بعد سنوات من تحقيق نجاحات عبر المنتديات الإلكترونية، يخرج الإعلامي العماني موسى الفرعي من منتداه الأهم في السلطنة، والذي أطلق عليه اسم «سبلة عمان»، إلى فضاء إلكتروني جديد. المشروع الوليد الذي يحمل اسم «أثير» هو أشبه بالصحيفة الإلكترونية، لكن الفرعي لم يسمّها «جريدة» على رغم أنها «تقدم مادة صحافية رصينة في موازاة حوارات المنتدى التي يعاب عليها عدم الصدقية والاعتماد على لغة الشارع». ويعتقد الفرعي أن المنتديات مرحلة سيتجاوزها الزمن، ويشعر بأنها بدأت تفقد أهميتها لدى الناس، «وكان لا بد من البحث عن وسيلة أخرى يمكن الاشتغال عليها إلكترونياً». ويشرح الرئيس التنفيذي ل «السبلة للحلول الرقمية»، والذي يشغل أيضاً منصب المدير العام ل»أثير»، تفاصيل رؤيته للموقع الإعلامي، معتبراً مشروعه الأخير عبارة عن «منصة تجمع مجموعة منصات افتراضية، مثل «فايسبوك» و»تويتر»، وخاصية الدردشة المباشرة، بالإضافة إلى إذاعة إلكترونية وفريق خاص لدعم هذه المنصة بأفلام وبرامج مصورة قصيرة»، مشيراً إلى أنها «في ظاهرها العام صحيفة إلكترونية تستكتب كتاباً على مستوى الوطن العربي وحصرياً ل «أثير»، فضلاً عن تغطية النشاطات التي تهمّ الرأي العام العماني أولاً بأول». إلى ذلك، وجد الجانب الثقافي دائرة واسعة ضمن «أثير»، عبر مشروع ثقافي أطلق عليه اسم» أبجد» ويعنى بتنشيط حركة الثقافة في السلطنة، في إطار تكامل مع المؤسسات الثقافية محلياً وشراكة مع مؤسسات عربية ودولية ثقافية. ويوضح الفرعي أن برنامج «إشاعة»، الذي يعد من أهم سمات العمل الجديد، ولد من رحم حاجة مجتمعاتنا إلى وجود آلية للحد من انتشار سيل الإشاعات. ويستقبل البرنامج الرسائل، ويتواصل بمضمونها مع الجهات المعنية لتأكيدها ونفيها، ثم يرجع الخبر الصحيح إلى كل من يحصل على نسخة من التطبيق في هاتفه». كما يتضمن المشروع برنامج «التقويم» الذي يعنى بتنظيم الفعاليات المحلية خشية تعارضها مع بعضها بعضاً، ويمكن أن يضع الأشخاص أجنداتهم الشخصية لتذكيرهم بموعد الفعاليات التي اختاروا متابعتها. وينتظر «أثير» الإعلان عن تدشين إذاعته الخاصة، «التي ستطرح موضوعات وحوارات جريئة يُتوقع أن يديرها الفرعي نظراً إلى خبرته في هذا المجال». والفرعي صاحب منتدى «الوصال» الذي يعد الأكثر متابعة بين برامج الإذاعات الخاصة في السلطنة، وتبثه إذاعة «الوصال أف أم». يقول نائب رئيس تحرير «أثير» ابراهيم السالمي إن الإعلام الاجتماعي اليوم يمضي بنا إلى تسجيل علامة فارقة في تاريخ الإعلام، وذلك من حيث التأثير في المجتمعات وتكوين الرأي العام. ويشير إلى أن «أثير» يسعى إلى دمج «أجمل ما تحمله تلك المواقع للخروج بصورة تتكامل فيها المحاسن وتتعاضد في ما بينها أحسن المواصفات التي يطلبها المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، فنؤمن له قالباً يحمل هويته العمانية ويدمجه مع الآخرين بما لديهم من تنوع ثقافي ومعرفي، ليعود ذلك بالنفع على مجتمعنا العماني، مساهمةً منا في تنميته والحفاظ على منجزاته في مختلف القطاعات وشتى المجالات». ويرى مدير تحرير «أثير» عبد الرزاق الربيعي، وهو صحافي وشاعر عراقي مقيم في السلطنة، أن المشروع يأتي «وسط تسارع الحوادث والطفرة التكنولوجية في العالم، إذ لم تعد الصحافة الورقية تلبي الطموح»، مشيراً إلى أنه «من أجل مواكبة العصر ينبغي أن نتفاعل مع المتغيرات ونسخرها لمصلحتنا. من هنا جاءت حماستنا لهذا المشروع الذي نعوّل عليه الكثير». يعتمد «أثير» على القضايا المحلية كمحور تميّز، ويرى الربيعي أنه يمثل أولوية لمتابعته «قراءة وتحليلاً»، معتبراً أن عصر الصحافة الخبرية انتهى، «فأي خبر ينتشر خلال لحظات بفضل الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فايسبوك» و»تويتر» وتطبيقي «واتس آب» و»فايبر». لذا علينا أن نقرأ الأرضية التي حدث فوقها الخبر قراءة عميقة، ونقف على ما ورائه، عبر الاستعانة بمحللين ومتخصصين والسعي إلى الانفراد والسبق من خلال الاعتماد على مصادر خاصة في مراكز صنع القرارات في الوزارات والمؤسسات وتجنب نشر الأخبار المتشابهة».