ما تزال شوارع وأحياء العاصمة تشهد تراكما مذهلا للنفايات، على الرغم من الوعود الكثيرة التي تطلقها السلطات بالقضاء على النفايات، وتجريبها لمختلف المخططات التي فشلت في إعادة البريق للمدن، ففي الوقت الذي يحرص فيه بكثير من الدول على تزيين الشوارع ابتهاجا بأيام العيد.. يستقبل الجزائريون هذه المناسبة بشوارع مزينة بأكياس القمامة التي تشكل ديكورا يشوه أحياء وبلديات العاصمة منذ بداية شهر رمضان. وفي زيارة قادت "الشروق" إلى عدد من أحياء وشوارع العاصمة أمس، على غرار باش جراح وباب الوادي وباب الزوار، لا حظنا نفس المظاهر التي تتكرر على مدار أيام السنة، وحتى في الأعياد الدينية حيث ما تزال النفايات الشغل الشاغل للمواطنين على الرغم من توالي المخططات والبرامج، وكذا تسخير الإمكانيات، مثلما تدعيه السلطات ومؤسسة نات كوم، حيث كثيرا ما نتغنى بالبرنامج الخاص بأيام العيد، حيث لا أثر للنظافة في أحياء العاصمة في رمضان. وسيستقبل الجزائريون العيد بأحياء تزينها أكوام النفايات أو الزبالة، كما يحتفلون بهذه المناسبة وتبادل الزيارات والروائح الكريهة لا تفارقهم نتيجة لامبالاة السلطات. البداية ببلدية باب الزوار التي كثير من أحيائه تغرق في النفايات على غرار 8 ماي 45 وحي 5 جويلية، بسبب نقص التكفل وعزوف أعوان النظافة عن رفع القمامة لمدة قاربت خمسة أيام في أحسن الأحوال، وعلى الرغم من أن السكان كانوا يأملون أن يحتفلوا بعيد الفطر وسط شوارع نظيفة، غير أن السلطات أبت إلا أن تعكر فرحتهم بسبب نقص التكفل بها وتراكم النفايات والروائح الكريهة من كل جانب، فيما يبقى الوضع على حاله بحي الحياة بجسر قسنطينة الذي كان وجهتنا الثانية، حيث أضحى الرمي العشوائي للنفايات وانتشار الروائح النتنة السمة البارزة وسط إهمال شبه تام من طرف السلطات. بعد ذلك توجهنا إلى بلدية جسر قسنطينة، كذلك الأمر بالنسبة إلى بلدية باب الزوار التي أكد سكانها أنهم دخلوا في رحلة بحث في فائدة أعوان النظافة التي لم تزر الحي منذ أسبوع . بعد ذلك اتجهنا صوب بلدية باب الوادي باعتباره حيا شعبيا والذي بدوره ما يزال يغرق في القمامة، حيث وجدنا أحياءه تعيش على وقع كارثة حقيقية، ففي كل ركن من أركانه تجد أكواما من الزبالة، شوارع عبد الرحمان ميرة وسعيد تواتي والساعات الثلاث كلها، بسبب تقاعس مؤسسة نات كوم التي فشلت للمرة الألف في ضمان عيد من دون نفايات. وتبقى بذلك البرامج التي تتغنى بها مجرد حبر على ورق.