أشار البلاغ المشترك المغربي - الايفواري الذي صدر، يوم الأربعاء بأبيدجان، بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس، للكوت ديفوار، إلى أنه « بخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد زعيما البلدين، أن استمرار هذا النزاع يشكل تهديدا محتملا للوحدة الترابية وأمن دول المنطقة، وعائقا حقيقيا يحول دون قيام اندماج إقليمي يتماشى مع تطلعات الشعوب الإفريقية». وأضاف البلاغ أن «الرئيس الحسن وتارا جدد تأكيده على الموقف الثابت للكوت ديفوار، مشيرا إلى أن المبادرة المغربية المتعلقة بحكم ذاتي موسع بالصحراء تشكل الحل الأمثل لتسوية هذا النزاع بصفة نهائية». ومن جهة أخرى استقبل جلالة الملك محمد السادس، زوال يوم الأربعاء بمقر إقامة جلالته بأبيدجان، وفدا عن المجلس الأعلى لأئمة الكوت ديفوار يقوده رئيس المجلس الشيخ بواكاري فوفانا. وضم الوفد، أيضا، الإمام طراوري مامادو، والإمام دياكيتي أوسمان، والإمام سيسي دجيبرولاي، والإمام مصطفى صونتا. هذا وأكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية الإيفواري شارل كوفي ديبي، على ضرورة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، الذي كان قد انسحب من عضويته بعد انضمام «الجمهورية المزعومة». وقال ديبي في تصريح للصحافة أن «على المغرب أن يستعيد مكانته المركزية داخل الاتحاد الإفريقي»، مضيفا في هذا الصدد «نتمنى عودة المملكة إلى الاتحاد بالنظر إلى أنها تعد واحدا من بين مؤسسيه البارزين». واعتبر رئيس الديبلوماسية الإيفوارية أن استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء «لم يقدم إيجابيات تذكر للمنطقة وشعوبها»، مشيرا إلى أن كوت ديفوار عبرت عن مساندتها الواضحة والصريحة لمغربية الصحراء، حيث ترى أن الحكم الذاتي الموسع يشكل «الحل الأمثل لتسوية هذا النزاع بصفة نهائية». وكان جلالة الملك محمد السادس حل يوم الثلاثاء بأبيدجان في زيارة رسمية لجمهورية الكوت ديفوار، المحطة الثانية من جولة إفريقية ستقود جلالته، أيضا إلى الغابون. وقد وجد جلالة الملك في استقباله، لدى وصوله إلى مطار فليكس، هوفويت بوانيي الدولي، قادما من دكار، فخامة الرئيس الإيفواري الحسن درامان واتارا. وقد جدد جلالة الملك محمد السادس، عزم المملكة المغربية الأكيد على تشييد «نموذج مثمر ومزدهر» للتعاون جنوب جنوب في إفريقيا رفقة جمهورية الكوت ديفوار. وبنفس المناسبة، ترأس جلالة الملك والرئيس الإيفواري الحسن درامان وتارا، عشية يوم الثلاثاء بالقصر الرئاسي بأبيدجان، حفل التوقيع على ست اتفاقيات للتعاون بين البلدين في عدة ميادين. ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم حول التعاون بين وزارتي الشؤون الخارجية بالبلدين، وقعها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية الإيفواري شارل كوفي ديبي. وتتعلق الاتفاقية الثانية بالتعاون بين المغرب والكوت ديفوار في مجال التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، ووقعها وزير الاقتصاد والمالية نزار بركة والوزيرة المنتدبة لدى الوزير الأول الإيفواري المكلفة بالاقتصاد والمالية نيالي كابا. أما الاتفاقية الثالثة ،التي وقعها وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش والوزير الإيفواري للموارد الحيوانية والبحرية لسيد كوبينا كواسي أدجوماني، فتهم التعاون الثنائي في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية. وتهم الاتفاقية الرابعة، الخدمات الجوية بين البلدين، ووقعها وزير التجهيز والنقل عزيز رباح ووزير النقل الإيفواري غاوسو توري . وبخصوص الاتفاقية الخامسة المتعلقة بالتكوين المهني في مجال السياحة، فوقعها وزير السياحة لحسن حداد ونظيره الإيفواري روجي كاكو. ووقع الاتفاقية السادسة الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي اضريس ووزير الدولة وزير الداخلية والأمن الإيفواري حامد باكايوكو، وهي تتعلق بالتعاون المغربي- الإيفواري في مجال الوقاية المدنية.