تسارع دور النشر الجزائرية الزمن، لتسجيل حضور متميز في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، الذي يفصلنا عن موعده أقل من شهرين، إذ تقرر تنظيم طبعته ال 18 بين 31 إلى 09 نوفمبر القادم، وتحاول "الخبر" في هذه الجولة الخفيفة بين سجلات بعض دور النشر الجزائرية، تسليط الضوء على أبرز إصداراتها الجديدة وما ستقدمه للقارئ الجزائري وزائر معرض الكتاب من خيارات. نجح معرض الجزائر السنة الماضية في استقطاب 670 عارض، منهم 230 عرض جزائري، و440 عارض أجنبي، قدموا من 43 دولة، بعدما سجل حضور 32 دولة السنة التي سبقتها. فضلا عن تسجيل الحضور المتزايد للمؤسسات الثقافية الأوروبية في الجزائر على غرار معهد سيرفانتس وغوته والمركز الثقافي الفرنسي، مما جعله أكثر المحطات الثقافية والتنافسية التي تستعد دور النشر للتواجد فيها بقوة في كل اختصاصات الكتابة، من الرواية، إلى القصة، إلى الكتاب التاريخي والعلمي. وبدا نصيب الرواية كبيرا، حيث يسيطر عليه تنافس بين رؤى مختلفة للجيل السابق والحالي الذي يحاول أن يجد له مكانا تحت شمس المقروئية الجزائرية. أمين الزاوي يلتقي ربيعة جلطي .. ويبرير يراقب الأنثى تعيد دار "الشهاب" إهداء عشاق الراوية الجزائرية، طبعة جديدة من رواية "حزام الغولة" للروائي الراحل رشيد ميموني، الصادرة سنة 1990 عن دار "ستوك" الفرنسية، فقد بدأ رهان "دار الشهاب" كبيرا على روايات رشيد ميموني، لما للكاتب الملتزم والواعي بقضايا وأسئلة بيئته وعصره، لذا سنجد أيضا في رفوفها هذا العام روايته "اللعنة". ومن بين المنشورات أيضا تتصدر قائمة "الشهاب" رواية الكاتب نور الدين سعدي "بيت الأضواء"، الذي في سجله أيضا رواية "لله صالح". كما نجد نصا للكاتب رشيد مختاري وروايته الرابعة باللغة الفرنسية بعنوان "دماء رخيصة". وتصدر "الشهاب" كتابا لفوزية بن جليد، تحت عنوان "الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية"، وهو كتاب يتناول بطريقة أكاديمية الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية، عبر تاريخ الجزائر منذ فترة الاستعمار. ومن منشورات دار القصبة في الرواية بالفرنسية، نجد هذا العام عبد القادر بن تايا ورواية "جيول أو كمياء السعادة"، بالإضافة إلى رواية "المرأة بالوضوح القاتم" للكاتبة جميلة بلحاج لونيس. وتدخل "منشورات الاختلاف" هذا العام بقوة إلى معرض الكتاب، ومن عالم الرواية، بعدد مهم من النصوص، أغلبها لجيل جديد من الكتاب، منها رواية "سأقذف نفسي أمامك" لديهية لويز، و"أحلام مدينة " لفريدة ابراهيم، و«باردة كأنثى" لإسماعيل يبرير، و"أهداب الخشية" لمنى بلشم، كما نجد في قائمتها "نزهة الخاطر" لأمين الزاوي، و"طيور الرغبة" للبناني محمد الحجيري، "غرفة أبي" لعبده وازن، رواية "عرش معشق" لربيعة جلطي، و«أيام قبل السقوط للعراقي" لمنذر مدفعي، و«سجاد عجمي" للسورية شهلا العجيلي و"جبل قاف" للمغربي عبد الاله عرفة، و"سيرة طائر الليل" لبشير مفتي. بينما تدخل "دار الحكمة" برهانها على الرواية التاريخية، وتصدر الكتاب الثالث لمحمد شولي، بعنوان "القلم في الجرح"، وهو عبارة عن عمل روائي يؤرخ لمرحلة نضال الصحافة الجزائرية من أجل القيم الديمقراطية، وتصدر دار "ألفا" مجموعة من الكتب المختلفة، منها "تقلبات امرأة" للروائي كدار فرشيش، وهو يحكي مقاطع من حياة الجزائريين الذين اضطروا الهجرة إلى فرنسا خلال الثورة، ورواية "711 الدمى الأندلسية" وهي عبارة عن حكاية الأندلس الإسلامية. بعيدا عن الرواية والأدب ... الفلسفة والفكر تفرض وجودها بعيدا عن الرواية والأدب، تغازل بعض الدور مجال الفلسفة والفكر والبحث، تتصدر القائمة دار "الأمة"، التي تصدر حوالي عشرين عنوانا جديدا، بالإضافة إلى إعادة طباعة بعض العناوين التي سبق وأن نشرتها في معرض السنة الماضية. وتراهن دار "الأمة" هذا العام على الكاتب ناصر جابي وسعيد شيبان وعمار طالبي، كما تصدر "منشورات الاختلاف" خصيصا للمعرض "موسوعة الفلسفة الغربية"، ويعتبر عمل ضخم من 1600 صفحة، يتناول أهم المدارس الفلسفية الغربية من خلال دراسات متخصصة شملت 50 فيلسوفا ومفكرا، على أن تعقبها موسوعة مماثلة تهتم بالمفكرين العرب، يشرف عليها الدكتور إسماعيل مهنانة من جامعة قسنطينة، وكتاب بعنوان "أسلمة المنطق" للجزائري عبد الكريم عنيات، وكتاب عن الفيلسوف فلتر بنيامين للدكتور كما بومنير. وفي مجال الفلسفة دائماً المفكر العربي فتحي المسكيني نشر كتاب بعنوان "الكوجيطو المجروح" حول مسألة الهوية، وعمل جماعي بعنوان "الفلسفة والنسوية" لمجموعة من الباحثين العرب، أيضاً "مذاهب الفكر الأساسية" للدكتور أبو بكر خريسة من جامعة عنابة، وكتاب "سؤال الحداثة والتنوير" لمجموعة من الباحثات الجزائريات. أما في مجال اللغويات فتقدم دار "الاختلاف" كتاب "قضايا اللغة العربية" للدكتور المغربي احمد المتوكل، وكتاب "الوسائط اللغوية بجزئيه" للدكتور محمد الأوراغي وكتاب مفهوم المصطلح اللساني، وأيضا كتاب جديد للمفكر الجزائري محمد شوقي الزين حول "فلسفة الثقافة" وآخر للدكتور أحمد يوسف بعنوان علامات فارقة، بينما تصدر "دار الحكمة" أيضا كتاب لخولة طالب الإبراهيمي يتناول مقاربة اجتماعية لغوية للمجتمع الجزائري بعنوان "الجزائريون والمسألة اللغوية" ترجمة محمد يحياتن. كتب التاريخ والثورة... بكل اللغات لا تزال دور النشر الجزائرية تتنافس على طباعة الكتب التاريخية، سيما المتعلقة بالثورة التحريرية، لما لها من أهمية وتزامنها مع الذكرى الواحدة والخمسين للاستقلال. وتتصدر قائمة دور النشر التي تبنت هذا الهوس بالتاريخ، دار القصبة التي قدمت هذا العام مجموعة من كتب التاريخ، يتصدرها كتاب "ذاكرة جزائري" لأحمد طالب الإبراهيمي، وكتاب "السور" للمناضل علي هارون، وكتاب "الجريمة والعار"، للكاتب عمار بن تومي، وهي مجموعة كتب هامة تكتبها شخصيات سياسية جزائرية بارزة، أيضا كتاب "دكتور أرو صديقي" لمسعود جناس. كما نجد في رفوف دار "القصبة" هذا العام كتاب "ذاكرة الأرز والزيتون" وهي مقالات لسجية قويس، وكتاب "عشرون سنة من التاريخ" للكاتب كريم يونس، وأيضا كتاب "مازوني سونطراك أرزيو" للكاتب طيب حفصي. وتقدم الدار للكاتب ناصر بن موهوب إصدارا بعنوان "تعيين الدستور المؤسسات العامة العليا للدولة الجزائرية" وإصدارين للكاتب علي بن شريبط "تطبيق قوانين حقوق الإنسان في الجزائر" وآخر بعنوان "التطور التقني للنصوص التشريعية والتنظيمية"، كما نجد للكاتب محمد سكال مؤلف بعنوان "باسم الحضارة". أما الكاتبة جوهر أمهيس أوكسل فتعرج إلى مسيرة الصحفي والكاتب الراحل طاهر جاووت في مؤلف حمل عنوان "قراءة الطاهر جاووت"، فيما اختارت عند تناولها مسيرة بن هدوڤة عنوان "بن هدوڤة، الحقيقة، الحلم والتوقع". ومن الدور المهتمة بهذا الموضوع، تصدر دار "ألفا" ليوسف دريس كتاب عن حرب الجزائر، وآخر لرمضان بوشبوبة باللغة العربية بعنوان "مسالك النضال" يقدم شهادات عن نضاله في سبيل تحرير الجزائر. وتشغل كتب التاريخ حيزا مهما في جناح دار "الشهاب" هذا العام، حيث نجد الباحث في التاريخ بلعيد حاجم بمؤلفه باللغة الفرنسية "الجزائر 62 من الاستقلال إلى سباق السلطة"، يسلط الضوء على صراعات السلطة في الجزائر المستقلة. كما يطل علينا دافيد ماسي (1949-2011)، أستاذ فخري في دراسات الترجمة في جامعة نوتنغهام بكتاب "فرانز فانون حياة"، وكتاب "المنظمة الخاصة لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا" للكاتب دحو جربال، الأستاذ المحاضر في تاريخ الحضارات الشرقية في قسم التاريخ بجامعة الجزائر، يعيد الكتاب الاعتبار لكلمة الفاعلين الرئيسيين، الذين رفعوا الستار عن الأحداث التي لم تكشف عنها، لا تقارير فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، ولا تقارير الشرطة الفرنسية. وكتاب ليندة عميري، بعنوان "الجانب الآخر للنزاع كما حدث داخل فرنسا" ترجمه فضيل بومالة، وجه غلافه يتحدث عن الجهة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، العمليات المسلحة والاغتيالات والقمع. ثم نتوقف عند كتاب "ضباط قالوا لا للتعذيب" لجان شارل جوفريه، مترجم إلى اللغة العربية، يسرد الكتاب حقائق من الثورة الجزائرية يحكيها ضبّاط سامون يمثّلون أعلى هرم القيادة العليا في الجيش الفرنسي، رفضوا انحرافات حرب الجزائر، خاصّة اللّجوء للتّعذيب كأبشع وسيلة من وسائل انتزاع المعلومات الاستخباريّة عنوة، كما يستوقفنا كتاب "سطو على مدينة الجزائر" لبيار بيان، ترجمته إلى اللغة الغربية، زينب قبي ويتناول حادثة المروحة وكيف تم احتلال فرنسا في الجزائر في 05 جويلية 1830. ويصدر عن دار "لزهاري لبتر" مجموعة كتب تاريخية تحمل عنوانين مختلفة منها كتاب "حياة متقاسمة مع مصالي الحاج أبي" للكاتبة جنينة مصالي الحاج، كما تصدر دار لزهر لبتر للنشر كتاب "عيشا والآخرين" لكتاب عبد الرحمان شرقاوي تخليدا لذاكرة أول نوفمبر، وأيضا كتاب "جزائر الخمسينيات" شهادة قص كتبها أندري لوكورتوا. الشعراء يتحدثون .. أعطت العديد من دور النشر الجزائرية مساحة كبيرة للشعراء، سيما من الجيل الجديد، وتقدم دار "لزهر لبتر للنشر"، مجموعة شعرية بعنوان "النساء انتظار" للشاعرة ريم القمري، ومجموعة شعرية أخرى بعنوان "معطرة أمضي إليه" باللغتين الفرنسية والعربية للشاعرة التونسية صونيا خضر ترجمة الشاعرة التونسية مونية بوليلة. وتراهن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار هذا العام على الشعراء الشباب من بينهم الشاعر نصر الدين حديد، الحائز على جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي في الشعر 2013 ومجموعته الشعرية "رجل بربطتي عنق"، الذي سيكون حاضرا بالصالون الدولي للكتاب، وتضم المجموعة 15 قصيدة شعرية تمزج بين الشعر الحر والعمودي، أغلبها قصائد غزلية، كما نجد المجموعة الشعرية للصحفي رشدي رضوان تحت عنوان "33" وتضم 14 قصيدة. وتواصل دار الاختلاف اقتحامها لمجالات متعددة، منها اللغويات بتقديم كتاب قضايا اللغة العربية للدكتور المغربي أحمد المتوكل، وكتاب "الوسائط اللغوية بجزئيه" للدكتور محمد الأوراغي، وكتاب "مفهوم المصطلح اللساني". وفي مجال النقد الأدبي نجد كتاب "الاتجاه السيميائي في نقد الرواية العربية" وكتاب "بنية الحكاية" للجزائري عبد القادر بن سالم، و«الشعرية العربية ونوافذ الرؤيا" و«من الترجمة إلى التأثير في الشعر". بينما تصدر الاختلاف هذه السنة ديوان "قلب لا يحسن التصديق" للشاعر المتميز هواري غزالي ومجموعة "مسقط قلبي" للشاعرة الرقيقة سمية مخنش . صحفيو "الخبر" حاضرون بقوة تدخلت الدكتورة أسماء بن قادة بعنوان جديد إلى الصالون الدولي للكتاب هذا العام يحمل عنوان "أفكار خارج المزاج"، عبارة عن عدد من أعمدة صحفية كتبتها أسماء بن قادة في الصحافة الجزائرية منها عموها الأسبوعي في صحيفة "الخبر". كما يدخل الصحفي والروائي حميد عبد القادر بثلاثة عناوين مختلفة، منها روايته الجديدة "توابل المدينة" الصادرة عن "دار الحكمة للنشر"، وأيضا كتاب "أصفار الزمن البهي" عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، عبارة عن مجموع مقالات للصحفي حميد عبد القادر التي ينشرها في عمود مرايا، ب«الخبر". وسيصدر أيضا مؤلفا بالفرنسية يحمل عنوان "هواري بومدين رجل وثورة" يصدر عن دار الشهاب للنشر. كما يرصد الصحفي بجريدة "الخبر" عثمان لحياني حركية الثورة التونسية وظاهرة صعود السلفية عبر خمسة محاور تناقش واقع تونس قبل وأثناء وبعد الثورة التونسية، في مؤلف جديد صادر عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار. للأطفال نصيب .. لا يمكن أن تغفل دور النشر البراءة في معرض الكتاب، خاصة وأن الجزائر تحتفي بملايين التلاميذ والأطفال ويعتبرون أكثر زوار معرض . ولهذا بادر عدد من دور النشر إلى إثراء المكتبة الوطنية بعدد من العناوين مخصصة للطفولة. فبالنسبة لقصص الأطفال، تصدر دار نشر "أطفالنا" عددا هاما من الكتب الموجّهة للأطفال بعناوين مختلفة، كما يقول صاحب الدار فراس الجهماني، إن رهان الدار خلال معرض الكتاب هذا العام، سيكون مبني على مجموعة خاصة بالثورة الجزائرية، تحكي بطولات الذين ناضلوا في سبيل تحرر الجزائر من الاستعمار، بعنوان "أجمل عنوان عن الثورة الجزائرية"، يعدّها بن قلولة محمد يوسفي،كما تعرض "أطفالنا" سلسلة عن حياة الأمير عبد القادر بعنوان "الأمير عبد القادر السياسي الشاعر والمفكر" للدكتور عتراني سليمان. وحسب صاحب الدار التي تملك خبرة عمرها ثماني سنوات مع معرض الكتاب، فإن الطفل الجزائري أصبح أكثر ولوعا بالحكايات التاريخية. كما تصدر "دار الحكمة" مجموعة قصص خاصة بالأطفال للكاتبة نصيرة قدر، مستوحاة من التراث الشعبي الجزائري، وتقدم أيضا كتاب "التعلم خطوة بخطوة لرسم الزجاج" لبركان شراقي زينب، وقصص للأطفال باللغة الفرنسية بعنوان "سلطة الإخوة السبع" لعلي مولاي. واسيني يختار البيروتية والسايح المصرية يحمل دفع هاجس الوصل إلى القارئ العربي العريض بالعديد من الكتّاب الجزائريين إلى البحث عن دور النشر المصرية واللبنانية وغيرها، على غرار الكاتب والروائي حبيب السائح الذي سيصدر روايته "الموت في وهران" عن دار العين للنشر والتوزيع المصرية، و مع الدخول الأدبي الجديد 2013-2014 تستعد دار الآداب البيروتية لإصدار رواية "مملكة الفراشة" لواسيني الاعرج في طبعتها العربية الموسعة.