كشفت برقية صادرة عن السفارة الأمريكيةبالرباط في 27 فبراير 2009، ان المبعوث الشخصي للامين العام الأممي حول الصحراء كرستوفر روس، اقترح على المسؤولين المغاربة تجديد الاتصالات المباشرة مع البوليساريو بالرباط كما حدث خلال عهد الملك الراحل الحسن الثاني. واوضحت البرقية التي نشرها موقع "ويكليليكس" ان روس أعرب عن اعتقاده بأنه ينبغي على المغرب تجديد الاتصالات مع البوليساريو في الرباط مثل ما وقع قبل سنوات عديدة في عهد الملك الحسن الثاني. وأكدت البرقية استنادا الى خلاصات روس ان واحدا من المشاكل الاساسية التي تواجهها المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو تكمن في ان مفاوضي البوليساريو لم يتغيروا منذ بداية المفاوضات، في الوقت الذي تغير المفاوضون المغاربة عدة مرات، وهو ما يعرقل العملية، لأن المفاوضين يلزمهم الوقت للتعرف على بعضهم. كما اعتبرت ان من بين المشاكل الأساسية خلال المفاوضات احتفاظ المغرب بخليهن ولد الرشيد على رأس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وهو ما كانت تعتبره البوليساريو نوعا من الاستفزاز. وأشارت الى ان القدرات اللغوية لروس مكنته من ربح ثقة الملك محمد السادس مقارنة بسابقيه من مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء. وأكدت البرقية ان روس دعا الى تقوية الثقة بين المغرب والجزائر والبوليساريو قبل الجولة الخامسة من المفاوضات، لأن أي أزمة جديدة تهدد مصداقية المسار التفاوضي، واعتبرت ان الجزائر في فبراير 2009 لم تكن جاهزة للقاء القمة مع المغرب. ونقلت البرقية تفاصيل الاستقبال الحار الذي حظي به روس منذ وصوله الى المغرب في زيارة تمهيدية من طرف الوزير الأول عباس الفاسي الذي نظم حفل عشاء على شرفه ضم رؤساء الأحزاب السياسية الرئيسية وعددا من الوزراء، كما التقى الطيب الفاسي الفهري وياسين المنصوري والطيب الشرقاوي. وأكدت البرقية أن روس اعتبر خلال اجتماع مع مساعديه وعدد من السفراء بالأمم المتحدة ان الجولات الأربع لمفاوضات منهاست لم تسفر عن اي نتيجة، وأن أي إخفاق جديد من شأنه ان يهدد مصداقية مسلسل المفاوضات، واقترح للخروج من هذا الوضع عقد لقاء هادئ ومباشر بين المغرب والبوليساريو في اسبانيا لتمكين الأطراف من مناقشة بعض القضايا. وأبرزت البرقية ان روس كان مهتما بتوسيع مناحي تطبيق إجراءات الثقة بين الإطراف عبر توسيع برنامج الزيارات العائلية الذي تشرف عليه المفوضية العليا لحماية اللاجئين الذي اثبت نجاحه، معتبرا انه كان يلزم مزيد من الثقة بخصوص الأمور السياسية بين الأطراف. وكشفت البرقية ان روس أكد لوزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، ان المغرب يجب عليه الدفع في اتجاه حل سياسي، وهناك أنواع كثيرة من نماذج الحكم الذاتي كنموذج إقليم كردستان العراقي، لكن المسؤول المغربي طالب بإجراءات ثقة إضافية. وأضافت البرقية ان وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي أكد لروس ان منح جهة الصحراء حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية عرض جدي وليس فقط مجرد كلام. وكشفت الوثيقة أن التعاطي مع قضية الصحراء يختلف بين المغرب والجزائر، ففي المغرب أكد المستشار السياسي فريديريك كلافيي ان مفتاح حل المشكل بين المغرب وجبهة البوليساريو هو الجزائر لان الشعب المغربي معبأ بقوة ويمكن لأي انتكاسة يعرفها ملف الصحراء ان تضر باستقرار البلاد. وبخلاف المغرب فإن الملف في الجزائر في الجزائر بين بوتفليقة والجنرالات بع عن الشعب.