ثلث النساء يعترفن بأن الأنوثة في يومنا هذا أصبحت أكثر عدوانية من حيثُ تجاوز المرأة لبعض الحدود، حتى بات الأمر يهدد ويخيف الكثير من الرجال. الحركة الأنثوية كانت من ضمن الانتصارات التي حققتها المرأة لنيل حق الاقتراع في عام 1928، وكذلك الوصول إلى قانون المساواة بين الرجل والمرأة وخاصة في المجتمع الغربي. في عام 1970 برزت حركة قادتها النساء العاملات في مجال الخياطة، طالبت بالمساواة في الأجور والرواتب بين الرجال والنساء. وقد تحقق الكثير للمرأة في القرن الماضي، ومازالت الأمور تتحسن بالنسبة لعالم النساء الذي يمثل الأنوثة. تجاوز الحدود وقالت الدراسة، التي أعدها خبراء أميركيون في الشؤون الاجتماعية والنسوية: إن استطلاعاً للرأي بين صفوف نحو ألفي امرأة بيَّنت أن ثلثهن اعترفن أن هناك نساء كثيرات تتجاوزن الحدود كنساء، الأمر الذي يسيء للأنوثة بشكل عام. وأن تجاوز الحدود يتم في أمور كثيرة في عالم الأنوثة. فهناك نساء يحاولن حتى احتكار بعض المهام التي كانت تخص الرجال منذ القدم. أمر غريب هناك نساء في المجتمع الأميركي والغربي يطالبن الرجل بعدم الذهاب إلى العمل، ويعلنّ استعدادهن لتحمل المصاريف المالية للأسرة. وهن يفعلن ذلك ليمنعن رجالهن من الالتقاء بنساء أخريات في العمل من أجل تجنب الخيانة الزوجية. تابع الخبراء: "إن هذا أمر غريب؛ لأنه من غير المعقول منع الرجل من العمل لتجنب الخيانة الزوجية وإشباع رغبة المرأة في أن تكون المسيطرة على كل جوانب الحياة في الأسرة"!. فليس هناك داعٍ للإجحاف بحقوق الرجال لأغراض أنانية وجوفاء. فبدل أن تلجأ المرأة إلى ذلك عليها العمل من أجل بناء ثقة متبادلة مع الرجل؛ لتجنب الخيانة الزوجية. وأكدت نسبة الثلث من النساء المشاركات في الاستطلاع أن الأنوثة يجب أن تكون في المقام الأول عند المرأة، فلا بأس أن تكون قوية الشخصية، وقادرة على اتخاذ القرارات الصعبة، ولكن يجب عدم تخريش الأنوثة بتصرفات لا تليق بعالم الإناث. في المعاشرة الحميمة أيضاً أوضحت الدراسة أن بعض النساء فقدن الحياء بشكل تام ببعض التصرفات التي لا تنم عن الأنوثة، وهذا أصبح يضايق الكثير من الرجال. وذهبت الدراسة الى أبعد من ذلك بالقول: إن هناك نساء هن اللواتي يحددن وقت وكيفية ومكان ووضعية ممارسة المعاشرة الحميمة، ويتناسين أن ذلك يمثل عدوانية للأنوثة، وهو الشيء الذي يرفضه الرجال. وتابعت الدراسة تقول: "صحيح أن للمرأة حق المشاركة في إبداء الرأي وطرح الأفكار حول المعاشرة الحميمة مع الزوج، لكن نسبة 35 % من النساء على الأقل، وفي مختلف أنحاء العالم يرغبن أن يكنّ هن المسيطرات". في التسوق أوضحت الدراسة أن المرأة تحب أيضاً أن تكون المتحكمة بشؤون التسوق عندما تخرج مع زوجها لمراكز التسوق، لكن يجب أن تكون هناك حدود لهذا التحكم. فالرجل يعترف أن المرأة تفوقه خبرة في مجال التسوق، ولكن ذلك لا يعني أنها هي صاحبة القرار الأول والأخير. هل الأنوثة أصبحت في خطر؟ أشارت الدراسة إلى أن التصرفات التي وردت في صلب الحديث عن الموضوع تدل على أن هناك نساء لا يفهمن بشكل جيد الفرق بين الحرية، التي تتمتع بها في العصر الحديث، وبين الأنوثة التي يجب الحفاظ عليها مهما كانت الظروف؛ لأن أنوثة المرأة هي التي تعطيها قيمة في الحياة، وبدونها لن تصبح زوجة أو أماً. يستدرك خبراء الدراسة: "مهما كان الرجل متفتح الذهن يحترم حرية المرأة، ويعتبرها إنسانة لها حقوق مماثلة للرجل، فإنه لا يتخلى ولا بأي شكل من الأشكال عن فكرة أن أنوثة المرأة هي سلاحها الذي يحب كل الرجال أن يصابوا به".