تمكنت عدة مجموعات من الشباب عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" من فرض وجودها من خلال الأعمال الخيرية، حيث جسدت كل صور التكافل لإدخال الفرحة إلى نفوس أطفال العائلات المعوزة والفقيرة، بدءا من قفة رمضان إلى حفلات الختان وصولا إلى كسوة العيد. فعل الخير هو القاسم المشترك بين الشباب المتطوع الذي تجاوز حدود العمل التطوعي في الجمعيات، ليصل إلى عمق المجتمع من خلال الأعمال الخيرية التي يثق فيها المواطن اليوم، في شفافية تامة. وتقوم مجموعات "ناس الخير" و"ديزاد يونايتد" و"3.2.1 تحيا الجزائر" و«أوكسيجون الجزائر" بتنظيم عدة نشاطات تدخل في هذا الإطار. واستجاب لدعوة الفايسبوكيين الآلاف، الذين ساهموا كل في مجاله من خلال ما يقدم من معونة ومساهمة، التي نمت حس العمل الاجتماعي والتطوعي لدى الشباب الجزائري شعاره الوحيد هو الاتحاد وروح المشاركة والاحترام المتبادل. العمل التطوعي الهادف وتحضّر هذه المجموعات، بحسب مؤسسيها وأعضائها، لعدة نشاطات منها ختان للأطفال الفقراء بقصر رياس البحر بمبادرة من "ديزاد يونايتد"، تضاف إليها عدة نشاطات تضامنية أخرى لفائدة العائلات المعوزة قامت بها نفس المجموعة من خلال توزيع قفة رمضان والمساهمة في تفعيل مطاعم الرحمة. ويقول زيمو من صفحة "دي زاد يونايتد" ل"الخبر" إن "التشجيع والمساهمة جعل منهم يقدمون على الاستمرار في نفس العمل التطوعي طيلة السنة وتحديدا في شهر رمضان، من أجل إدخال السعادة إلى قلوب المحتجين في جو عائلي متميز". وقد تهاطلت تعليقات المعجبين ومحبي الصفحة والراغبين في التبرع للمشاركة في هذه النشاطات والعمليات التضامنية التي تنم عن روح التضامن والتآزر، وتجاوبوا معها من خلال تبادل الصور والتعليقات وتقاسم النشاطات لإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المشتركين في الفايسبوك. وتشهد مختلف نشاطات الفايسبوكيين الخيرية تفاعلا كبيرا من قبل أهل الخير والمحسنين، لأنه ينطلق من نشر الخير في نفوس أبناء وبنات المجتمع وتحقيق أحلامهم التي عجزوا عنها لظروف مادية حالت دون وصولهم إلى ما يبتغون. وتعكس المجموعات الشبانية الناشطة الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه إذا تم استغلاله فيما يفيد من خلال الاهتمام بالتطوع والعمل الخيري وجعله وسيلة لجمع التبرعات واستقطاب المتطوعين في شهر رمضان وغيره، من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العائلات المعوزة، التي لا تستفيد من المساعدات التي ترصدها الحكومة.