قال لحسن حداد، وزير السياحة المغربي، اليوم الجمعة ببروكسيل، إن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يشكل كابحا أمام الاندماج المغاربي والتعاون جنوب-جنوب. وأضاف الوزير في جلسة حول "التعاون جنوب-جنوب" في إطار الجمعية الاستثنائية لمنتدى كران مونتانا، إنه " لا يمكن الحديث عن اندماج، كآلية هامة للتعاون جنوب-جنوب، دون فتح الحدود ودون حرية تنقل الأشخاص والسلع". وبعد أن ذكر بأن عدم الاندماج المغاربي يكلف بلدان المنطقة حوالي 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام، دعا الوزير إلى تجاوز الخلافات الجيو- استراتيجية القائمة بين البلدين، لأنه "لا يمكن أن يكون هناك تعاون جنوب-جنوب إن لم يكن الفاعلون والشركاء الجهويون مستعدين لتبني سياسة أكثر إرادوية في مجال التبادل والاستثمار". وفي إطار هذا التعاون جنوب-جنوب، أبرز وزير السياحة أن المغرب يقدم النموذج مضيفا أن المملكة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع البلدان الافريقية تعد ثاني مستثمر في إفريقيا وتشكل قاعدة للاستثمارات بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، وكذا بالنسبة للمقاولات المغربية التي تستثمر في غرب افريقيا. وذكر أن المغرب يضطلع أيضا بدور الممر بين الشمال والجنوب ويضع كل تجربته في تدبير القضايا المتعلقة بالتنمية في خدمة جيرانه الجنوبيين موضحا أن المساهمة في إرساء السلم ببعض المناطق الإفريقية مثل مالي تعد شكلا آخر لعمل المغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب. وشدد الوزير، من جهة اخرى، على أن التعاون جنوب-جنوب ينبغي أن يكون مندمجا وأن يمتد إلى كل المجالات ولا يتوقف فقط في المجال الاقتصادي، ليشمل مجالات أخرى مثل الحكامة ومكافحة الإرهاب، والتطرف والتهريب بشتى أنواعه. وأضاف أن "تعزيز روابط التعاون بين دول الجنوب يتطلب أيضا تشجيع القطاع الخاص والنهوض بعمل النسيج الجمعوي وتشجيع جهود الدمقرطة والتحديث". ودعا الوزير دول الجنوب إلى المرور إلى سرعة أعلى في ترجمة الأهداف المنشودة من وراء هذا التعاون على أرض الواقع من أجل مواجهة التحديات المشتركة المطروحة أمام هذه البلدان. ويعد منتدى كران مونتانا منظمة دولية سويسرية تعمل على "تشجيع التعاون الدولي والنمو العالمي بالموازاة مع الحفاظ على مستوى عال من الاستقرار والإنصاف والأمن".