اعترفت وزارة الداخلية ووزارة العدل السعودية من خلال التقويم الرسمي المنشور على موقعها الإلكتروني بأن يوم أمس الثلاثاء هو 29 من شهر رمضان المبارك وليس ال 28 بالرغم من أن المملكة العربية السعودية لم تصم سوى 28 يوما إلى غاية أمس. وخلف قرار المملكة العربية السعودية اختلافا في المواقف والرؤى في العالم العربي والإسلامي وصل فيه الجدل إلى الجزائر حيث اختلفت فيه حسابات الفلكيين بين مؤيد ورافض للحجة التي استند عليها السعوديون. رئيس جمعية الشعرى ل "الشروق": الجزائريون لم يخطئوا والعيد يوم الجمعة هل كانت بداية صيام الجزائريين صحيحة بعد الجدل الدائر في السعودية؟ وفق ما توصلت إليه جمعية "الشعرى" لعلوم الفلك، فإن بداية صيام الجزائريين صحيحة، وكانت وفق قاعدة دينية ووفقا لما أكدته حسابات فلكية دقيقة جدا، فلا حرج على الجزائريين وصيامهم صحيح. كيف تفسرون الجدل الدائر في المملكة العربية السعودية وإعلانهم أمس ليوم التحري بعد صيامهم 28 يوما من رمضان؟ إن ما قامت به المملكة العربية السعودية بإعلانها يوم التحري يوم الثلاثاء استخفاف بالأمة العربية الإسلامية جمعاء. فهم استندوا إلى أمور غير منطقية وغير علمية، فإذا كانوا قد تفطنوا أنهم أخطؤوا الحساب، كان يجب أن يدركوا في اليوم الموالي من الثاني من رمضان، وليس في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وأنا أقول إنها قاعدة بدوية وليست فلكية، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: "صوموا لرؤيته وأفطرو لرؤيته" ولم يقل صموا لاكتمال البدر، وشيء عادي أن يكون البدر كبيرا. وبالعودة إلى الحسابات الفلكية، فإن ثبوت رؤية هلال رمضان في ليلة التحري التي اتفقت عليها الأمة الإسلامية جمعاء، كانت صحيحة. وهل كان ممكنا رؤية الهلال في المملكة العربية السعودية وقتها؟ يوم تحري هلال رمضان لم ير أحد الهلال، وفلكيا كان يستحيل رؤيته حتى في دول المشرق وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، فيستحيل رؤية الهلال تماما. وفي الجزائر بالذات الهلال وقتها غرب بدقائق قبل الشمس وأيضا في بقية الدول العربية، وفلكيا يستحيل رؤية الهلال في هذا التوقيت. تعتبرون أن السعودية أخطأت عندما حددت ليلة تحري الهلال أول شوال أمس؟ نعم إنه تصرف غير حضاري ومناف للعلم والمنطق، وعلى المملكة العربية السعودية أن تعتذر للأمة العربية الإسلامية عن تسببها في هذا الجدل والفتنة، لأن صيام كل الأمة العربية والإسلامية بما فيها السعودية لم يكن عليه أي خطإ بل كان صحيحا دينيا وفلكيا. وما هي توقعاتكم فلكيا لعيد الفطر- أول من شوال- في الجزائر والسعودية؟ فلكيا يستحيل رؤية الهلال مساء اليوم الأربعاء، يستحيل ذلك مطلقا، لأن القمر يكون فوق الأفق، ومستحيل فلكيا استحالة مطلقة رؤيته مساء اليوم. في كل البلدان الإفريقية وفي جنوب إفريقيا يمكن رؤيته لكن ب"التلسكوب" ورؤية الهلال ستكون فقط في الشيلي والأرجنتين بالعين المجردة وأول أيام العيد هو يوم الجمعة، وحتى في السعودية يستحيل رؤيته. لوط بوناطير ل "الشروق": الجزائريون أفطروا يوما وعليهم القضاء والعيد غدا الخميس كيف تفسرون الجدل الدائر في المملكة العربية السعودية وهل فعلا نحن في الجزائر بداية صيامنا كانت على خطإ؟ نعم نحن في الجزائر كانت بداية صيامنا على خطإ. ولقد قلت ذلك، لكن لا أحد صدقني، وتأكدنا من ذلك كفلكيين ليلة ثبوت رؤية البدر مكتملا مما يعني أن بداية اقترانه كانت قبل بداية صيامنا وهو ما يعني أن "رمضان كلينالو نهار". وما هي القاعدة الفلكية التي تستندون إليها في حجة أن "الجزائريين أفطروا يوما من رمضان"؟ القاعدة الفلكية تقول في ليلة النصف من كل شهر، الشمس والقمر يكونان متقابلين تماما ومعناه حسابيا أن عدد أيام الشهر 14 يوما، لكن الشيء الذي حدث أن هذا الاكتمال للبدر كان في ليلة 13 وهذا دليل قاطع أننا لم نحدد يوم بداية أول أيام رمضان. لكن ماذا علينا نحن في الجزائر؟ وحتى في الجزائر حدث نفس الشيء، فالبدر كان مكتملا يوم 13 بشهادة الفلكيين، وقد تداركت الخطأ وراسلت الصحف لنشر ما قلته لكن لم تنشر ما توصلت إليه، لأن ثبوت رؤية هلال رمضان كانت متاحة في صحراء الجزائر ليلة تحري هلال رمضان، ومن المفروض على السلطات تحديد ناس أخصائيين لرؤية الهلال، أقول لسلطاتنا: "انتهى زمن الشيوخ في رصد الهلال". ماذا عن الحسابات الفلكية؟ متى سيكون الأول من شوال في الجزائر والسعودية؟ فلكيا لقد شوهد رؤية الهلال فجر أول أمس ومعناه فلكيا سيكون للقمر مدة 22 ساعة حتى يكون متاحا للرؤية، ولحظة ولادة القمر تحدد يوم الثلاثاء أي أمس في تمام العاشرة إلا عشر دقائق، ومعنى هذا أن الهلال يمكن رؤيته بعد مغرب يوم الأربعاء وهو ما يعني أن ثبوت رؤية هلال أول من شوال ستكون متاحة بعد مغرب اليوم الأربعاء، وسيكون يوم الخميس عيد الفطر. الشيخ شريف قاهر رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي ل "الشروق": "أقول للجزائريين: لا غبار على صومكم وثقوا في علمائكم" من جهته رد الشيخ شريف قاهر رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي في تصريح ل "الشروق"، أنه لا علاقة للجزائر بالجدل الدائر في المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن للجزائر لجنة لرصد الأهلة، وقد أكدت الأول من رمضان وستعمل مساء اليوم على تحري هلال الأول من شوال، داعيا الجزائريين إلى الثقة في علمائهم. وقال الشيخ قاهر إن الجزائريين لا غبار على صيامهم وليس عليهم ما يقضونه ولا علاقة لهم بالجدل الدائر في المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن للجزائر لجنة لرصد الأهلة وقد حددت للجزائريين بداية يوم الصيام قائلا: "لا يهم من صام قبل ولا من صام بعد، نحن صمنا لرؤيته وسنفطر لرؤيته". صومنا كان على صواب حيث لم تثبت لجنة الأهلة رؤية الهلال وسيحدد اليوم هلال شوال بناء عليها، وأقول للجزائريين ثقوا في علمائكم ولا حرج ولا غبار على صومكم. إعلان محكمة الأهلة السعودية ليلة الثلاثاء ليلة شك ينذر بالفتنة ليلة القدر حُجبت عن المسلمين! سادت حالة من الترقب والحذر الشديد العالم الإسلامي، عقب إعلان المحكمة العليا لترقّب الأهلة في السعودية، عن تحرّي هلال شهر شوّال الثلاثاء بدلا من الأربعاء، وهو ما يعني أنّ المسلمين قد أفطروا اليوم الأوّل من رمضان، الحادثة النادرة من شأنها أن تحدث لغطا كبيرا على الصعيد الفقهي، ما قد يفقد المملكة "المصداقية" والهيمنة الروحية التي منحتها لها عديد الدول الإسلامية لمتابعتها في أهم المواسم الإسلامية. كدخول رمضان وشوّال باعتبارها مهبط الوحي وبلاد الحرمين، وإذا كان علماء السعودية وغيرهم دائما ما يشنّون حملة "تسفيه" لكل من يشكك في التقويم المعلن من طرف السلطات، ويعتبرون ذلك "أمرا مرفوضا لما فيه من إحداث الفتنة و الاختلاف"، كما أنّهم دائما ما اتّهموا من يقوم بذلك بالتشويش على المسلمين في عباداتهم، فكيف سيكون الحال هذه السنة خصوصا وأنّ العديد من الدول تتبع السعودية تحت "الطاولة"، وتظهر للنّاس أنّها تعتمد المواقيت القُطرية بتنصيب لجنة أهلة مستقلة تعتمد رؤيا أهل تلك الديار، ما يجعلها في حرج كبير خصوصا تلك التي بادرت بإعلان أنّ ليلة تحرّي شهر شوّال ستكون مساء الأربعاء، على الرغم من توافق بداية صومها مع بلاد الحرمين، الأخطر من ذلك أن تركب بعض الدول رأسها مع تأكّدها أنّها قلّدت تلك البلاد تقليدا أعمى رغم توافر الإمكانات فلا تعلن عن الخطإ، هذا الأمر من شأنه أيضا زرع حالة من القلق في تعيين الأشهر الهجرية، خصوصا منها المتعلّقة بالمناسبات في السنوات القادمة، وتحقق هذا الأمر وأعلن "الخلل" رسميا فسيكون عاما حزينا بالنسبة لمن تحرّوا ليلة القدر في الأيّام الوترية، ما يجعلهم قد تحرّوها في أيام زوجية تقل فيها فرص إدارك ليلة خير من ألف شهر، كما أنّ الخلل سيرفع من عقيرة المتصيّدين في الماء العكر ممن يضربون على وتر "الاختلاف" بين المسلمين الذين بقي هلالهم لعقود محل افتراق ما بين دولة وأخرى ليصل في بعض المرّات إلى فارق يومين، فكيف بهم اليوم بعد أنّ عجز مليار وسبعمئة مليون مسلم عن تحديد"الأيام التي قضت من رمضان" وهل يجب عليهم القضاء، والموقف من الدول التي تقاعست عن تحري الشهر ثم تنكّب بعضها عن الاعتراف بالخلل إن صح، فهل صدق من قال "ليلة القدر حُجبت عن العرب" حتى يتوبوا من سفك دمائهم ونشر الفتن والفوضى في بلدانهم. والخوف أن ينتقل النّقاش إلى نقاش سياسي تخلط فيها سياسات المملكة وخرافات أمرائها المتمثّلة في تخوّفهم موت أحدهم، إذا ما كان العيد في الجمعة بتخبطات لجان الأهلّة فيها ، إلا أنّ البعض ينظر للأمر بتفاؤل على أن "النازلة" تكون بشائر خير لتوحّد المسلمين في رؤية شهر رمضان تحت راية لجنة أهلّة مستقلّة تضم مختصين من كل أنحاء العا