صرح وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، اليوم الجمعة، ان اتهام الجزائر بإرسال مرتزقة الى ليبيا لدعم نظام العقيد معمر القذافي ضد الثوار "مناورات لربح الوقت"، مؤكدا ان نظيره الفرنسي، الان جوبيه ،يقاسمه هذا الرأي. وقال مدلسي في تصريح للإذاعة الجزائرية "سبق لنا تكذيب هذه الاتهامات. وبالإضافة الى ذلك كانت لدينا الفرصة للحديث في هذا الموضوع مع العديد من الشركاء ومنهم وزير الدولة (الفرنسي) الان جوبيه الذي وصف هذه المعلومات الغريبة (بالإشاعات)". وأضاف " نعتبرها مناورات لربح الوقت تعتمد على أجندات لا علاقة لها بالقضية الليبية بل ترتبط بقضايا أقدم من الأزمة الليبية". وقال مدلسي بخصوص محادثاته مع نظيره الفرنسي "إنه نفسه وصف بالإشاعات قليلة المصداقية تلك المعلومات الغريبة التي تجعل الجزائر طرفا في النزاع الليبي". وصرح جوبيه خلال لقاء مع جمعية الصحافة الدبلوماسية الفرنسية "أجريت محادثات ودية مع نظيري" الجزائري. وأضاف "قلت له (هناك معلومات تفيد ان القذافي تلقى من الجزائر عدة مئات من السيارات العسكرية وعلى متنها ذخائر)". وتابع "طرحت عليه السؤال وأكد لي ان هذا الأمر ليس صحيحا". وقال الثوار الليبيون قبل عشرة أيام أنهم اسروا 15 مرتزقة جزائريا في "أجدابيا" وقتلوا ثلاثة آخرين في معارك ضارية في هذه المدينة شرق البلاد. وأكد المتحدث باسم الثوار أيضا ان "المرتزقة الذين اسروا لم تكن في حوزتهم أوراق ثبوتية" لكنهم "قالوا إنهم جزائريون وكانت لهجتهم جزائرية". وأضاف مسؤول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام في تصريح لوكالة فرانس برس الثلاثاء "نواجه آلة عسكرية رهيبة والقذافي يحصل على دعم بما في ذلك عبر دول عربية مثل الجزائر التي حصل عبرها على 500 مركبة رباعية الدفع بحسب مصادر أوروبية صديقة". وعلى صعيد آخر ، ذكر مصدر رسمي في وزارة الخارجية المغربية اليوم الجمعة ان المغرب يسعى لإيجاد حل سياسي للازمة الليبية بعد اجتماع مسؤولين مغربيين مع ممثلين للزعيم الليبي معمر القذافي وممثلين للمعارضة المسلحة هذا الأسبوع. ولم يقدم المصدر تفاصيل عن مدى قرب التوصل الى مثل هذا الاتفاق او مضمونه. وقال المصدر المغربي "جهود المغرب قاصرة على المساعدات الإنسانية والعمل والمساهمة في التوصل الى حل سياسي من خلال الحوار". وأضاف ان هذه الحلول يجب ان "تتوافق مع تطلعات الشعب الليبي وتضمن عودة الاستقرار وهو مهم جدا لمنطقة البحر المتوسط وافريقيا جنوب الصحراء". وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي التقى وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري مع مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا. وقبل ذلك بيومين التقى بمبعوث للقذافي في اتصال دبلوماسي نادر بين ليبيا وأحد أقوى حلفاء التحالف الغربي الذي يسعى للإطاحة بالقذافي. وأضاف المصدر لوكالة رويترز ان المغرب يفضل اتفاقا سياسيا في إطار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي نص على فرض منطقة حظر جوي ودعا الى حل يلبي مطالب الشعب الليبي. وأضاف المصدر "لم يطلب منا أحد الوساطة". والمغرب من الدول العربية القليلة والدولة الوحيدة بشمال إفريقيا التي انخرطت في محادثات علنية مع القوى الغربية بشأن الأزمة الليبية.