le Temps d'Algérie ،إن واقع الأمور في الانتخابات، أنه لا مكان فيها "للمفاجآت – سواء كانت سارة أو غير سارة،ولا للاستيهامات". واستشهد البعض بكون الفكرة، خطرت للروائي المذكور في معرض إجابته على أحد أسئلة الصحفيين في أعقاب زيارته للجزائر بمناسبة معرض الكتاب. بعض "الحالمين" من الحضور، حاولوا ربط الحلم بالواقع من خلال الاستشهاد بمسار المسرحي التشيكي فاتسلاف هافل ، الذي انتقل من خشبة المسرح إلى مسرح السياسة واستطاع الوصول إلى رئاسة جمهورية تشيكيوسلوفاكيا، ومن ثم جمهورية التشيك. الخطوة التي أعلن الروائي المعروف لم يعد يستطيع المرء أن يستشف منها هل هي مشروع أدبي أم سياسي، وعلى المرء أن ينتظر وقوع شيء خارق، ربما هو أقرب إلى المعجزة "في بلاد لم يعد يقع فيها شيء، لرؤية حلم كالذي دغدغ ياسمينة خضرا يتحقق". بيد أن الانتقال من عالم الخيال والكتابة والإبداع إلى حلبة السياسة والتنافس السياسي، بالتأكيد لن يكون بالسهولة التي قد يكون ظنها الكاتب وهو يعلن عن قراره "المفاجئ". في السياسة لن يسعفه الخيال وحده لحل الأمور، أو إعطاء النهايات التي يريد للقضايا التي تطرح أمامه. أكثر من ذلك واقع السياسة يخضع لمنطق آخر من موازين القوى تتحكم فيها جهات دأبت على توجيه دفة البلاد في الاتجاه التي تريد منذ عقود. أول سؤال يوجهه الصحفيون عادة لأي مرشح لمنصب كرئاسة دولة أو حزب هو حول برنامجه الانتخابي والسياسي؟ سؤال ولاشك لم يألفه الروائي الجزائري لأنه اعتاد على الخوض في أمور أخرى. ياسمينة خضرا أجاب على ذلك بالقول، إنه سيعلن عن ذلك "حينما يتولد لديه الانطباع بأن ترشيحه يؤخذ على محمل الجد". جواب أكيد من أنه سيكون أبعد من يقنع المتتبعين بأن الكاتب الذي يحلم بخلافة بوتفليقة، الذي يطمع في الخلود في المنصب، بدوره جاد في ما يقول. أول تحد أمام الروائي الجزائري هو الحصول على 60 ألف توقيع من مجموع 25 ولاية جزائرية، أي بمعدل 1500 صوت عن كل ولاية، وهي العتبة التي ينبغي له أن يتجاوزها لقبول ترشيحه للانتخابات المقرر عقدها في أبريل العام المقبل. خلال ثلاث ولايات كرئيس للجزائر، لم تستطع كل التحالفات الحزبية والطعون في نتائج الانتخابات ولا حتى المرض من إزاحة عبد العزيز بوتفليقة من كرسي الرئاسة الذي يرغب في الاستمرار فيه لولاية رابعة، رغم أن الرجل ذو 76 عاما بالكاد يقوى على ممارسة مهامه بعد الجلطة التي أصابته في أبريل الماضي، والتي فرضت عليه التواري عن واجهة السياسة في البلاد. ورغم هذه الوضعية الصحية الحرجة، يبدو أن القاطن بقصر المرادية لا يزال هو ومحيطه من يديرون خيوط اللعبة السياسية في البلاد، وقد يكون الأقرب للاستمرار في منصب الرئاسة، فيما سيكتفي باقي المرشحين بإعادة لعب دور أرانب السباق. فهل مع كل هذه المعطيات يفطن ياسمينة خضرا أن ترشحه لرئاسة البلاد كان مجرد "حلم ليلة صيف"، كما يقول عنوان مسرحية وليام شيكسبير الشهيرة.