يملك إيريك غيريتس المدرب الجديد لأسود الأطلس تاريخاً حافلاً بالألقاب كلاعب ومدرب، وتوج في أغلب الفرق التي لعب لها ودربها، كما شارك رفقة منتخب بلاده في 3 كؤوس للعالم وحقق أفضل النتائج في تاريخ بلجيكا الرياضي، لكن نقطة سوداء تلطخ تاريخه وتتعلق بمساهمته الوافرة في التلاعب بنتيجة مقابلة عجلت بطرده من بلده والرحيل لإيطاليا ثم هولندا حيث صنع مجداً جديداً. ولد إيريك غيريتس في 18 مايو 1954 بريكيم في بلجيكا وفي سن السابعة عشر التحق بفريق ستاندلياج حيث لعب حتى 1983. لقب بأسد ريكيم حيث كان مدافعا صلباً وعنيداً، كما تميز بمساهمته في بناء العمليات الهجومية وتمكن من تسجيل 23 هدف. رقم مهم للاعب مدافع صنع رفقة فريقه الأم المجد حين تمكن من قيادته نحو لقب الدوري البلجيكي مرتين 1982 و1983، وتم اختياره كأحسن لاعب بلجيكي سنة 1982. كما فاز بكأس بلجيكا 1973 والكأس الممتازة سنة 1981. ولعب رفقة الفريق البلجيكي نهاية كأس أوروبا للفرق الفائزة بالكؤوس سنة 1982 وخسرها أمام برشلونة بهدفين لواحد. فضيحة توقف مسيرته ببلجيكا في 2 أبريل 1984 تم توقيف إيريك غيريتس لثلاث سنوات من طرف الاتحاد البلجيكي لكرة القدم (سنتين بعد الاستئناف) على خلفية مساهمته في فضيحة لقاء تاندرلياج وواترشيو. الفضيحة التي عرفت بقضية بيلمانس على اسم القاضي التي اكتشفها وحقق فيها، شبيهة بشكل كبير لقضية مارسيليا و فالنسيان والتي أدت لنزول مارسيليا للقسم الثاني. وتعود وقائعها لآخر موسم 1982 وبالضبط 8 نيسان، حيث كان فريق ستاندلياج يحتاج لنقطة للتتويج بلقب الدوري، لكنه كان عليه أيضا تجنب إصابة لاعبيه المقبلين على خوض لقاء نهائي كأس الكؤوس الأوربية ضد برشلونة. الفريق الخصم واتيرشيو لم يكن باستطاعته حرمان ستاندلياج من بطولة الدوري لكن الخوف من فقدان اللقب جاء بسبب عدم نجاح المدرب القدير للفريق رايموند غوتلس في قيادة أي فريق نحو لقب الدوري رغم عمله الكبير رفقة أندرلخت. كما كان نهائي كأس الكؤوس يرمي بظلاله على الفريق، كلها معطيات دفعت الكل للبحث عن طريقة سهلة للحصول على اللقب دون عناء وحفظ الجهود لمواجهة برشلونة. ولم تكن الطريق معقدة فأخو اللاعب ستوندردمان جيرارد كان يلعب لواتيرشيو وجار إيريك غريتس كابتن فريق لياج الذي كان أيضاً صديقاً حميما لكابتن الفريق الخصم رونالد جونثان. غيريتس القائد غيريتس هو من تكفل بالمهمة وأقنع صديقه العميد بتسهيل المهمة في المقابلة مقابل 420 ألف فرنك بلجيكي (حوالي 10400 أورو) كمنح للاعبي الفريق. وهو ما تم فعلا بعد فوز ستاندرلياج بثلاثة أهداف لواحد والفوز بلقب الدوري بعد غياب 11 سنة وهو أيضاً أول لقب في مسيرة المدرب رايموند غوتلس. لم يكتشف أحد الموضوع واعتبرت النتيجة عادية بحكم قوة الفريق البطل، لكن تحقيقاً فتحه القاضي بيلامانس حول كرة القدم البلجيكية يقوده نحو فريق ستاندرلياج والذي قدم معلومات خاطئة حول مصاريف الفريق. مبلغ 500 ألف فرنك بلجيكي الذي وجد في خانة الأموال السوداء في مصاريف النادي قادت إلى كل من روجي بوتيت الرئيس المنتدب للنادي و رايموند غوتلس مدرب الفريق. الشخصان اعترفا بالتلاعب لتتفجر الفضيحة في كرة القدم البلجيكية في 24 فبراير 1983 وبعدها بأربعة أيام يفتح التحقيق مع إيريك غيريتس كابتن الفريق. في 2 أبريل 1984 يصدر الاتحاد البلجيكي أحكامه في القضية ليتم إيقاف كل جو ديدان ووالتير ميوس وتيو بول وسيمون تاهاماتا والحارس ميشيل بردهوم وجيرارد بليسير وغاي فونديرسميرسن لمدة سنة (يتم تقليصها لستة أشهر بعد الاستئناف). فيما أوقف غيريتس لمدة ثلاثة سنوات تم تقليصها لسنتين بعد استئنافه ويحكم عليه بمغادرة الدوري البلجيكي ليتمكن من اللعب وهو نفس المسار الذي اختاره أغلب المعاقبين. المجد يتبعه لهولندا غادر غيرتس بلجيكا نحو أس ميلان موسم 1983 -1984 حيث لعب 13 لقاء وسجل هدف واحد، لينتقل نحو هولندا ليلعب في فريق ماسترتش في بداية موسم 1984 -1985 لكنه أكمل الموسم رفقة فريق بي إس في إندهوفن. في سن 31 سنة وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن المدافع البلجيكي يلعب آخر مواسمه في الملاعب، يتمكن غريتس من لعب سبع مواسم ويحقق كل الألقاب. 6 ألقاب للدوري (سنوات 1986 و1987 و1988 و1989 و1991 و1992) وثلاثة كؤوس (سنوات 1988 و1989 و1990). واللقب الأهم كان فوزه رفقة اندهوفن بكأس أوروبا للأندية الأبطال سنة 1988 بعد الفوز بضربات الجزاء على بنفيكا البرتغالي. ثلاثة كؤوس للعالم شارك غيرتيس رفقة المنتحب البلجيكي في 86 مقابلة دولية وسجل هدفين، وساهم خلالها في أبرز نتائج كرة القدم البلجيكية عالميا حيث احتل المنتخب الصف الرابع في مونديالي إسبانيا 1982 والمكسيك 1986، كما شارك في مونديال إيطاليا 1990 وكأس أوربا 1984. مشوار ناجح كمدرب بعد اعتزاله كرة القدم نهاية موسم 1992، دخل إيريك غيرتس مجال التدريب عبر فريق إف سي لييج حيث دربه سنتين من 1992 إلى 1994. انتقل بعدها لفريق لييرس حيث قاده لثلاثة مواسم توجها بالفوز بلقب الدوري سنة 1997، ليقود بعدها نادي بروج لسنتين ويتوج رفقته ببطولة الدوري وكأس السوبر سنة 1998. التألق سيقوده لفريقه السابق الهولندي أندهوفن الذي تسلم مقاليد دفته من 1999 لغاية 2002 وخلالها أيضا فاز بلقبين للدوري الهولندي وكأسي للسوبر سنتي 2000 و2001. بعد الرحيل عن هولندا ذهب لألمانيا حيث درب فريقي كايزرسلاوتن وولفسبورغ دون نجاحات تذكر، لينتقل لتركيا ويتسلم مقاليد غلطة سراي ويتوج رفقته بالدوري التركي الممتاز سنة 2006. التجربة ستقوده لفريق مارسيليا سنة 2007 حيث تمكن من قيادة الفريق الغارق أنداك من الصفوف الأخيرة نحو المركز الثالث المؤهل لدوري أبطال أوربا، قبل أن يفقد لقب الدوري الفرنسي في الأمتار الأخيرة لصالح بوردو في نهاية موسم 2008 -2009 ويغادر الفريق نحو الهلال السعودي الذي قاده للفوز بالدوري الموسم الماضي. طيلة مسيرته كمدرب تم اختياره مدرب السنة في بلجيكا مرتين سنوات 1997 و1998 ومرة بفرنسا سنة 2009