صدرت مؤخرا، ببيروت، للكاتب أمين الزاوي، رواية جديدة حملت عنوان "نزهة الخاطر"، عن دار "ضفاف" بالاشتراك مع دار"الاختلاف" الجزائرية، وسيتم تقديمها للقراء في الجزائر خلال معرض الكتاب الدولي الذي ينظم نهاية أكتوبر 2013. يندرج النص الروائي الجديد في سياق فلسفة كتابات أمين الزاوي، التي تعمل على فضح المستور وإدانة الظلام بكل أشكاله السياسية والعاطفية والاجتماعية. وهو عمل في تجليات صعود الوعي بكل أشكاله السياسية والجسدية والفنية، من خلال تتبع حياة شاب مراهق اسمه أنزار، الذي يعيش في نظام داخلي بإحدى الثانويات الجزائرية، ويعرف متعة الجنس، لأول مرة، مع عاملة تنظيف مبيت التلاميذ، امرأة في عمر أمه.يكتشف البطل الشاب أنزار في هذه الثانوية الموجودة بمدينة تلمسان، شخصية مصالي الحاج المناضل الممنوع الحديث عنه في مدينته، وبالتالي يمكن اعتبارها الرواية الجزائرية الأولى التي تتحدث عن أب الحركة الوطنية الجزائرية مصالي الحاج، وتكشف القمع السياسي الذي عاشته الجزائر وعاشه المصاليون وبقايا حزب الشعب، من قبل النظام الجزائري في الفترة الممتدة ما بين السنة الأولى للاستقلال وحتى نهاية الثمانينات. تتناول "نزهة الخاطر" ودائما من خلال عيني المراهق أنزار، الأحداث بعد الاستقلال، من الانقلاب ضد بن بلة وما نتج عن ذلك، مع بداية التأسيس لبولسة الدولة ودولة الأمن، إلى بداية تشكّل الجماعات الإسلامية الأولى، في شكل حلقات وندوات تدور جميعها حول فكر مالك بن نبي. كما تتعرض الرواية أيضا لموضوع حب الأخ لأخيه، حيث درجت الروايات على تناول العلاقة ما بين الإخوة في شكل يتميز إما بالصراع أو العداوة، في هذه الرواية الفتى أنزار يحمل حبا كبيرا لأخيه مازار يصل حد الاندماج والحلول فيه. تتطرق رواية "نزهة الخاطر" لأمين الزاوي، بصفة عامة وبكل جرأة إلى صورة الأسرة الجزائرية، ما بين التقليد والاختراق والتكسير، وذلك من خلال شخصية العمة ميمونة التي تمثل التمرد في أكبر تجلياته، امرأة ضد الأخلاق وضد الحياة المنمطة، العمة ميمونة مغنية وراقصة تحب الرجال والفن وتنتهي نهاية فجائعية. "نزهة الخاطر" لأمين الزاوي رواية الأسرة الجزائرية في مخاض تقلباتها التي تعكس لتقلبات المجتمع الجزائري المعاصر.