محمد عزلي تطور هذا الفضاء منذ بداية القرن الماضي من سوق ، إلى ساحة ترابية فارغة، ثم فضاء للألعاب و الترفيه مع أماكن استغلت من طرف المقاهي، ثم تهيئة الساحة ذات النافورة الكولونيالية و الحدائق و الأشجار على الطريقة السائدة في الأندلس حيث الفن و الأناقة و الذوق الرفيع من تشكيلة الرسومات الملونة إلى الصور الرخامية التي تصور أهم معالم المدينة ، ثم إعادة التهيئة أواخر الثمانينات بالنافورة الزليجية الزرقاء مع تقليص كبير من حجم مساحة المناطق الخضراء في الساحة، ثم إعادة التهيئة سنة 2008 لتصبح ساحة صلعاء من الخضرة بنافورة لا ملامح لها مع تشويه لشكل الساحة حيث ألغي ممرها الشمالي، مما جعلها تفقد شكلها و دورها و جماليتها و روح مجالها، ثم إعادة التهيئة مرة أخرى سنة 2015 لتحسين شكلها و إعطائها بعض الرونق بتحديد شكل للنافورة و إضافة حيز بسيط من الاخضرار و الإنارة.. و في سنة 2017 أعيد تهيئة الساحة مرة أخرى لكن في اتجاه استرجاع الشكل العام النموذجي الأول بفارق تغيير الذوق الكولونيالي بآخر مغربي إسلامي تراثي روعي فيه عودة الشكل الأصلي للنافورة الرئيسية و الأعمدة المرافقة كما عادت الخضرة إلى المجال الداخلي و الخارجي بإضافة مساحات خضراء و مجموعات من النخل الجديدة التي أضيفت على القديمة لتعطينا في النهاية شكلا أنيقا يتناسب إلى حد ما مع نمطية المجال و المحيط العمراني الموريسكي الجميل. جميل إذن أن يستعيد الفضاء جماليته و رونقه، لكن الأجمل هو أن نحافظ على المكسب و نصونه و نحترمه، إنها ثقافة يتوجب علينا تكريسها في الأجيال الناشئة على وجه التحديد، حتى نحسن من طريقتنا في التعاطي مع الفضاءات و المؤسسات العمومية التي هي في النهاية ملك لنا جميعا.. أخيرا، نلتمس من خلال هذا المنبر المحترم جماعة العرائش أن تنظر في المطالب التالية : 1- الاستمرار في صيانة و نظافة و حماية هذا الفضاء من يد العابثين. 2- إعداد تصور جديد في ما يخص الإنارة، حيث أن الساحة و أشجارها ليلا تبدو مظلمة شاحبة لا تبعث على الانشراح و البهجة. 3- إعداد تصور مطور لممرات الراجلين، و ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى تتناسب مع المناطق الخضراء و مرور العربات. 4- إعادة النظر في شكل تصريف المياه، مع الأخد بعين الاعتبار الشرفات المطلة على الساحة، خاصة الجزء الشمالي.