بدأت تتضح معالم الخارطة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، بعد أن قرر الحزب العتيد البحث عن حلفاء جدد كبدائل لشريكيه التقليديين، وهما حركة حمس التي فصلت قيادتها لصالح التخندق في صف المعارضة، وكذا التجمع الوطني الديمقراطي الذي لم يتمكن لحد الآن من ترتيب بيته الداخلي، فقد أبرم الأفلان تحالفا جديدا مع نواب تجمع أمل الجزائر الذي يرأسه عمار غول، وكذا النواب الأحرار، في حين أنه لم يتلق أي رد صريح من قبل المجموعة البرلمانية للحركة الشعبية الجزائرية التي يرأسها عمارة بن يونس، الذي فضل التزام الصمت، بعد أن كان السباق إلى تأييد الرئيس للترشح لعهدة رابعة، وبرر ممثل الكتلة النيابية لمين عصماني هذا الصمت، بأن الرئيس أكبر من حصره في تحالفات، "وإذا ترشح فنحن معه، لكن لا نريد أن نجعله رهينة تحالفات على غرار التجربة السابقة ". وأدرج العضو القيادي في حزب "تاج" أحمد لطيفي هذا التكتل الجديد، ضمن التحرك الذي بدأ يعرفه المشهد السياسي، قائلا في تصريح ل"الشروق" بأن أصل كل تكتل بين النواب هو التنسيق بشأن مشاريع القوانين التي تمر على الغرفة التشريعية، ملمحا بأن تعديل الدستور سيكون في صلب هذا التحالف، وسط تنامي تخوف الأحزاب المعارضة من أن يلجأ الرئيس لتعديل الدستور قبل الانتخابات الرئاسية، بغرض التمديد أو إعادة النظر في التوازن بين مختلف السلطات، وبرر المتحدث عدم التحاق الأرندي بالمبادرة، رغم أنه أحد أحزاب السلطة الذي لا يتأخر في حشد قواعده كلما تزامن الأمر مع تنظيم استحقاقات، بعدم انتهائه من ترتيب بيته الداخلي، إذ سيشرع التجمع الوطني الديمقراطي هذا الأسبوع في عقد مؤتمراته الولائية، ثم الجهوية تحضيرا لعقد المؤتمر الوطني نهاية السنة، لانتخاب أمين عام جديد في ظل ترجيح الكفة لفائدة الأمين العام بالنيابية عبد القادر بن صالح، في حين أكد بأن الاتصال جرى بالفعل مع نواب الحركة الشعبية الجزائرية التي يرأسها عمارة بن يونس، "لكنهم أبدوا بعض التردد ولم يجيبوا لا بالقبول ولا بالرفض". وفي سياق متصل، بدا على رئيس المجموعة النيابية للأرندي ميلود شرفي بعض الانزعاج جراء إقصاء تشكيلته من الانضمام لهذا التكتل البرلماني الجديد، وذلك في رده على سؤال ل"الشروق" حول خلفية عدم إشراك نواب التجمع في التحالف، قائلا: "نحن لم يتصل بنا أحد ولم نسمع بهذا التكتل"، لكنه أكد استمرار التنسيق مع الأفلان باعتباره حليفا تقليديا لحزبه، سواء في تمرير مشاريع القوانين وأيضا على مستوى الجهاز التنفيذ، مصرحا: "نحن شركاء ولم نخرج أبدا من التحالف".