تحول حفل تكريم المثلة رشيدة الحراق، والممثل عزيز موهوب،في افتتاح الموسم المسرحي بالمغرب، إلى فضاء لفتح دفتر الذكريات القديمة المتعلقة بالبدايات الفنية للمحتفى بهما، من خلال شهادات تدفقت على ألسنة بعض رفاق الدرب الذين عايشوا لحظات الإطلالة الأولى، المصحوبة بالدهشة والحذر. وهكذا تحدث الفنان محمد حسن الجندي عن مسار الفنانة رشيدة الحراق ،كممثلة إذاعية متمكنة في نهاية الستينات في ظروف لم يكن المناخ العام داخل فرقة الإذاعة يساعد على إضافة عناصر نسوية، وفق ماذكرته وكالة الأنباء المغربية. وعاد بالذاكرة إلى موعده مع رشيدة الحراق بمقر الإذاعة رفقة إثنين من خيرة التقنيين هما محمد المراكشي وعلي الوزاني "،وفي الموعد المحدد أقبلت هذه الموهبة يرافقها والدها، وإذا بها فتاة رشيقة القد، أنيقة المظهر، باسمة المحيى، يفضح احمرار وجنتيها خجل اللحظة، وينبئ بما ألم بها من خوف الميكروفون، اهتزاز الأوراق بين كفيها وهي تؤدي دور منية النفوس الذي أحسنت فهمه وأتقنت أداءه، لتعلن في تلك اللحظة بجدارة واستحقاق ميلاد ممثلة قوية تتوفر فيها كل شروط النجاح وراء المذياع وعلى خشبة المسرح وأمام الكاميرا والتفزيون اسمها رشيدة الحراق". وبعد أن أشاد بها وبعملها داخل فرقة المعمورة خاصة مسرحيتها الناجحة "الشرع عطانا أربعة"، وأشاد أيضا بصوتها الجميل في الغناء، عرج على حياتها الشخصية منوها بكونها كانت الزوجة المخلصة للممثل والمؤلف والمثقف محمد أحمد البصري رحمه الله، قاسمته ألم الجحود والنسيان اللذان تعرض لهما إنتاجه داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، التي منحها أكثر من أربعين سنة من جهده وعطائه، طالبا من وزارة الثقافة أن تعيد طبع إنتاج البصري وجعله في متناول القراء والمسرحيين والباحثين. ومن جهة أخرى، ألقت الفنانة سعاد خيي كلمة محمد الجم في شخص المكرم عزيز موهوب، معتبرا أن هذا الأخير تألق نجمه كواحد من أبرز صناع الفرجة داخل فرقة المعمورة المسرحية، وتميز كممثل بارع متمكن في العديد من الأدوار الخالدة ومن ثمة استمرت عطاءاته وإبداعاته. وأضاف الجم، أن عزيز موهوب اسم كبير داخل فرقة المسرح الوطني الذي "أتشرف شخصيا أن أكون أحد أعضائها، وفخور لكوني اشتغلت جنبا إلى جنب مع هذا العلم المسرحي" ،مشيرا إلى أن عزيز موهوب "شخص طيب سموح لبيب نصوح متعدد المكارم واضح المعالم وأيضا صارم حازم لا يخشى في مواقفه لومة لائم". وخلص إلى أن عزيز موهوب موهوب فعلا ومحبوب أيضا. بعد ذلك تم حفل تكريم كل من رشيدة الحراق، بنت الرباط التي تألقت في عدة أعمال ومسلسلات إذاعية وتلفزية منها "ذئاب لا تموت" و"رياض المعطي" وراضية" و"العقاب" و"سر الانتقام" و"بنات للا منانة"،وكذا عزيز موهوب ابن الدارالبيضاء المتخرج من مدرسة التمثيل سنة 1962، والمتألق في العديد من الأعمال منها، "أوراق على الرصيف" و"عينك ميزانك" و"بيت بلا مشاكل" و"نهاية قبل الوقت" و"الساس" و"شجرة الزاوية" و"خط الرجعة"، وذلك بتسليم شيك لهما، وباقة ورود. وفي مبادرة تشجيعية وفريدة من نوعها، تم الاحتفاء بأربعة شباب من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي المتفوقين، وهم يوسف أهمو وسعيد الهراسي وبوشعيب السماك وإلياس الرويشات، وذلك بتقديم شهادات تقديرية لكل منهم.