في أول اجتماع له مع أعضاء الأمانة العامة لحزبه، بعد تعيين حكومته الثانية، وجد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، نفسه أمام عاصفة من الانتقادات التي واجهه بها أعضاء قيادة حزبه، احتجاجا على ماقالوا إنه تنازلات قدمت إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، أثناء مفاوضات تشكيل النسخة الثانية من الحكومة، في حين اكتفى بنكيران بإعادة نفس التبريرات التي سبق له أن قدمها خلال مروره التلفزي قبل أيام. وطبقا لما نشرته يومية "المساء" في عددها الصادر غدا الثلاثاء، فقد كشفت مصادر مطلعة، حضرت اجتماع الأمانة العامة لحزب "المصباح" صباح أمس الأحد، أن أغلب قادة الحزب كانوا غير راضين عن الطريقة التي دبر بها بنكيران مفاوضاته مع حزب الأحرار، وهو مابدا واضحا من خلال التدخلات الحادة التي أنحوا فيها باللائمة مباشرة على أمينهم العام، حيث أبدوا عدة ملاحظات على بعض الأسماء المستوزرة، وكذا بعض التفاصيل الخاصة بطريقة توزيع الحقائب الوزارية، وتقسيم بعض القطاعات بما يضعف التجربة الحكومية. في المقابل، نفى مصدر اليومية المذكورة، وجود أي صوت من قيادة الحزب يدعو إلى إيقاف التجربة الحكومية الحالية والذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، وهو ماأكده بنكيران حين اعترف بأن التنازلات التي قدمها إلى حزب التجمع الوطني للأحرار كانت من أجل إنقاذ التجربة الحكومية الأولى للحزب، وبدافع الحرص على مصلحة البلد من الانعكاسات التي قد يتسبب فيها انعدام الاستقرار السياسي على مستوى الحكومة.