"القدس العربي" تونس: سليم بوخذير عاد الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة ليُثير الجدل في تونس بعد رواج أخبار قال إنها زائفة ادعت "اشتراطه مبلغ 150 ألف دولار بحالها مقابل حفل بالثورة التونسية". وقال الفنان مارسيل خليفة في اتصال هاتفي مع برنامج "بلا مجاملة" على تلفزيون "حنبعل" التونسي الفضائي في حلقة مسجلة بُثت مساء الأحد 18 نيسان/أبريل 2011 : "لا صحة بتاتا لأي أخبار عن اشتراطي مبلغ 150 ألف دولار من أجل إقامة حفل في تونس بمناسبة الثورة التونسية التي ساندتها". وتابع صاحب أغنية "أحن إلى خبز أمي" قائلا: "لم يتصل بي أحد أصلا من أجل إقامة حفل في تونس حتى يحق الحديث عن مبلغ ما اشترطته". وقال خليفة إن"الطرف الوحيد الذي اتصل بي هو المذيع الحبيب جغام ومدير قنوات الراديو الحبيب بلعيد اللذان هتفا لي ذاكرين أنهما يرغبان في أن أكون حاضرا في مهرجان قرطاج وقلت لهم إن القدوم إلى العزيزة تونس يشرفني طبعا". واشتكى الفنان مارسيل خليفة في مداخلته بقناة "حنبعل" مما سماه ب"خطأ" إحدى مذيعات برنامج "بلا مجاملة" الصحافية هالة الذوادي التي قالت في الحلقة السابقة (أي التي وقع بثها مساء 11 نيسان (أبريل) 2001 إن "فنانا عربيا ملتزما بالفن الملتزم وبجمع المليار اشترط مبلغ 150 ألف دولار مقابل احتفاء بالثورة التونسية التي قال إنه يساندها" (على حد قولها). وقال خليفة لهالة الذوادي عبر الهاتف ضمن البرنامج 'صحيح أنك لم تذكري اسمي وقلت عبارة فنان عربي ملتزم، ولكن جميع الناس فهموا أنني المقصود وقد تلقيت عبر البريد الإلكتروني رسائل عديدة أصحابها فهموا أنني المقصود وعتبوا علي على اشتراطي هذا المبلغ، رغم أن الخبر غير صحيح البتة'. ولم تعتذر هالة الذوادي لمارسيل خليفة على الخبر الذي أوردته للمشاهدين في الحلقة السابقة عنه، وقالت له 'أنا لم أذكر اسمك ولم أقل البتة إن الفنان المعني بالخبر هو مارسيل خليفة'. وفي اتصال معه عبر الهاتف قالت هالة الذوادي ل'القدس العربي': 'أنا لم أذكر اسم مارسيل خليفة معنيا بالخبر الذي كنت ذكرته في الحلقة السابقة'. وحين وجهت لها "القدس العربي" السؤال واضحا: "نفهم أن المقصود بالخبر الذي كنت ذكرته ليس مارسيل خليفة وأن هناك فنانا آخر مقصودا" أجابت باقتضاب :"الله أعلم". وانتشرت بعد الثورة التونسية أغاني مارسيل خليفة الهادفة بوفرة في محلات الأشرطة السمعية بالأسواق التونسية، وكذلك الأشرطة المضغوطة ('سي. دي')، فيما صارت أغاني الفنان البناني الكبير محل إقبال على المشاركة في الموقع الاجتماعي 'فيس بوك'. وكانت سلطات الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي قد منعت أغاني وحفلات مارسيل خليفة في تونس، منذ صائفة 2005. وكان الفنان مارسيل خليفة أهدى أغنية "عصفور" في حفله بمهرجان قرطاج في اب/أغسطس 2005 بحضور قرابة 15 ألف متفرج الى كل السجناء السياسيين العرب في السجون الإسرائيلية والعربية، بما في ذلك السجون التونسية. فيما وقع بعد ذلك (في تشرين الثاني نوفمبر 2005)على بيان مساند لحركة المعارضين التونسيين الذين خاضوا إضرابا عن الطعام قبل القمة العالمية لمجتمع المعلومات، مما أثار وقتئذٍ حفيظة بن علي فأصدر قرارا بمنع بث أغنية "عصفور" وكل أغنيات مارسيل خليفة بوسائل الإعلام المحلية. وقد تأكد جيدا قرار منع حفلات مارسيل خليفة في تونس منذ الثاني عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2005 حين اعتذرت إدارة المهرجان الثامن لمسرح الطفل بمدينة سوسةالتونسية (130 كلم جنوب العاصمة تونس) عن دعوة كانت وجهتها له بصفته "فنان اليونسكو للسلام"، لافتتاح المهرجان في 19 كانون الأول/ديسمبر2005. وكان خليفة قد رد على قرار منعه وقتئذٍ من الغناء في تونس، برسالة بعثها الى إدارة مهرجان الطفل بسوسة إثر اعتذارها قال فيها 'أنا ممنوع من دخول بلدكم ولن أكون وحدي الممنوع من دخول بلد أحببته من كل قلبي فالممنوع أيضا تراث كثيف من التجربة الإبداعية ماضيا وحاضرا صاغها أكثر من جيل'. وأضاف الفنان في رسالته الشهيرة 'يخالجني إحساس بالحزن الإنساني وبالخجل الحضاري، لأن ثمة قوى تقدر أن تمنع مشاركة فنان تهمته الوحيدة أنه يغني للحب وللحرية'.