استخدم ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» كلمة «مزج» لدى الإعلان عن التحديث الجديد لنظام التشغيل «ويندوز 8»، وذلك للدلالة على إلغاء الحد الفاصل بين التفاعل باللمس وسطح المكتب بعد تعرض الشركة لانتقادات كبيرة تجاه تركيزها على الأجهزة اللوحية في نظام «ويندوز 8» أكثر من الكومبيوتر الشخصي الذي لا تعمل غالبية شاشاته باللمس حتى الآن. وستطلق الشركة التحديث الجديد على الكومبيوترات الشخصية والأجهزة اللوحية قبل نهاية العام الحالي، وسنستعرض هنا أهم التغييرات التي ستطرأ على النظام بعد تثبيت التحديث. * تغيرات واجهة الاستخدام * ومن أول التغييرات التي سيلاحظها المستخدم هو شاشة البداية التي حصلت على قدر كبير من إعادة التصميم، حيث أصبحت الأيقونات متوفرة بالحجم الصغير الذي يمثل ربع حجم الأيقونات السابقة، وبالحجم الكبير الذي يضاعف الحجم مقارنة بالإصدار السابق. وتمثل الأيقونات الكبيرة فرصة لتسهيل النقر على الأيقونات بالأصابع، وخصوصا أثناء استخدام الشاشات الصغيرة، مع قدرتها على عرض المزيد من البيانات على سطحها من خلال ميزة «الأيقونات الحية (Live Tiles)»، حيث ستظهر درجات الحرارة الحالية في تطبيق الجو بكل سهولة عليها لليومين الحالي والتالي بكل وضوح. هذا، وستصبح الشاشة الرئيسة أكثر ترتيبا، حيث لن يضيف النظام أيقونات فيها لدى تثبيت البرامج الجديدة، بل سيضيفها إلى قائمة «جميع التطبيقات (All Apps)» التي يمكن الوصول إليها بالسحب من الأسفل، والتي تسمح للمستخدم بإضافة الأيقونات التي يريدها إلى شاشة البداية. وسيسمح التحديث الجديد بعرض التطبيقات جنبا إلى جنب بمساحات كبيرة، مثل تخصيص نصف الشاشة لمتصفح الإنترنت والنصف الآخر لعرض فيديو، مثلا. وقد يتم تفعيل هذه الميزة بشكل إلا في بعض الأحيان، مثل عند النقر على رابط من داخل رسالة بريد إلكتروني في تطبيق البريد (وليس من المتصفح)، ليعمل متصفح الإنترنت في الجانب الأيمن من الشاشة مع عدم إيقاف العمل على تطبيق البريد، كما كان في السابق. وعند تشغيل أكثر من تطبيقين في وقت واحد، سيعرض النظام أيقونة كبيرة للتطبيق الثالث في الخط الفاصل بين التطبيقين، الأمر الذي قد يحير المستخدم ويجعله يعتقد أن النظام لا يعمل بالشكل السليم، إلا أن هذه هي طريقة تواصل النظام مع المستخدم لسؤاله أي من التطبيقين يريد المستخدم إزالته من الشاشة لفسح المجال أمام التطبيق الثالث. ويجب على المستخدم سحب الأيقونة إلى اليسار لإزالة التطبيق الموجود في الجهة اليسرى، أو بالعكس. ولكن لدى استخدام الأجهزة اللوحية وتشغيل التطبيقات في الأسلوب العمودي (الإمساك بالجهاز بشكل طولي)، سيعمل تطبيق واحد يشغل الشاشة كلها عوضا عن تقسيمها إلى أقسام قليلة العرض، الأمر المهم لدى استخدامه على الأجهزة ذات الشاشات الصغيرة نسبيا. هذا، وسيقدم التحديث كذلك أيقونة على الشاشة الرئيسة لمساعدة المستخدم وتقديم النصائح وآلية الاستخدامات الأفضل له. وطورت الشركة من آلية البحث بشكل كبير، إذ يستطيع للمستخدم الآن البحث في جميع العناصر الموجودة في جهازه، مثل التطبيقات والإعدادات والملفات، بالإضافة إلى تقديم نتائج بحث من الإنترنت، عوضا عن البحث في التطبيقات فقط، كما كان الحال قبل طرح التحديث. وسيعرض النظام معلومات كبيرة لدى النقر على نتيجة بحث لا تتعلق بتطبيق، مثل معلومات من موسوعة «ويكيبيديا» وخرائط وأخبار وصور، الأمر الذي يثري من تجربة البحث ويقلص الزمن المطلوب للوصول إلى النتيجة المرغوبة. وبالطبع، فإن آلية البحث تستخدم محرك «بينغBing » الخاص ب«مايكروسوفت»، مع عدم وجود القدرة على تغيير المحرك المستخدم، بعد. هذا، ويمكن للمستخدم البحث باستخدام فئة محددة (التطبيقات، أو الإعدادات، مثلا) إن أراد تخصيص النتائج بشكل أكبر. *إصدار الكومبيوتر الشخصي * ومن أهم العناصر التي تركز عليها الشركة في التحديث المتعلق بإصدار الكومبيوتر الشخصي هو إعادة زر البداية، ولكنه لن يعرض القائمة التي اعتاد عليها المستخدمون في الإصدارات السابقة، إذ سيعرض النظام شاشة مختصرة لشاشة البداية. ولن يبتعد المستخدم عن سطح المكتب لدى البحث عن عنصر ما، إذ ستظهر ميزة البحث من الزاوية اليمنى للنظام وتترك منطقة كبيرة واضحة للاستخدام عوضا عن شغل الشاشة كلها. ويستطيع المستخدم كذلك إيقاف عمل ميزة «الزوايا الساخنة» التي تعرض خيارات كثيرة لدى وضع مؤشر الفأرة حول زوايا الشاشة، مع القدرة على الانتقال إلى خيار عرض جميع التطبيقات عوضا عن شاشة البداية عند النقر على زر البداية. وإن كان المستخدم لديه أكثر من شاشة واحدة، فيستطيع تفعيل ميزة عرض شاشة البداية على شاشة واحدة بشكل دائم، وتطبيقات مختلفة على الشاشة الأخرى. وأضافت «مايكروسوفت» كذلك القدرة على تصفح محتوى ملفات خدمة «سكاي درايف» السحابية من داخل النظام نفسه ومن دون الحاجة لتشغيل متصفح الإنترنت. * متجر التطبيقات * وأصبح المتجر الجديد يعرض معلومات أكثر أمام المستخدم، مثل عرض شرح عن التطبيق وتقييم المستخدمين له، وغيرها من المعلومات المهمة، مع تقديم صندوق للبحث أعلى المتجر مخصص للتطبيقات. وستعرض نتائج البحث في شكل أكثر تفصيلا مقارنة بمجموعات الأيقونات الكثيفة التي كانت تظهر في السابق. ويمكن للمستخدم البحث وفقا للفئة المرغوبة للتطبيق وترتيب النتائج بطرق مختلفة. إلا أن نتيجة البحث ستظهر على شكل صف واحد عريض، مع ترك الكثير من المساحة أسفل النتيجة من دون استخدام فعال، إذ كان من الممكن عرض صفين أو أكثر من النتائج لتسهيل عملية البحث. وبالنسبة لصفحات التطبيقات نفسها، فتقدم معلومات مفصلة أيضا ويمكن التجول فيها جانبيا، الأمر الذي يمثل تطورا كبيرا مقارنة بالسابق ويتماشى مع آلية استخدام النظام في أماكن أخرى فيه. وقدمت الشركة كذلك نسخا حديثة للتطبيقات المستخدمة، مثل تحديث تطبيق الموسيقى الذي سيعرض الموسيقى الموجودة داخل كومبيوتر المستخدم قبل الملفات الموسيقية الأخرى، مع توفير القدرة على الانتقال بسرعة بين الموسيقى المخزنة داخل جهازه وتلك الموجودة في الخدمات السحابية المختلفة، بالإضافة إلى تقديم قوائم راديو الإنترنت. وبالنسبة لتطبيق الصور، فأصبح يقدم أدوات لتحرير الصور، مثل إزالة احمرار الأعين أو التركيز على مناطق مختارة من الصورة نفسها، وغيرها من الأدوات الأخرى. هذا، ويقترض تطبيق البريد الإلكتروني الكثير من المزايا من خدمة بريد «آوتلوك دوت كوم» السحابية، الأمر الذي يسهل التعامل مع الرسائل ويوحد واجهة الاستخدام. أما متصفح الإنترنت «إنترنت إكسبلورر»، فسيحصل على إصداره رقم 11 الذي يقدم سرعة أداء عالية، وذلك بسبب كيفية تعامله مع الذاكرة وخفض استهلاكه لقدرات المعالج، بالإضافة إلى عدم شغل الصفحات المفتوحة التي لم يشاهدها المستخدم منذ فترة للذاكرة بشكل كبير. وسيستطيع المستخدم كذلك حفظ واسترجاع جميع الوثائق والصور وعروض الفيديو من خلال خدمة «سكاي درايف» السحابية. * تحديثات أخرى * وأصبح النظام الآن يدعم الطباعة بتقنية «الاتصال عبر المجال القريب» NFC ومن خلال تقنية «واي فاي دايركت»، مع دعم للطابعات التجسيمية ثلاثية الأبعاد 3D Printing، والاتصال بالإنترنت من خلال الهاتف الجوال، وترميز البيانات بالكامل، ودعم تقنية «دايركت إكس 11,2» Direct X 11.2 المتقدمة للرسومات. هذا، وأصبح بالإمكان الآن التقاط صور للشاشة وحفظها بكل سهولة، وحذف تطبيقات المتجر من أكثر من جهاز في الوقت نفسه.